بعد انتهاء الهدنة: منظمة «أنا يقظ» تفتح صفحة جديدة من الصراع مع الجامعة التونسية لكرة القدم

يبدو أن صائفة القائمين على شؤون الجامعة التونسية لكرة القدم لن تكون هادئة فعلاوة على الاستعدادات الماراطونية التي سيفرضها التحضير

لاستئناف نشاط الرابطة المحترفة الاولى في موسم استثنائي فرضته جائحة كورونا،يبدو ان المكتب الجامعي سيفتح باب صراعات مثيرة مع أكثر من طرف.
في عدد الأمس تناولنا الصراع المتجدد بين هلال الشابة وكل من مكتب الرابطة الوطنية لكرة القدم والجامعة، لكن هذه الأخيرة تنتظرها صفحة جديدة من المتاعب والصراعات اذ يبدو ان منظمة ‹انا يقظ› في شخص رئيسها اشرف العوادي مستعدة لبدء جولة جديدة من تضييق الخناق على المكتب الجامعي بعد هدنة فرضها الوضع الوبائي في البلاد.
جولة جديدة من الصراع
تشير بعض المصادر الإعلامية إلى أن منظمة ‹أنا يقظ›وبعد صراعات مع اطراف سياسية ، ستعيد اهتمامها في الفترة القادمة الى الجامعة التونسية لكرة القدم وتجاوزاتها بعد ان تم طي الملف منذ فترة لاسباب فرضها وضع البلاد.ويتعلق الامر بالطعن في الجلسة العامة الانتخابية للجامعة التي جرت في منتصف شهر مارس المنقضي وافضت الى تمديد اقامة وديع الجريء في كرسي الرئاسة لفترة نيابية ثالثة.
ويجدر التذكير ان منظمة «أنا يقظ» تقدمت خلال شهر مارس الماضي بدعوى رسمية لدى الرئيس الأوّل للمحكمة الإداريّة موضوعها تأجيل وايقاف تنفيذ أشغال الجلسة العامّة الخارقة للجامعة التونسية لكرة القدم التّي انعقدت يوم 14 مارس الماضي وانتهت بانتخاب وديع الجريء لرئاسة الجامعة لمدة نيابية جديدة،وذلك لمخالفة الجامعة لنظامها الداخلي، وقواعد «الفيفا» ومدونتها الأخلاقية، ولوجود شبهات تضارب المصالح صلب المكتب الجامعي واللجنة المستقلة للانتخابات ولغياب الذوق القانوني السليم، وذلك وفق المنظمة المختصة في مكافحة الفساد.
وأضاف بيان المنظمة آنذاك أنها ترشحت لانتخابات المكتب الجامعي باسم قائمة «محاربو الفساد» لتقديم طعن في قائمة رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء، مبينة أن لجنة الانتخابات صلب الجامعة رفضت قائمة المنظمة وقبلت ترشح الجريء «وهو ما يمثل إخلالا واضحا يتمثل في غياب الذوق القانوني وعدم احترام آجال التقاضي».
وبينت أن رئيس المنظمة أشرف العوادي قدم احتجاجا على رفض قائمته مع طعون إلى اللّجنة الوطنيّة للاستئناف من أجل وضعيّة تضارب المصالح، ومخالفة القانون، وعدم تمكين قائمة «محاربو الفساد» من الفترة الزمنيّة القانونيّة لاستكمال الوثائق إضافة لوجود مترشح في قائمة الجريء يجمع بين النشاط السياسي والنشاط الرياضي ما يخالف قانون الجمعيات ويتعلق الامر بحسين جنيح اضافة الى عدم تقديم هذا الاخير شهادة في التسيير من فريقه النجم الساحلي .
وتم رفض مطلب الاستئناف شكلًا وهو ما رأت فيه المنظمة ضربا من أن الجامعة التونسية لكرة القدم واللجنة المستقلة للانتخابات «عرض الحائط بكافة القوانين والمواثيق الرياضية لغاية أولى وأخيرة وهو إيصال مرشح معين إلى رئاسة الجامعة لغاية في نفس يعقوب».
والصراع بين الجامعة و«أنا يقظ» ليس جديدا بل يعود الى سنة 2019 وتحديدا عندما أعلن وديع الجريء رئيس الجامعة عن مقاضاة رئيس منظمة «انا يقظ» اشرف العوادي على خلفية الاتهامات التي وجهها للجامعة بشأن وجود شبهات فساد في زي المنتخب الوطني قبل مشاركته في نهائيات كأس العالم بروسيا 2018...
خصم آخر ومواجهة صعبة
لن تكون الفترة القادمة هادئة بالنسبة الى المكتب الجامعي فقد تخيم الغيوم على سماء الجامعة ليس فقط فيما يتعلق بمنظمة «انا يقظ» التي تتوعد بكشف تجاوزات الجامعة بل ايضا فيما يتعلق بمعارضة قوية وفريدة يقودها هلال الشابة ممثلا في شخص رئيسه توفيق المكشر ضد المكتب الجامعي ومسؤوليه.
بدأ الصراع في خطواته الاولى بحرب بلاغات بين الطرفين خلال مباريات ثمن نهائي الكأس وتفشي فيروس كورونا وما افرزه من تداعيات على الوضع المادي للأندية حيث اتهمت هيئة الهلال الجامعة بالتقصير تجاه الفرق قبل أن يتطور الامر الى لجوء مسؤولي النادي للقضاء من اجل استصدار اذن للتدقيق في المعاملات المالية للجامعة التونسية لكرة القدم خلال المواسم الثلاثة الأخيرة (2017 – 2018 – 2019) وهو ما طعن فيه محامي الجامعة استعجاليا بالإبطال.
واتهمت هيئة هلال الشابة المكتب الجامعي بعدم احترام المعايير المحاسبية ووجود شبهات في سوء تصرف واستيلاءات وايثار جمعيات على حساب أخرى وتضارب مصالح وغيرها من التهم الموجبة للتدقيق.
ويبدو ان الرد من الجامعة جاء قويا على «تمرّد» الهلال من خلال عقوبة قاسية وتاريخية اقرها ضده مكتب الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة بخطية مالية ناهزت 195 الف دينار بسبب تدوينات فايسبوكية نشرها الكاتب العام للنادي ونقد فيها انتخابات الجامعة والرابطة.كما تم منع هذا الاخير من الجلوس على بنك البدلاء ل39 مباراة اضافة الى إحالة ملف رئيس هلال الشابة توفيق المكشر إلى لجنة التأديب والروح الرياضية بالاتحاد التونسي لكرة القدم.
وفي ردها على هذه العقوبات اعتبرت هيئة الوافد الجديد على قسم النخبة انها جاءت كمحاولة لـ«الانتقام» من الفريق على خلفية الصراع القائم مع مسؤولي الجامعة وواصفة انها تصب في سياسة محاولة تكميم الافواه وتركيع اصوات المعارضة.
واضافت هيئة هلال الشابة انها قررت رفع شكوى لدى كل من لجنة الشباب والرياضة في مجلس نواب الشعب ورئاسة الحكومة لشرح «خلفيات وأبعاد هذه الممارسات الظالمة» فضلا عن التوجه الى الهياكل الدولية المختصة للتشهير بما اعتبرته مظلمة غير مسبوقة في حق ناديها.
يبدو ان الجامعة التونسية لكرة القدم عليها ان تكون مستعدة لحرب غير سهلة امام طرفين يشتركان في اتهامها بالتجاوزات وشبهات الفساد،وفي الوقت الذي وجب فيه ان تحل المشاكل من خلال لغة الحوار فإن سعيها الى التصعيد لا يصب في مصلحتها بل في خانة منافسيها خاصة بالنسبة الى عقوبات هلال الشابة التي تثير عديد التساؤلات القانونية خاصة من خلال اشارة الرابطة الى حالة العود والحال انه عنصر غير متوفر...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115