بعد إنسحابه من «السوبر»: وضع صعب في النجم وخطوة أخرى إلى الوراء لـ»اليد» التونسية

لن يشارك النجم الساحلي كما أشرنا في عدد الأمس في نهائي «السوبر» الإفريقي الذي سيقام يوم 23 أوت الجاري في المغرب ولن يراهن على بطاقة

مونديال الأندية التي ستكون في المقابل من نصيب كرة اليد المصرية بما أن المباراة المنتظرة سيكون طرفاها الزمالك والأهلي المعوض لفريق جوهرة الساحل، قرار عدم المشاركة يقيم الدليل مجددا على الوضع الصعب الذي يعيشه فرع كرة اليد في النجم على كل المستويات وعلى تواصل تجاهل الهيئة المديرة لما يجري فيه رغم ما حققه من إنجازات وعلى الحصيلة السيئة التي باتت بحوزة «اليد» التونسية بصفة عامة.
تمكن النجم الساحلي في 2019 من العودة الى الألقاب القارية من خلال التتويج بلقب بطولة افريقيا للأندية الفائزة بالكأس عن جدارة واستحقاق على حساب الأهلي المصري والفريق كان سينظم أيضا بطولة افريقيا للأندية البطلة في أكتوبر من العام ذاته لكن الأمر لم يتم بسبب المخاوف من فيروس كورونا المستجد واليوم وجد نفسه غير قادر على المشاركة والدفاع عن حظوظه في «السوبر» المؤهل الى مونديال الأندية والقرار جاء نتيجة تراكم المشاكل الموجودة في الفريق التي انطلقت منذ بداية الموسم مع اضراب اللاعبين للمطالبة بمستحقاتهم المادية التي كانت من بين الأسباب التي أدت الى الوضع الحالي، الهيئة المديرة لفريق جوهرة الساحل تجاهلت في أكثر من مناسبة مطالب اللاعبين والنتيجة كانت قرارهم المغادرة الواحد تلوى الاخر سواء الى أندية أخرى أو الى خارج البطولة الوطنية على غرار أمين درمول وبلال حمام وياسين زعتير وأسامة غشام وسليم البريني والأمر ذاته بالنسبة للإطار الفني بعد انسحاب يامن بن حسين ثم المدرب الأول الجزائري كمال عقاب الذي قدم الدعم الكافي ولم يغادر إلا مع توقف نشاط البطولة التي ستستكمل منافساتها في سبتمبر المقبل ثم انسحاب رئيس الفرع حافظ الرواتبي بعد أن أوصدت الهيئة أمامه كل أبواب الحوار وفي ظل غياب الحلول المادية التي تساعده على ايجاد مخرج للوضع.
انسحب في منتصف الموسم الثنائي زياد نطاك وأمين الرايس من تسيير الفرع والمسؤولية الت الى حافظ الرواتبي الذي قام بما يجب القيام به وحاول قيادة الفريق الى ما هو أفضل لكنه غادر بدوره والأكيد أن ذلك سيكون له تأثير على الفرع الذي قد لا يجد لاحقا الرئيس الذي يقوده الى بر الأمان ويوفر له السيولة المادية التي تمكن من ترميم الأمور فيه قدر الامكان فالوضع صار صعبا للغاية.
الفريق مهدد بالأسوأ
قد يواجه النجم الأسوأ خلال الأيام القليلة القادمة والفريق قد يضمحل ان تواصل الوضع على حاله بعد الفراغ الذي بات يعيشه على مستوى الرصيد البشري والإطارين الفني والإداري على حد السواء في ظل الصمت الرهيب الذي تنتهجه الهيئة المديرة تجاهه وابتعاد الكل عنه، الرياضات الجماعية في النجم قد لا تكون موجودة خلال المواسم القادمة ففريق كرة السلة تدحرج الى الوطني «ب» وفريق الكرة الطائرة يعيش وضعا مزريا لا يختلف كثيرا عن ما هو موجود في «اليد» ورغم ذلك الهيئة لم تحرك ساكنا وكل اهتمامها موجه نحو فريق كرة القدم دون سواه.
لن يصلح حال النجم في الوقت الراهن ان ظلت الأمور على حالها وان لم يكن هناك جديد وتم الاتفاق مع رئيس فرع يكون قادرا على جلب بعض العناصر القادرة على سد الشغور الموجود في مختلف المراكز والتعاقد مع مدرب يقوده الى نتائج ايجابية، النجم لم تعد فيه المجموعة الكافية من اللاعبين التي ستقدر على الدفاع عن حظوظه في ما بقي من بطولة الموسم المنتهي أو الجديد وهذا خطير جدا ويعد سابقة في تاريخ الفريق الذي قدم الكثير لكرة اليد التونسية ومنتخبتها والفرع الذي أسعدت تتويجاته العديدة جمهوره العريض. لن يقدر النجم مستقبلا على الذهاب بعيدا في ظل المرحلة الصعبة جدا التي يعرفها وان تمكن من الصمود وتفادى التدحرج الى الوطني «ب» وتجنب شبح الاضمحلال فان ذلك سيكون انجازا في حد ذاته.
الدعم مطلوب لإنقاذ الفرع
سيكون الانقاذ امرا ضروريا حتى يحافظ النجم على استقراره وديمومته وتكون فترة الفراغ التي يعيشها وجيزة ولا تكون لها انعكاسات سلبية على مستقبل الفريق وأول خطوة لا بد أن تتم من جمهوره والمحيطين به من رجال أعمال مسيرين ولاعبين قدامى لتقديم دعمهم المادي خاصة الذي يبقى الأهم ففي جوهرة الساحل يوجد أكثر من مستشهر قادر على تغيير وضعية الفريق وتخليصه من العجز الذي يعرفه والديون الموجودة فيه، اطلاق حملة انقاذ للفرع تبقى خطوة مطلوبة حتى يقدر على العودة الى النشاط ويكون جاهزا بما بقي فيه لخوض مبارياته.
تعكس الوضعية التي يعيشها النجم وضعية أكثر من فريق خاصة بالنسبة للفروع التابعة لأندية كرة القدم وهذا الملف لا بد من النظر فيه بجدية حتى لا يتكرر سيناريو النجم مستقبلا.
ما يعيشه النجم يعكس المستوى الذي بلغته «اليد» التونسية
لن يراهن النجم على ثاني بطاقة مونديال في تاريخه ولن يضيف تتويجا قاريا جديدا الى رصيده بعد الوضع الصعب الذي بات يعيشه والقرار الأخير من هيئته المديرة يعكس ما يوجد في كرة اليد التونسية التي تراجع فيها المستوى كثيرا بعد الخسائر التي باتت تسجل في المنتخبات والفرق على حد السواء، كرة اليد المصرية ستكون حاضرة في بطولة العالم للأندية ومحط أنظار ومتابعة من أكبر الفنيين في العالم في خطوة سيتأكد بعدها المستوى الكبير الذي بلغته مؤخرا والفارق الذي بات موجودا بينها وبين «اليد» التونسية على كل المستويات فمصر اليوم ستراهن أيضا على برونزية أولمبياد طوكيو.
يعيش النجم وضعا استثنائيا وسابقة في تاريخه على مرأى من مسؤولي الجامعة الذين لم يحركوا ساكنا لإنقاذ ما يمكن انقاذه فالجامعة هي المسؤول الأول عن كرة اليد وما يحصل في فريق جوهرة الساحل يعنيها بدرجة أولى لكن يبدو أنها اعتبرته شئنا داخليا وتملصت من مسؤوليتها فهناك ما هو اهم لتهتم به وهو الانتخابات، خسارة النجم لـ»السوبر» تعني خسارة كرة اليد التونسية للقب وتراجعها خطوة أخرى الى الوراء فالفرق هي المرآة لما يوجد في البطولة والمنتخبات بدرجة أولى فهل يتفادى النجم ما هو أسوأ أم سيجبر على عيشه مستقبلا؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115