بعد قرار جامعة كرة القدم بتعليق نشاط هلال الشابة: المكتب الجامعي متشبث..هيئة الشابة تتجه إلى»التاس» ورئاسة الحكومة على الخط • إضراب عام واحتجاجات متواصلة لأهالي الشابة

بما أن الجميع تحدث عن القرار الذي يعد سابقة في تاريخ الكرة التونسية مما جعل التحركات تتعدد في الساعات الماضية من أجل تطويق الأحداث خاصة وأن الامور استعلت في جهة الشابة ولم تهد وهو ما فرض تحرك رئيس الحكومة بالإضافة إلى عدة أطراف لكن ورغم مرور الساعات إلا أن موقف المكتب الجامعي كان ثابتا عبر كافة مكوناته في انتظار ما ستسفر عنه الساعات القادمة بما أن رئيس الجامعة وديع الجريء سيتحدث في حوار تلفزي فيما ستعقد هيئة الهلال الرياضي الشابي ندوة صحفية اليوم الثلاثاء لتسلط الضوء على القرار الأخير.
وكانت التجاذبات كبيرة في الساعات الماضية إلا أن الواقع يؤكد على ضبابية الموقف خاصة بعد أن تباين موقف رجال القانون في عالم الرياضة بين مؤكد قانونية قرار الجامعة وأخر يرى أن الجامعة تسرعت في القرار وكان على المكتب الجامعي التريث قليلا خاصة وان القرار سيلحق الضرر بمنطقة كاملة وبين هذا وذاك فإن الواقع يؤكد أن الأمور ستخرج من المحيط التونسي رغم تأكيد مسؤولي هلال الشابة على الذهاب على القضاء التونسي إلا أن محكمة التحكيم الرياضي «التاس» ستكون الفيصل بين الجامعة التونسية لكرة القدم وهيئة هلال الشابة.
وستعلن الساعات القادمة عن الجديد في هذا الملف خاصة أنه بات مصدر إزعاج للحكومة التي كلفت وزارة الشباب والرياضة بالملف وتقريب وجهات النظر بين الطرفين كما أن عدة أطراف دخلت على الخط بحثا عن تطويق الخلاف وإعادة الأمور إلى نصابها.
رئاسة الحكومة على الخط
دخلت رئاسة الحكومة على خط الأحداث الأخيرة في ملف الخلاف بين الجامعة التونسية ونادي الهلال الشابي خاصة بعد الأحداث التي عرفتها مدينة الشابة من يوم السبت إلى غاية أمس الاثنين حيث قال رئيس الحكومة هشام المشيشي إنه لا يمكنه التدخل في قرارات الجامعة التونسية لكرة القدم بما أن الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» يمنع ذلك.
وقال المشيشي بخصوص الملف والخلاف القائم بين جامعة كرة القدم وهلال الشابة: «نحن نتفهم غضب أحباء هلال الشابة لكننا لا نريد أن يصل التعبير عن الاحتجاج إلى الصيغ القصوى كغلق الطرقات...الكل يعلم أننا لا نستطيع التدخل في قرارات الهياكل الرياضية لكن هناك مسارات قانونية يمكن الطعن عبرها في قرارات الجامعة التونسية لكرة القدم وأنا أدعو إدارة هلال الشابة الى أن تتبعها لأن اللجوء للتعبيرات القصوى لن يفيد أحدا».
وأعلنت الحكومة أن رئيس الحكومة هشام المشيشي أشرف أمس على جلسة عمل بحضور وزير الداخلية وعدد من القيادات الأمنية العليا وتم التطرق خلال هذه الجلسة إلى الوضع الأمني بالبلاد والأحداث التي عرفتها مدينة الشابة إثر القرارات الأخيرة للجامعة التونسية لكرة القدم ومدى امتثال المواطنين لإجراءات حظر التجول.
تبريرات المكتب الجامعي
أكد عضو الجامعة التونسية لكرة القدم محمد هشام الذيب أن تجميد نشاط فريق هلال الشابة لم يكن قرارا تعسفيا وإنما تطبيقا للقانون وقال الذيب: «الجامعة التونسية لكرة القدم طبقت القانون بحذافيره على هلال الشابة...وقد وجهنا مراسلات لجميع الفرق وهلال الشابة الوحيد الذي لم يقدم ملف انخراط كامل الشروط وقد أكملنا معه كل الحلول الممكنة».
وأضاف العضو الجامعي: «لو كنا نريد أن يكون قرارنا تعسفيا لعجلنا باتخاذ القرار مباشرة بعد نهاية الموعد المحدد لتقديم مطالب الانخراطات وهو 30 سبتمبر الماضي...هلال الشابة تجاوز الموعد المحدد وحتى مطلب جدولة الديون تقدم به يوم 7 أكتوبر ولا يمكن للجامعة تمديد المواعيد التي حددها ويوم 30 سبتمبر مفصلي وليس هناك اجتهاد مع الآجال حيث خصم الفيفا 6 نقاط للعديد من الفرق التونسية لمجرد أنها لم تقم بالخلاص في الآجال القانونية...طلب تقسيط الديون صدر عن هلال الشابة بعد يوم 30 سبتمبر أي بعد الآجال وأجبناه بمراسلة بأنه لا يمكننا جدولة الديون».
كما أكد هشام الذيب: أن «هلال الشابة أعاد مراسلتنا يوم 16 أكتوبر وطلب خصم مستحقاته من البث التلفزي للموسم المقبل لتسوية الديون وهذا المطلب كان يمكن النظر فيه لو جاء في الآجال القانونية...وقد قدمت الجامعة التونسية لكرة القدم تسبقة لهلال الشابة عن موسم 2020 - 2021 والنادي ليس له أي مستحقات لدى الاتحاد».
واختتم العضو الجامعي حديثه: «الجامعة التونسية وجدت نفسها أمام خيارين إما تطبيق القانون أو مخالفته وإذا خالفناه نكون قد خلقنا سابقة في خرق القانون وستكون هناك تبعات لذلك...فأي فريق سيواجه هلال الشابة منذ الجولة الأولى للبطولة سيقوم ضده باحتراز على اعتبار أنه وقع في خطإ إداري لو كان هناك حل قانوني لاتبعناه لكن للأسف لم نجد أي مخرج في ملف هلال الشابة».
موقف هلال الشابة
علق رئيس هلال الشابة توفيق المكشر على قرار تجميد نشاط فريقه من طرف الجامعة التونسية لكرة القدم بسبب عدم اكتمال ملف انخراط النادي في الموسم القادم لبطولة الرابطة المحترفة الأولى.
وأكد المكشر أن فريقه سيطعن في القرار لدى المحكمة الإدارية ومحكمة التحكيم الرياضي «التاس» قائلا: «إنه قرار ظالم للجهة بأكملها وأنه على رئيس الجامعة أن يتحمل مسؤولية ما سيحدث من احتجاجات من طرف الجماهير...لم أتوقع أبدا أن يتخذ رئيس الجامعة وديع الجريء مثل هذا القرار بسبب حرية الرأي والتعبير أنه من الغريب أن يقع تغريمنا بـ180 ألف دينار بسبب تدوينات على صفحة الفريق بفيسبوك وليس من السهل سداد المبلغ في أجل قصير لقد تواصلنا مع الجامعة واقترحنا اقتطاع المبلغ من المنح السنوية التي نحصل عليها عند بداية كل موسم لكننا لم نجد الآذان الصاغية».
اللجنة الأولمبية تتحرك
أصدرت اللجنة الأولمبية بلاغا بخصوص القرار الذي أعلنت عنه الجامعة التونسية لكرة القدم نهاية الأسبوع وفي ما يلي نصه:
انطلاقا من حرصها الشديد على حماية وتكريس ما أؤتمنت عليه من قيم ومثل أولمبية وعلى إثر التطورات الخطيرة التي تشهدها الساحة الرياضية مما يحول دون الرياضة وأداء وظيفتها الطبيعية كرافد من روافد التحابب والتآخي والتنمية والسلم.
فإن اللجنة الوطنية الأولمبية التونسية:
أولا: تعبر عن إستيائها مما وصلته أوضاع رياضة كرة القدم من تشنج وتوتر وعنف على إثر قرار الجامعة التونسية لكرة القدم حرمان جمعية الهلال الرياضي الشابي من ممارسة حقها في النشاط الرياضي الذي يكفله دستور البلاد والميثاق الأولمبي والقوانين الدولية والوطنية.
ثانيا: تأسف لتردي العلاقات بين الجامعة المذكورة ومنظوريها والذي كان بالإمكان تجنبه بإعتماد قواعد الحوكمة الرشيدة والعدالة والشفافية التي تفرض اللجنة الدولية الأولمبية والإتحادات الرياضية الدولية إحترامها من قبل الجامعات الرياضية في تسييرها للمرفق العام للرياضة.
ثالثا: تدعو الجامعة التونسية لكرة القدمإلى مراجعة قرارها باتجاه التشجيع على مضاعفة النشاط الرياضي مثلما يقتضيه دورها الطبيعي حسب الدستور والقوانين الدولية والوطنية وليس تجميد نشاط جمعية رياضية عريقة قائمة بصفة قانونية أو أحد فروع الإختصاص بها كما تدعو الجامعة الى معاملة كافة منظوريها على قدم المساواة دون حيف أو تمييز.
رابعا: تهيب بجميع السلط المركزية والجهوية تحمل مسؤوليتها كاملة في تهدئة الأوضاع والمحافظة على الأمن العام والسلم الإجتماعي وإتخاذ القرارات اللازمة حفاظا على المرفق العام للرياضة حتى يؤدي دوره الطبيعي بعيدا عن الأحقاد والهرسلة والتجبر.