اليوم دورة تونس للدراجات تستعيد حقها في الحياة : الحدث في الحمامات ...

يا حسرة على زمان كانت فيه الدراجة تجوب كل يوم احد المدينة لتربط بين «الربطين» في 25 «لفّة» يؤثثها حمادي المرداسي والبقية من نجوم زمانه ... كنا نسميها «دورة باب سويقة» وفي باب الجزيرة يطلقون عليها اسم حيّهم... وهكذا كانت لنا «متعة» مع كل احد جديد مما جعلنا نعشق الدراجة صباحا مساء ويوم الاحد ...

كانت الدورة متنفسنا الى حد انّنا ننهض من اجلها صباح الاحد في وقت مبكّر جدّا , يسبق احيانا توقيت النهوض من أجل المدرسة ...
ودعنا نعلم من لا يعلم ان الفكرة تعود الى «عم عامر البحري» هذا واقع لا نزال نتلذذه و نحن شيوخ لأنّ دورة باب سويقة كانت تمثل «شِيختْنا» و لا يمكن أن يفهم البعض أن الحرمان هو السبب ... أبدا , لقد عشنا في زمن كانت فيه بين السينما , والسينما , سينما...

وفي زمن كان يأتينا فيه «دُرتيس» إلى حد المدرسة من أجل «التفرهيد» (ولِمنْ لا يعرف دُرتيس فهو واحد من أكبر حاذقي الألعاب السحريّة) ... اما الآن فلا سينما ولا ساحر ولا تفرهيد و لا هم يحزنون فحتى دورة باب سويقة للدراجات قضى عليها النفق ' المحنون ' والله يهدي من كان السبب ... فباب سويقة ضاق فيها النفس واصبحت لا تسمح بدورة للدراجات ... و يا حسرة على حومة تحت السور ...

وخلنا العوض في دورة تونس للدراجات لكن حتى هذه الدورة اندثرت ... ومؤشرات تلاشيها بانت منذ ان تخلت عنها جريدة «لوسبورle sport» قبل ان يتخلى الاعلام الرياضي عن هذه الجريدة التي اعتدت عليها السياسة مرتين .
الاولى انتهت بترحيل صاحبها محمود اللافي قسرا الى مرسيليا

والثانية اسفرت عن إحالة أكبر صرح إعلامي رياضي تونسي إلى «الجبانة» وكلّه من فعل السياسة ... وهذه حكاية قد تجدني عائدا مع تفاصيلها فقد سجلت حديثا مع «عم محمود» لأغراض علميّة وإذا توفّر منه الاذن للنشر فسأكون من الفاعلين ...
و«السبور» ليست و حدها التي اندثرت ففي تونس كانت لنا 13 تجربة في الاعلام الرياضي المختص كلّها الى طريق القبر اهتدت و اندثرت و ولّت في بلد لم يع بعد العلاقة الجدلية بين الاعلام والرياضة ... فالرياضة تركب الاعلام واذا انتهت الصلوحية يمكن ان نجهز على الجهاز الاعلامي ... و هذا ليس تنظيرا بل من صميم الواقع ... ولنا فيه بحث علمي تحت عنوان «الاعلام الرياضي المختص تجارب لم تعمّر «دنيا الملاعب نموذج»)

وحتى نقف عند مدى تباين التجارب يستوقفنا مثال رائع جدا في فرنسا ..حيث ولدت اشهر جريدة رياضية وهي «ليكيب l’ équipe» من رحم دورة فرنسا للدارجات تحت مسمى «لو فيلو le vélo» لتصبح ما هي عليه الآن فهي من المراجع في الاعلام الرياضي... ومن الاجحاف ان ندعي ان المقارنة لا تجوز ففي اعلامنا الرياضي كفاءات لا تحتاج الى التعداد... إلا ان ما يعوزنا ادراك ادوار الاعلام الرياضي في التنمية بجميع مشاربها لتكون المحرك الاساسي لـ’ ماكينة تنمية الموارد البشرية (و هذا مشغل بحث اطروحة دكتورا املي ان يجد الدعم لا المالي بل من خلال فتح ابواب المعلومة الدقيقة من الهياكل التي يمكن اللجوء اليها).

وما جرّ الى هذا الحديث هو الحدث الذي ستعيشه اليوم الحمامات التي ستسجل استرداد دورة تونس للدراجات لحقوقها بعد ان كدنا نسارع باعتبارها في عداد الاموات ... لكن تم نفخ الروح فيها وان اقتصرت على الوطن القبلي وزغوان في انتظار حلم عودة مسلكها الى ما تعودنا به عبر مختلف ربوع البلاد و هو مسلك رسمه الرواد من جيل الزميل الكبير المرحوم رابح رشدي قبل ان يلحق به زميل اخر وهو المرحوم محمد بوغنيم , كما سنجد اليوم في خط الانطلاق زميلا اخر وهو المراقب الدولي حمادي التازركي... وليست الصدفة التي جعلت الدراجة في تونس لصيقة بالاعلام الرياضي فالعلاقة قديمة فحتى فيكتور هيغو له علاقة بالدراجة من خلال كاتبه الخاص الذي كان وراء بعث جريدة «لو فيلو le vélo». ودورة تونس وان كانت mini هذه المرة فانها ستستعيد حجمها يوما لكن الامر يبقى رهن امن البلاد ولا يخفى على احد ان «اوضاع الرياضة من اوضاع تونس»

ودورة اليوم ستنطلق من محطة سيدي حماد للسكك الحديدية بالحمامات لتجوب ياسمين الحمامات وبراكة الساحل وسيدي حماد وسيدي الجديدي وبوسليم وواد الزيت وتركي وبوعرقوب الى مارينا ياسمين الحمامات ... فيما ستكون جولة الاحد من ياسمين الحمامات الى بوجعفر بسوسة عبر القنطاوي في ربط بين السياحة و الرياضة

الانطلاق سيشهد حضور 11 جنسية و هذا المهم لخدمة ا لسياحة التونسية وحتى يترسخ الانطباع الجيد عن البلاد و العباد لا بد من برامج ثقافية موازية فالفوز الاهم ما تغنمه السياحة التونسية ... والبقية تاتي ...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115