مدربو الحراس الأجانب في البطولة التونسية: من طارق عبد العليم إلى الحضري...النجم يجدد الثقة في المدرسة التدريبية المصرية

شكلت المفاوضات بين هيئة النجم الساحلي والحارس الدولي المصري السابق عصام الحضري للإشراف على تدريب حراس النجم الساحلي حديث الشارع الرياضي

في الساعات الماضية حيث أشارت وسائل اعلام مصرية وتونسية الى اتفاق نهائي بين الحارس السابق لمنتخب الفراعنة و ادارة «ليتوال» سيشرف بمقتضاه الحضري على تدريب حراس الفريق ضمن الإطار الفني الجديد بقيادة المدرب البرازيلي جورفان فييرا.
تجدر الاشارة إلى ان الحضري اعلن في تصريحات إعلامية مصربة اتفاقه مع إدارة النجم وانه سيحل بتونس قريبا لإمضاء العقد ومباشرة مهامه مع الفريق بعد الاطمئنان نهائيا على صحة والدته ...واضاف الحضري ان المفاوضات مع فريق جوهرة الساحل لم تكن طويلة ومعقدة بل حصل الاتفاق بصورة سريعة وان ‹ليتوال› من الفرق الكبرى التي ترضي طموحه...

لعل تعاقد النجم الساحلي مع الحضري للإشراف على تدريب حراس مرماه يطرح دون شك ملف استنجاد بعض الأندية بمدربي الحراس الأجانب منذ مواسم عديدة وقد مرت بالعارضة الفنية عدة أسماء على غرار الايفواري جون جاك تيزي والمصري طار عبد العليم...
وجدد النجم الساحلي العهد مع المدرسة التدريبية المصرية على مستوى تدريب حراس المرمى من خلال الاتفاق مع الحارس الدولي السابق عصام الحضري ،ذلك أن مواطنه طارق عبد العليم اشرف على تدريب حراس فريق جوهرة الساحل في الفترة الممتدة بين 2009 و2014.

تأثر بالمدرسة الأجنبية أو غياب الكفاءات المحلية ؟
يطرح استنجاد بعض الفرق بمدربي حراس أجانب نقاط استفهام عديدة هل هو مجرد تأثر بالمدارس التدريبية الاجنبية و انسياق وراء حجم الأسماء فقط أم أن الساحة المحلية بدأت تفتقد الى أسماء قادرة على انتاج حراس كبار يقدمون الاضافة المرجوة للمنتخب الوطني ويكونون خير خلف لحراس خطوا أسماءهم بأحرف من ذهب في تاريخ كرة القدم التونسية على غرار الصادق ساسي ‹عتوقة› وشكري الواعر ومختار النايلي وبوبكر الزيتوني...

لا تفتقر كرة القدم التونسية الى كفاءات تدريبية سواء على مستوى المدربين أو حراس المرمى السابقين لكن في وقت ليس بالبعيد يبدو ان النوادي خاصة منها تلك التي تراهن بصفة مستمرة على الالقاب تنساق وراء استقطاب مدربي حراس اجانب خاصة إذا كان سجلهم في تجاربهم السابقة يضم عديد المحطات الناجحة والتي من شأنها أن تعزز سيرتهم الذاتية .وفي خضم ذلك اختار عدد من مدربي الحراس التونسيين الهجرة الى الخليج وطرق ابواب تجارب احترافية خاصة ان بطولات ‹البترودولار› باتت تستقطب الاطارات الفنية بانواعها الى جانب اللاعبين،لانها توفر ربحا ماديا على خلاف البطولة المحلية اين تترصدهم تيارات الاقالة بل والاهم من ذلك قد تهضم حقوقهم المادية والمعنوية...

طارق عبد العليم من الرباعي الكبير الى المنتخب...
يعد مدرب الحراس المصري طارق عبد العليم ابراز الاسماء الاجنبية التي مرت بتدريب حراس بطولتنا ومسيرته الناجحة جعلته لا يقتصر على فريق واحد بل انه درب الرباعي الكبير (النادي الصفاقسي والترجي والنجم الساحلي والافريقي) كما اشرف ايضا على تدريب حراس المنتخب الوطني وهو حاصل على الجنسية التونسية.
تحربة عبد العليم مع البطولة التونسية انطلقت سنة 2002 بعد ان كان يدرب حراس الاصناف الشابة في الزمالك المصري لكن عندما حط المدرب الالماني السابق اتو فيستر الرحال بالنادي الصفاقسي عرض عليه الالتحاق بالاطار الفني للاسود والابيض كمدرب حراس للفريق الاول في تجربة دامت موسما وحيدا(2002-2003) فاز معه بالبطولة العربية قبل ان ينتقل الى الامارات .

في 2005 ،عاد عبد العليم الى تونس وشق خطاه الى حديقة حسان بلخوجة ليشرف على تدريب حراس الترجي في تجربة استمرت 3 سنوات أي الى سنة 2008 عاد بعدها الى الامارات مرة اخرى. ثم جدّد العهد مع اجواء الكرة التونسية في تجربة جديدة اشرف فيها على تدريب حراس النجم الساحلي من 2009 الى 2014 .ولعل السيرة الذاتية الزاخرة للرجل مع اكثر من فريق تونسي اغرت المشرفين على الجامعة التونسية لكرة القدم للتعاقد معه لتدريب حراس المنتخب في جوان 2016 واستمر الى غاية اوت 2018 حيث انتقل بعدها الى تدريب حراس النادي الافريقي في تجربة تواصلت الى فيفري 2019.
الترجي كانت له تجربة مع المدرسة الايفوارية من خلال حارسه السابق جون جاك تيزي الذي درب حراس فريق باب سويقة سنة 2010 الى غاية 2018 عندما التحق بالاطار الفني للمنتخب الايفواري...

ازمة حراسة مرمى في تونس؟
في عديد المواجهات التي خاضها المنتخب التونسي مؤخرا يتذكر الشارع الرياضي انه دفع ضريبة الأخطاء الكارثية لحراس مرماه سواء في كأس العالم بروسيا 2018 او في نهائيات كاس أمم افريقيا بمصر في صائفة 2019 ...
في نهائيات ‘كان’مصر تحولت أخطاء حراس مرمى منتخب نسور قرطاج الى مادة للسخرية في وسائل التواصل الاجتماعي خاصة بعد ان استقبلت الشباك أهدافا سهلة وبطريقة غريبة جعلت الجمهور يتحسر على حراس أفذاذ حرسوا عرين المنتخب على غرار الصادق ساسي ‘عتوقة’ والمختار النايلي واحمد بورشادة وشكري الواعر....وكشفت النهائيات الافريقية وجود ازمة تعانيها حراسة المرمى في تونس رغم بعض مظاهر التألق الخاطفة الا ان الوضع يتطلب المعالجة خاصة ان هذه الازمة كانت من تداعيات بعض القرارات التي اتخذتها سابقا الجامعة التونسية لكرة القدم في وقت سابق وهي منح الضوء الاخضر للفرق للاستفادة من الحراس الاجانب مما اثر على العمل القاعدي في انتاج حراس مرمى جدد.ومر بالبطولة التونسية 9 حراس اجانب وانطلقت التجربة في اواخر الستينات عندما انتدب الترجي الحارس السنغالي ماتسيما قبل ان يتحول الى نادي حمام الانف في السبعينات. واغرت الفكرة شيخ الاندية الذي تعاقد مع سينغالي جديد وهو الشيخ ساك في التسعينات والذي مر ايضا بالملعب التونسي. وفي سنة 2005، استقدم الأحمر والأصفر الايفواري جون جاك تيزي الذي قدم اداء طيبا قبل ان ينفذ قانون منع انتداب الحراس الاجانب بتونس في موسم 2005 - 2006 بنهاية تجربته مع الفريق كحارس عاد بعدها ليترجم خبرته في تدريب حراس فريق باب سويقة...

واستفاد الاتحاد المنستيري في 1990 من انتداب الحارس الروسي غازيكوف ثم اميلتون من الرأس الاخضر اما النادي الافريقي فانتدب الغاني ادجي سامي في 2004 وطرق النجم الساحلي باب المدرسة النيجيرية من خلال انتداب أوستين.واحترف الايفواري لمين قاروا بنادي حمام الانف في 1992 دون ان ننسى السنغالي حسين انديور الذي مر بأجواء مستقبل قابس.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115