بعد ايقاف اشغال ملعب 15 اكتوبر مجددا: البنية التحتية في الرياضة التونسية ...أزمة لا تعرف النهاية

يبدو ان مشاكل النادي البنزرتي ستتواصل علاوة على متاعبه الادارية والمادية ،وذلك بسبب تعطل أشغال مشاكله على مستوى الملعب

الذي سيحتضن مبارياته لفترة غير معلومة خاصة بعد ان قررت المندوبية الجهوية للشباب و الرياضة ببنزرت الاعتراض على أشغال ملعب 15 أكتوبر ما انجر عنه توقف للأشغال قبل أيام من الموعد المقرر لإنتهائها و تسليم الملعب ليكون على ذمة النادي البنزرتي،واتى هذا القرار بسبب عدم التزام المقاول المكلف بتعشيب الملعب بكراس الشروط الموضوع، حيث عمد إلى استعمال قطع عشب بعرض مترين بينما يفرض كراس الشروط استعمال قطع بعرض 4 امتار.
جاءت هذه المستجدات جاءت لتعيد الى سطح الاحداث مشكل البنية التحتية الرياضية المهترئة التي تعاني منها الرياضة التونسية وهي غيض من فيض المشاكل التي تداهمها.وتجدر الاشارة الى أنه مقارنة بالملاعب المتوفرة في البلدان المجاورة على غرار المغرب ومصر والجزائر تعتبر تونس فقيرة جدا على مستوى البنية التحتية المتوفرة للرياضة وقد تكون النتائج التي تحققها الفرق والمنتخب في المسابقات القارية والاقليمية بمثابة الانتفاضة والثورة على الواقع...ورغم ذلك فليست هناك رغبات في الاصلاح،اشغال تهيئة وصيانة مطولة ولكن بعد فترة وجيزة تعود الملاعب لتصبح من جديد خارج نطاق الخدمة وتزيد الواقع الرياضي تأزما...
في سنوات خلت،نظمت تونس العديد من التظاهرات الرياضية المهمة، على غرار ثلاث دورات لكأس أمم إفريقيا في كرة القدم في سنوات 1962 و1994 و2004، ودورتان لألعاب البحر الأبيض المتوسط، الأولى في سنة 1967 والثانية في سنة 2001، وكأسي عالم في كرة اليد سنة 2004 فازت بتنظيمها أمام ألمانيا رغم تاريخها الكبير في هذه الرياضة وقاعاتها الرياضية المبهرة.لكن في السنوات الاخيرة باتت البنية التحتية الرياضية المهترئة تحول حتى دون احتضان المباريات الكبيرة في افضل الظروف فما بالك التفكير في تنظيم تظاهرات قارية وعالمية.
ملعب 15 اكتوبر ...مسلسل لا ينتهي
في حديثنا عن ازمة الملاعب في الكرة التونسية لا يمكن ان نمر مرور الكرام دون الاشارة الى اشغال ملعب 15 اكتوبر ببنزرت التي باتت مسلسلا متشعب الفصول، يشهد في كل مرة تطورات جديدة تعيد الامور الى نقطة الصفر حتى بات كابوسا مقلقا ليس فحسب لانصار النادي البنزرتي بل للشارع الرياضي التونسي عامة.والثابت ان مشكل الملعب هو احد العوامل التي اثرت على المستوى الفني للسي آبي ،ففريق عاصمة الجلاء ارهقته التنقلات سواء كان فريقا ضيفا أو مضيفا واضطر الى استقبال ضيوفه في ملاعب مجاورة على غرار ملعب البصيري ومنزل عبد الرحمان وجرزونة والعالية وغيرها...
جدير بالذكر ان ملعب 15 أكتوبر أغلق ابوابه في ديسمبر 2016 للقيام بأعمال الصيانة وتعشيب الأرضية الرئيسية وانجاز السبورة اللامعة قبل أن يفتح بعد فترة لكن في 2017 تم غلق الملعب ثم فتح الملعب لفترة وجيزة قبل غلقه الى حد بلغ فيه الملف اروقة القضاء.وفي الوقت الذي استبشر فيه جمهور الفريق بعودة الاشغال طفت على السطح قضية الاخلالات التي ارتكبها المقاول المعني بالمشروع لتتوقف اشغال الصيانة في انتظار تحرك السلط المختصة لايجاد حل لهذا الكابوس المتجدد.
اولمبي سوسة ...على امل الوفاء بالوعود
على غرار ملعب 15 اكتوبر فإن ملعب سوسة الاولمبي يوجد خارج نطاق الخدمة منذ اكثر من سنتين وعليه وجد النجم الساحلي نفسه مجبرا على خوض مبارياته في ملعب حمام سوسة محليا اما قاريا فاضطر الى التنقل الى رادس و الطيب المهيري ومصطفى بن جنات... ويبدو انه سيواجه نفس المصير في الموسم القادم بما ان اشغال التهيئة والصيانة مبرمجة لتنتهي في موفى السنة الحالية.في جوان الماضي اعلنت وزارة الرياضة ان الاشغال تقدمت بنسبة 80 بالمائة اضاف بيان الوزارة انها ستتكفل بتوفير الاعتمادات اللازمة لاستكمال ما تبقى من مكونات المشروع والتي تشمل تهيئة منصة الصحفيين وتركيز سبورتين لامعتين و40 الف كرسي الى جانب تجديد الشبكة الكهربائية وتركيز شبكة انارة (LED).
وقالت الوزارة ان هذا القرار يندرج «في اطار الحرص على تطوير البنية التحتية للملاعب والمنشآت الرياضية لتكون مكسبا لتونس ولكرة القدم التونسية من خلال مطابقتها للمواصفات وللمعايير الدولية وقدرتها على احتضان أكبر التظاهرات والمنافسات القارية والدولية».
بقي ان نشير الى ان اشغال تهيئة وتوسعة الملعب الاولمبي بسوسة كانت قد انطلقت خلال شهر مارس 2019 ومن المقرر ان تنتهي في موفى السنة الحالية.
واستمرت معاناة نجم المتلوي اكثر من سنة ونصف فبعد ان خاض جل مبارياته كمضيف بالرديف، حتّم عليه تواصل غلق ملعب المتلوي إجراء لقاءات الموسم المنقضي في الملاعب المجاورة على غرار ملعب المظيلة .
توسعة ملعب المهيري في انتظار الانطلاق...
توسعة ملعب الطيب المهيري ليليق بالنادي الصفاقسي ويسمح باستقبال اكبر عدد من انصاره في منافساتة المحلية والقارية هدف تنتظر العائلة الموسعة للفريق تحقيقه بفارغ الصبر،ولعل ه طال الانتظار لنسهد احتجاجات من احباء السي آس آس على تأخر الانطلاق في الاشغال.وفي هذا السياق تم الاعلان منذ فترة ان انطلاق اشغال توسعة ملعب الطيب المهيري سيكون قبل موفى السنة الحالية لكن السلط المختصة لم تضع تاريخا محددا فهل ينضاف ملعب المهيري بدوره الى الملاعب التي دخلت مرحلة التهيئة والدوران في حلقة مفرغة؟
مراسلة ‹الكاف› عرّت معاناة الكرة التونسية
في شهر ماي 2020 تلقت الجامعة التونسية لكرة القدم مراسلة من الاتحاد الافريقي للعبة (الكاف) يحيطها علما بأن الملاعب التونسية باتت غير مؤهلة لاحتضان المباريات الدولية التي تخص المنتخب والأندية على حد سواء. وتمّ استثناء الملعب الأولمبي في رادس، وذلك شريطة القيام بإصلاحات تشمل هذا الملعب.ومنذ المراسلة المكورة تجندت الجامعة والسلط المختصة ودخلت في سباق مع الزمن من اجل تهيئة عديد الملاعب على غرار رادس وسوسة وغيرها.ولئن عاد ملعب رادس لاحتضان مباريات المنتخب والاندية قاريا فإن بقية الملاعب لا يزال موعد استكمال اشغالها في علم الغيب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115