كرة اليد: بعد انسحابه المبكر المونديال خيبة أخرى للمنتخب ومشاركة هي الأسوأ في تاريخه

خرج المنتخب وهو يجرّ أذيال الخيبة مجددا وبحوزته حصيلة مخيبة للآمال من مشاركته الـ 15 في بطولة العالم التي تتواصل منافساتها في مصر حتى 31 جانفي الجاري

بعد أن اكتفى بدورها الأول في الوقت الذي كان فيه قادرا على المواصلة مع الـ 24 منتخبا التي تعود على التواجد معها كما جرت العادة في كل مونديال، عناصرنا الوطنية ستعود بترتيب هو الأسوأ في تاريخ مشاركاتها في المونديال بما انها ستخوض دورة الرئيس وستراهن فيها على التواجد في المركز 25 مع منتخبات هي الأضعف على كل المستويات من بين الذين سجلوا الحضور في هذه النسخة.

تحول المنتخب الى مصر بطموح كبير ويحدوه عزم أكبر على التواجد في الدور الرئيسي كهدف أول من المشاركة ومن أجل طي خيبة النسخة الأخيرة من «الكان» التي يبدو أنه لم يتخلص من مخلفاتها الى حد الان بعد المردود المتذبذب الذي ظهر به وسقوطه في أخطاء العادة، المنتخب خاض الدور الأول من المونديال بمجموعة تمزج بين الخبرة والطموح وبتواجد 11 لاعبا سجلوا الحضور لأول مرة ولكن جلهم كانوا مع منتخبات الشبان وشاركوا في بطولات عالمية النقطة التي كان يفترض أن تخدم مصلحته وليس العكس.

لم يكن المنتخب جاهزا للمونديال كما يجب رغم التربصات التي قام بها ولم يقدر على مجاراة النسق الموجود والعناصر التي كانت هناك بان بالكاشف أنه ينقصها الكثير من الخبرة بما في ذلك المحترفة التي لم تقدم أية اضافة لا في الهجوم ولا في الدفاع الذي سيظل نقطة ضعف دون حل، الجامعة خيرت التشبيب والإطار الفني استغنى عن خدمات أكثر من لاعب لأسباب مختلفة تبقى في مجملها غير مقنعة وأولئك كان بإمكانهم أن يكونوا الورقة الرابحة في هذا المونديال وأيضا في الملحق الأولمبي فالتشبيب لا يعني افراغ المجموعة من عناصر الخبرة دفعة واحدة وإنما يتم عبر مراحل تكون مدروسة ووفقا لاسراتيجية واضحة يتم التخطيط لها عبر سنوات.
تعيش كرة اليد مرحلة سيئة جدا في الوقت الراهن بسبب التراجع الكبير على مستوى النتائج في جميع منتخباتها دون استثناء وهذا عائد بدرجة أولى الى غياب التخطيط الواضح من الجامعة التي لم تعرف كيف تحافظ على المدربين المكونين الذين غادروا الى الخليج وكيف تستفيد من خدماتهم قدر الامكان وهي أيضا لم تفلح في اختياراتها الى حد الان بخصوص مدرب المنتخب الأول الذي يحتاج الى ناخب وطني ذو شخصية قوية وملم بكواليس مباريات في حجم ما هو موجود في بطولة عالم.

الاطار الفني -بدوره- لم يكن جاهزا
تباطأت الجامعة في اقالة المدرب السابق الاسباني أنطونيو جيرونا ولم تترك متسعا من وقت لمعوضه الحالي سامي السعيدي حتى يعد المجموعة الحالية كما يجب وتكون له تجربة أكبر معها ولكن ذلك لا يعني نفي المسؤولية التامة له من النتائج الحاصلة في المونديال الحالي بما أنه ساهم فيها بعدم التعويل على خدمات أكثر من لاعب مازال قادرا على العطاء بدرجة كمال العلويني ومكرم الميساوي وأسامة البوغانمي وعبد الحق بن صالح، السعيدي عول على زاد لم يكن كافيا له في أول خطوة له مع المنتخب في الوقت الذي كان لا بد أن يظهر فيه قوة شخصية ويتخذ أكثر من قرار لصالحه بدرجة أولى ويقف في وجه كل من يعارض اختياراته الفنية التي تبقى من مشمولاته بدرجة أولى من أجل تفادي النقد الذي طاله بقوة.

يحتاج المنتخب بالمجموعة الحالية الى عمل أكبر جدية والى انضباط وصرامة في التعامل مع كل عنصر تخول له نفسه السعي الى افساد الأجواء في المنتخب الذي يبقى بإمكانه تحقيق الأفضل مستقبلا ان تمت حمايته كما يجب من المكتب الجامعي الحالي الذي بات في رصيده أسوأ حصيلة، المونديال مؤكد كان فرصة للمجموعة لأكثر تجربة وبعمل أكبر سيكون هناك في المنتخب جيل قادر على اعادته الى مكانه الطبيعي بما أنه وبالنظر الى كل لاعب على حده الفنيات والإمكانات البدنية متوفرة يكفي اعداد جيد لتبرز وتتألق المجموعة الشابة.

لن تكون هناك فائدة من دورة الرئيس
سيكتفي المنتخب في هذه المشاركة الـ 15 في تاريخه بخوض دورة الرئيس وسيباري فيها منتخب الرأس الأخضر الذي انسحب من المشاركة والكونغو الديمقراطية وأنغولا هذه المنتخبات التي لا يجوز مقارنتها بعناصرنا الوطنية باعتبار الفارق الشاسع بين الطرفين على كل المستويات، منتخبنا لن تكون أية فائدة حاصلة له في هذه الدورة باستثناء أنها تبقى فرصة لتشريك العناصر الشابة ومنحها فرصة أكثر لنيل ثقة في الذات لقادم المشوار والمباراة الجدية التي سيخوضها ستكون أمام سويسرا المرشحة بقوة للتواجد في النهائي من أجل تحديد المركزين الـ 25 والـ 26 وكلاهما يبقى غير لائق به وبتاريخ مشاركاته والتضحيات التي قدمها جيل 2005 حتى يكون المنتخب بين الكبار.

الملحق الأولمبي الفرصة الأخيرة
سيطوي المنتخب الأسبوع المقبل نهائيا صفحة المونديال ولكن الجامعة ستكون مجبرة على وضع البرمجة المبكرة التي تمكنه من الذهاب بإعداد جيد للملحق الأولمبي المقرر في مارس المقبل المحطة الهامة التي ستكون فيها عناصرنا الوطنية أمام تحد جديد لا مفر من كسبه ان أرادت الأفضل لها مستقبلا، الملحق الأولمبي سيكون فرصة أخيرة للمنتخب لوضع حد مع النتائج السلبية رغم صعوبة المهمة وأيضا فرصة ثانية لسامي السعيدي لتأكيد جدارته بالتواجد على رأس الاطار الفني للمنتخب ككفاءة وطنية واثبات أن النتائج الأخيرة في المونديال لم تكن نتاج أخطائه هو فقط وإنما يتحمل اللاعبون جزاء منها سيما بالنسبة لمباراة البرازيل.

«درمول» النقطة المضيئة
لم يقدر المنتخب على تحقيق المطلوب في المونديال ولكن المشاركة فرصة متاحة لبروز حارس المرمى مهدي الحرباوي في أول ظهور رسمي معه وأيضا للاعب النجم محمد أمين درمول الذي كان النقطة المضيئة في المجموعة ولولاه ربما لكانت هناك حصيلة أسوأ من الحاصلة الى حد الان، درمول الذي تدرج في كافة أصناف المنتخبات الوطنية ينتظره مستقبل كبير والأكيد أنه سيصله أكثر من عرض في الفترة المقبلة بما ان عيون الفنيين تابعته عن كثب.
تمكن محمد أمين درمول رغم خروج المنتخب منذ الدور الأول من أن يكون ثالث ترتيب الهدافين فيه برصيد 23 هدفا وهذه الحصيلة تظل جد ايجابية للاعب شاب مثله في أول مشاركاته في المونديال، درمول سيستحقه المنتخب كثيرا في الفترة المقبلة والأكيد أنه وبعودة أمين بنور سيشكل ثنائي متميز فيه في انتظار مردود أفضل من الثلاثي أنور بن عبد الله واسكندر زايد ويوسف معرف وفرصة جدية لأشرف المرغلي باعتبار أن هذه المجموعة هي التي ستكون النواة الأولى والأساسية للمنتخب مستقبلا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115