ما بقي من كأس أمم أوروبا 2020: «الطليان» مجددا على عرش الكرة الأوروبية..عقدة «الإنقليز» متواصلة و«يورو» سيبقي عالقا في الأذهان

• 142 هدفا مسجلا..رقم قياسي في الأهداف العكسية و2.7 هدفا في المباراة الواحدة
• «رونالدو» هداف اليورو بـ5 أهداف و «دوناروما» الأفضل في البطولة

أثبتت النسخة الاستثنائية لبطولة أمم أوروبا لكرة القدم 2020 أن موازين كرة القدم في قارة أوروبا تغيرت خاصة بعد مباراة النهائي التي جمعت بين منتخب إنقلترا ومنتخب إيطاليا حيث لم تصب الترشيحات بخصوص هذا الثنائي إلا أن واقع البطولة أكد أن خريطة الساحرة المستديرة في القارة العجوز انتفاضة على الواقع وأعلن عن أن التغير باتت ضرورية المشهد الكروي للقارة الأوروبية ما هو مؤكد أن النسخة السادسة عشرة التي بدأت يوم 11جوان الماضي واستضافها 11 بلدا في نسخة استثنائية ستظل في ذاكرة وأذهان عشاق الساحرة المستديرة لفترة طويلة.

تألق وإجادة إنقلترا جعلها تنهي السنوات العجاف وتصل للنهائي لأول مرة في تاريخها في اليورو وتكون الأحلام كبيرة لمنتخب الأسود الثلاثة من أجل إنهاء جفاء الألقاب خاصة أن المنتخب الإنجليزي لم يفز بأي لقب منذ تغلبه على ألمانيا الغربية في نهائي كأس العالم 1966 في ملعب ويمبلي القديم إلا أن أمسية النهائي أكدت عقد الإنقليز وأنهم سيواصلون الانتظار مجددا لأكثر من 55 سنة بما أن أخر تتويج بلقب يعود إلى 55 عاما.

أما منتخب إيطاليا فقد فرض كلمته في هذه البطولة مستعيدا هيبة الطليان الذين غابت شمسهم في السنوات الماضية ليكتب المنتخب تاريخا جديدا بجيله الجديد تحت قيادة روبرتو مانشيني والذي لم يخسر في آخر 34 مباراة ولم يعرف طعم الهزيمة في يورو 2020 وأكدها في المباراة الختامية بالفوز باللقب وتسيد القارة العجوز للمرة الثانية في تاريخ الكرة الإيطالية التي أعلنت أنها تمرض ولا تموت وأن المنتخب الإيطالي يبقي من المنتخبات الكبيرة والقوية في عالم الساحرة المستديرة.

142 هدفا مسجلا
أسدل الستار على النسخة 16 من «اليورو» بتتويج المنتخب الإيطالي باللقب في بطولة كانت ممتعة ومشوقة وبلغت قمة الإثارة وأمتعت عشاق الساحرة المستديرة الذين أكدوا أن النسخة الماضية من «اليورو» كانت استثنائية بكل المقاييس خاصة مع جملة الأرقام القياسية المسجلة وبالعودة إلى أرقام البطولة فقد لعبت 51 مباراة في 11 مدينة أوروبية حيث تم تسجيل 142 هدفا وهو رقم محترم وهو ما يؤكده حصيلة أهداف المباراة الواحدة والتي بلغت 2.7 هدفا في اللقاء وجاءت حصيلة أهداف «يورو 2020» على النحو التالي حيث عرف دور المجموعات تسجيل 94 هدفا فيما اهتزت الشباك في الدور ثمن النهائي في 29 مناسبة وهو رقم قياسي غير مسبوق فيما سجل في الدور ربع النهائي 12 هدفا أما نصف النهائي فقد عرف تدوين 5 أهداف كاملة ولم تغب الأهداف عن الدور النهائي الذي سجل فيه هدفان تقاسمها المنتخب الإيطالي البطل ووصيفه منتخب إنقلترا.
وحصدت انقلترا لقب الأفضل دفاعيا باستقبال هدفين في البطولة خلال سبع مباريات بينما حصدت ايطاليا مناصفة مع اسبانيا لقب الأفضل هجوميا بتسجيل 13 هدفا وشاءت المفارقة في هذه البطولة أن يحضر التعادل السلبي في مباراتين فقد وذلك في دور المجموعات حين تعادل كل من إسبانيا والسويد وإنقلترا واسكتلندا فيما حضرت الأهداف في بقية المباريات.
أما السمة الأبرز في البطولة كانت في الأهداف العكسية التي كانت حاضرة بقوة حيث تم تسجيل 11 هدفا عكسيا وهو الرقم الأكبر منذ نشأة كأس أمم أوروبا حيث لم تعرف النسخ الـ15 نسخة السابقة هذا الرقم ودخل البولوني فويتشيك تشيزني حارس مرمى منتخب بولونيا تاريخ البطولة بعدما بات أول حارس مرمى يسجل في مرماه كما بات أسرع هدف يسجل في تاريخ اليورو بعد 18 دقيقة أمام سلوفاكيا.

أرقام قياسية بالجملة لـ«الطليان»
توج المنتخب الإيطالي بـ»يورو 2020» بعد انتصاره على منتخب إنقلترا بركلات الترجيح 3ـ2 بعد نهاية اللقاء بالتعادل 1-1 لتحرز إيطاليا اللقب الأوروبي الثاني في مسيرتها بعد 53 عاما من الانتظار وهو اللقب السادس في المسابقات الكبرى بعد حصولها 4 مرات على كأس العالم وحسمت ركلات الترجيح النهائي وهي المناسبة الثانية في سجل بطولة أوروبا التي يتم خلالها اللجوء إلى ركلات الترجيح لتحديد البطل حيث كانت النسخة السابقة في سنة 1976.
ومنح لوك شو التقدم للمنتخب الإنقليزي بعد مرور دقيقة و57 ثانية ليسجل أسرع هدف في نهائي بطولة أوروبا على مر التاريخ وهي المرة الأولى بعد 18 لقاء التي يتأخر خلالها المنتخب الإيطالي في النتيجة ولا يكون المبادر بالتسجيل.
وتمكن المنتخب الإيطالي من تعديل النتيجة خلال الشوط الثاني بفضل مدافعه ليوناردو بونوتشي الذي تابع كرة في القائم الثاني أعادها الحارس بيكفورد أمامه وبفضل هذا الهدف أصبح بونوتشي أكبر لاعب يسجل هدفا في النهائي وخاض مدافع نادي يوفنتوس اللقاء الختامي وهو في سن 34 عاما و71 يوما متجاوزا رقم بيرند هولنزنبين الذي سجل في نهائي 1976 في سن 30 عاما و103 أيام وكان هدف بونوتشي رقم 13 لإيطاليا خلال النهائيات بعد أن تحسن مردود الأزوري الدفاعي وهي المناسبة الأولى التي ينجح خلالها الإيطاليون في تسجيل 13 هدفا في مسابقة كبرى باعتبار كأس العالم ما يؤكد أن إيطاليا تغيرت كثيرا.
وشارك جورجيو كيليني أساسيا في النهائي حاملا شارة القيادة في منتخب إيطاليا في سن 36 عاما و331 يوما ليحطم الرقم القياسي المسجل باسم قائد إيطاليا السابق بوفون الذي خاض نهائي 2012 ضد إسبانيا في سن 34 عاما و154 يوما وأصبح كيليني أكبر قائد يشارك أساسيا.
وساعد الحارس دوناروما إيطاليا في النهائي مثلما فعل في نصف النهائي ضد إسبانيا بعد تألقه في ركلات الترجيح وهذا الحارس لم يخسر إي لقاء بركلات الترجيح حيث فاز في خمس مناسبات باعتبار لقاء النهائي وكذلك مباريات فريقه نادي ميلان.
كما مدد منتخب إيطاليا سلسلة مبارياته دون خسارة ليواصل مطاردة الرقم القياسي لمنتخبي البرازيل وإسبانيا وكل واحد منهما لم يعرف الهزيمة خلال 35 مباراة متتالية وباتت إيطاليا على بعد مباراتين فقط من تعديل الرقم.

منتخب «الفايكنغ» حصان أسود للدورة
لم يكن يعلم عشاق الدنمارك أن القدر يخبأ لهم شيئا رائعا في هذه النسخة من اليورو وذلك بعد الضربة المفجعة التي تلقاها منتخب بلادهم في انطلاق البطولة بإصابة نجم الفريق كريستيان إريكسن لاعب إنتر ميلان الإيطالي بأزمة قلبية في لقطة أصابت العالم أجمع بالحزن والألم لكن المنتخب استطاع أن يشق طريقه بقوة متمسكا بضرورة إعادة البسمة لإريكسن وجماهيرهم الوفية وكتب أحفاد «الفايكنغ» تاريخا جديدا بإجادتهم في البطولة ووصولهم للدور نصف النهائي قبل أن تخسر الدنمارك من إنقلترا 1-2 إلا أنها تعد الحصان الأسود في هذه النسخة.
وتراجعت أسهم عدد كبير من المنتخبات كان يتوقع لها الكثير في هذه البطولة ووصل الأمر لترشيحها لحصد اللقب ويأتي على رأس تلك المنتخبات فرنسا المدججة بالنجوم وتوهجهم في الفترة الماضية وحصولهم على كأس العالم الأخيرة لكنهم فشلوا في عبور الدور ربع النهائي بالخروج على يد سويسرا التي قدمت بطولة جيدة وهناك المنتخب البلجيكي الذي حلمت جماهيره ببطولة هي الأولى له في أوروبا لامتلاكه عدد كبير من النجوم وتصدره لتصنيف المنتخبات في الفترات الماضية لكنه اصطدم ببسالة «الطليان» وودع البطولة من ربع النهائي كما لم تفلح ألمانيا في تحقيق نتائج قوية وكانت من المنتخبات التي تراجعت بقوة ولم تظهر بالشكل المطلوب مخيبة آمال جماهيرها الغفيرة.

سقوط المدربين الكبار
فرضت النهايات الحزينة مع نهاية كأس أمم أوروبا في نسختها التاريخية «يورو 2020» نهاية مسيرة الكثير من المدربين «الكبار» ممن رحلوا بالفعل عن مناصبهم أو من ينتظرون تحديد المصير ورصاصة الرحمة من جانب مسؤولي الاتحادات الكبرى ويعتبر «يواكيم لوف» مدرب منتخب ألمانيا السابق أبرز ضحايا يورو 2020 بعدما فشل في تخطي عقبة دور ثمن النهائي وودع البطولة مبكرا ليترك الألمان في ورطة مع هانز فليك المدرب الجديد ويفشل المدرب الفائز بكأس العالم 2014 في تقديم نهاية سعيدة لمسيرته مع المانشافت في رحلته التدريبية.
وينضم له «ديدي ديشان» مدرب منتخب فرنسا بطل مونديال 2018 الذي كان المرشح الأول للتتويج بالكأس ولكنه سقط بركلات الترجيح أمام سويسرا في الدور ثمن النهائي وودع البطولة مبكرا.
ويظهر مدرب أخر ثالث فشل في عبور عقبة الدور ثمن النهائي وتلاحقه الإقالة وهو «فيرناندو سانتوس» مدرب منتخب البرتغال بطل يورو 2016 الذي فشل في المنافسة رغم امتلاكه جيلا مميزا من اللاعبين والمواهب صغيرة السن في البطولة.
كما أن «لويس إنريكي» مدرب لمنتخب إسبانيا وبطل الشامبيونزليغ في 2015 برفقة فريق برشلونة يعتبر من المدربين الذين حققوا نتائج مخيبة لأمال الجماهير أيضا حيث فشل الماتادور في تخطي دور الأربعة وسقطت أمام إيطاليا بركلات الترجيح رغم أنها كانت مرشحة للتتويج.
وأقالت روسيا مدربها المخضرم «ستانيسلاف تشيرتشيسوف» الذي وصل بالدب الروسي إلى ربع نهائي كأس العالم الماضية ولكنه ودع أمم أوروبا مبكرا ولم يقدم العروض المنتظرة ليرحل عن منصبه كما سقط أيضا في المونديال الأوروبي إسم أخر كبير هو «زالاتكو دالتيش» مدرب منتخب كرواتيا وصيف المونديال الأخير الذي فشل هو الأخر في بلوغ المربع الذهبي ويتعرض لضغوط كبيرة للاستقالة.

رونالدو الهداف ودوناروما الأفضل
نصب كريستيانو رونالدو هدافا لمسابقة يورو 2020 بالتساوي مع باتريك شيك مهاجم منتخب التشيك ولكل منهما خمسة أهداف خلال مجريات البطولة التي أقيمت على أرض 11 مدينة أوروبية وأحرز رونالدو خمسة أهداف خلال دور المجموعات لصالح البرتغال في شباك المجر وألمانيا وفرنسا على التوالي قبل أن يودع المسابقة من الدور رثمن النهائي بالخسارة من بلجيكا.
أما باتريك شيك فكان المفاجأة السارة للبطولة بعدما افتتح المسابقة بهدفين للتشيك في شباك اسكتلندا ثم أحرز هدفا في شباك كرواتيا وهدفين في الأدوار الاقصائية أمام هولندا والدنمارك على التتابع وسيكون «الدون» هو هداف المسابقة الرسمي بسبب مشاركته لدقائق أقل عن التي شارك فيها شيك وإحرازه لنفس عدد الأهداف
من جهة أخرى أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عن اختيار حارس مرمى منتخب إيطاليا جيانلويجي دوناروما كأفضل لاعب في مسابقة يورو 2020 وسكن شباك دوناروما ثلاثة أهداف على مدار البطولة وكان عاملا أساسيا في تتويج إيطاليا باليورو بعد التألق أمام إسبانيا في نصف النهائي بركلات الترجيح والتصدي لركلتين ترجيحيتين أمام إنقلترا في النهائي.

حارس منتخب إنقلترا جوردان بيكفورد كان الأكثر حفاظا على نظافة شباكه حيث سكن شباكه هدفين فقط مع الحفاظ عليها نظيفة في 5 مباريات من أصل 7 أخيرا كان لاعب منتخب سويسرا ستيفان تسوبير هو أكثر اللاعبين صناعة للأهداف حيث مرر 4 تمريرات حاسمة على مدار مشاركة بلاده في البطولة والتي انتهت في الدور ربع النهائي على يد إسبانيا.

10 مليون يورو نصيب البطل
حصد المنتخب الإيطالي مبلغ 10 ملايين يورو مكافأة التتويج بلقب «يورو 2020» فيما حصل المنتخب الإنقليزي الوصيف على 7 ملايين يورو حيث حسم المنتخب الإيطالي المباراة النهائية لصالحه ليخرج الرابح الأكبر من فعاليات «يورو 2020» وكان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قد حدد جوائز البطولة قبل انطلاقها حيث جاءت كالتالي:
البطل إيطاليا: 10 ملايين يورو
الوصيف إنقلترا: 7 ملايين يورو
منتخبات نصف النهائي: 5 ملايين يورو
منتخبات ربع النهائي: 3.25 مليون يورو
منتخبات المتأهلين للدور ثمن النهائي: 2 مليون يورو
الفوز في دور المجموعات: 1.5 مليون يورو
التعادل في دور المجموعات: 750 ألف يورو

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115