لاعبون تونسيون فشلوا في إثبات ذواتهم في أندية بارزة في أوروبا: من بن عاشور الى بلعيد والراقد فهل يكسر الجيل الجديد العقدة ؟

الاحتراف في القارة العجوز حلم يراود كل اللاعبين الأفارقة عامة والتونسيين خاصة مهما كان حجم إمكانياتهم ومهما كانت النجاحات والألقاب

التي حصلوا عليها مع فريقهم، فالاحتراف الأوروبي يفتح أمامه آفاقا جديدة ويجعلهم يتسلقون سلم الشهرة والنجومية على غرار ما نراه من نجاحات لعدد من لاعبي الكرة المصرية والجزائرية والمغربية بدرجة اقل.
في الطرف المقابل،يظل التمثيل التونسي في البطولات الأوروبية محتشما وحتى التجارب الاحترافية فجلها في أندية مغمورة وضعيفة الإمكانيات أما تلك مع أندية بارزة فهي تعد على أصابع اليد الواحدة، لأن جل اللاعبين باتوا يحزمون حقائب الرحيل نحو بطولات الخليج التي توفر الربح المالي بأيسر السبل بعيدا عن ضغط الملاعب الاوروبية ومتطلبات الانضباط.
بالعودة إلى سنوات خلت،كان اللاعب التونسي ممثلا في اندية اوروبية عريقة لكن إذا نجح زبير بية في فرايبورغ الالماني وحاتم الطرابلسي في اجاكس امستردام على سبيل المثال فإن الفشل رافق عدة تجارب سنسلط عليها الضوء في الورقة التالية...
بن عاشور كان احد نجوم البي آس جي
سليم بن عاشور واحد من الاسماء التي تركت بصمتها في تاريخ كرة القدم التونسية خاصة عندما تقمص زي المنتخب الوطني ودخل التاريخ في مونديال 2002 اذ كان اصغر اللاعبين التونسيين الذين لعبوا في كأس العالم.
كانت سنة 2000 منعرجا في مسيرة متوسط الميدان سليم بن عاشور لاعب الاصناف الشابة في فريق باريس سان جرمان بما انها كانت سنة بروزه وتألقه وبات مرغوبا فيه من عدة فرق غير انه رفض لرغبته في اللعب في فرنسا وإثبات ذاته مع الفريق الأول لنادي باريس سان جيرمان فكان موسم 2001-2002 موسم بزوغ نجم منتخب نسور قرطاج السابق حيث سجل حضوره في الكثير من المباريات مع نادي العاصمة الفرنسية الذي عرف عديد الهزات حينها.
و لعب بن عاشور في جميع المراحل السنية في المنتخب الفرنسي قبل أن يختار الانضمام الى المنتخب التونسي وكان من أصغر اللاعبين الذين لعبوا مع نسور قرطاج في مونديال 2002، لكن التعاقد مع النجم البرازيلي رونالدينهو أثر على امكانيات بن عاشور لينضم إلى تروا على سبيل الإعارة وانتقل بعدها إلى غيماراش البرتغالي وروبن كازان الروسي لكن بدأ مستواه يتراجع كثيرا.
الراقد على خطى بن عاشور
لم يكن حسين الراقد أوفر حظا من سليم بن عاشور،هو لاعب تونسي آخر سقط من حسابات باريس سان جرمان.
الراقد اسم عرفه الشارع الرياضي التونسي عندما تقمص زي المنتخب الوطني والترجي الرياضي غير أن بدايته في كرة القدم كانت مع مدرسة باريس سان جيرمان، حيث لعب مع الفريق من عام 2002 حتى 2006، لكنه غادر الفريق على سبيل الإعارة في مناسبتين مع نادي إيستر ومع غانغون.طيلة 4 سنوات قضاها مع البي آس جي لم يلعب الراقد مع الفريق الاول سوى بضعة دقائق قبل أن ينتقل بعدها إلى خوض تجارب احترافية أخرى في بلجيكا وتشيك وتركيا والإمارات بالإضافة إلى لعبه لصالح الترجي وهي التجربة التي يمكن اعتبارها الأفضل في مسيرته الاحترافية إذ فاز بعدة ألقاب مع الاحمر والاصفر.
بلعيد نجم سطع مع الانتر ثم أفل
لا شك ان الشارع الرياضي يتذكر التيجاني بلعيد الذي تقمص زي المنتخب الوطني سابقا كما كانت له تجربة مع النادي الافريقي لكن ما قد يغيب عن الكثيرين ان متوسط الميدان المذكور تقمص في يوم ما زي انتر ميلان الايطالي لكن في الوقت الذي انتظر فيه الشارع الرياضي ان يتسلق سلم النجاح والتألق بدأت أسهم بورصته في تراجع مستمر.
بلعيد من مواليد 6 سبتمبر 1987،من المواهب المتميزة في عالم الساحرة المستديرة ،انضم الى انتر ميلان وبدأ يبرز إمكانياته خاصة تألقه في الكرات الثابتة في التدريبات لكن في الوقت الذي بدأت أضواء الشهرة تسلط عليه ويكبر اهتمام الصحف به انطلق سلم بورصة مردوده في تراجع شيئا فشيئا...
مشاركة بلعيد مع الانتر لم تتجاوز فقط 10 دقائق خلال مواجهة ريجينا، لحساب الجولة الأخيرة من نسخة 2004-2005 للدوري الإيطالي.ونظرا لفشل تجربته اضطرت ادارة الفريق الايطالي إلى إعارته إلى عدة فرق على غرار ايندهوفن قبل ان يبيعه إلى سلافيا براغ التشيكي في فترة الانتقالات الصيفية ل2008 قبل أن يخوض تجارب متنوعة على غرار هال سيتي واتحاد برلين وأبويل نقوسيا والنادي الإفريقي...
هيكل الشيخاوي من الملاعب الأوروبية إلى البطولة التونسية
بات هيكل الشيخاوي اسما معروفا في الشارع الرياضي التونسي منذ ان انضم الى الملعب التونسي.بدأ اللاعب مسيرته مع فريق سوشو الفرنسي ثم الفريق الثاني لنادي بورتو البرتغالي اذ تألق وبات حديث وسائل الإعلام الاوروبية ، في 2016 انتقل على سبيل الإعارة إلى فريق فارزيم البرتغالي.بعد فشل تجربته الاحترافية عاد اللاعب الى البطولة التونسية من بوابة الملعب التونسي ثم الاتحاد المنستيري ولكن لم يفلح في استرجاع امكانياته ليخفت نجمه كثيرا.
هل يكسر الجيل الجديد القاعدة؟
في السنوات الأخيرة،هناك عدة أسماء تونسية نجحت في البروز في فرق اوروبية بارزة على غرار حمزة رفيعة مع جوفنتوس الايطالي و عمر الرقيق احد مواهب ارسنال الانقليزي وعلي يوسف محترف هاكن السويدي وغيرهم من اللاعبين ...وكل الامل ان تحافظ هذه الأسماء على تألقها في هذه الاندية الاوروبية العريقة خاصة مع الحديث عن قرب انتقال حمزة رفيعة من السيدة العجوز إلى ستاندار دي لياج البلجيكي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115