مدربون تونسيون أشرفوا على تدريب المنتخبات العربية: المليتي دخل التاريخ والغرسلي قاد جيبوتي ومسيرة زاخرة للبنزرتي ومعلول

لا نذيع سرّا إذا قلنا إن المدرب التونسي شكل علامة فارقة في المشهد الكروي العربي وحقق رقما صعبا بات يفرض نفسه في الملاعب العربية

لا في السنوات الاخيرة فقط وانما منذ 4 عقود من الزمن وتحديدا منذ ان قاد عبد المجيد الشتالي المنتخب الوطني الى التألق في كأس العالم 1978 ودخول التاريخ كأول منتخب عربي يحقق الفوز في المونديال وكان ذلك على حساب المكسيك ...
نجاح الشتالي فسح المجال أمام المدرب التونسي ليفرض نفسه بقوة في المشهد الكروي العربي وتجلى ذلك في السنوات الاخيرة حيث تزامنت هجرة اللاعبين التونسيين إلى الملاعب العربية مع هجرة الكفاءات التدريبية وبعضها ترك ابلغ الأثر في الكرة العربية .لكن بعض الأسماء دخلت التاريخ لأنها لم تكتف بتجاربها مع الفرق وإنما كان لها شرف قيادة عدد من المنتخبات العربية، والذاكرة تحتفظ بأربعة مدربين تونسيين حققوا هذا الانجاز ذلك ما سنسلط عيه الضوء في الورقة التالية.

المرحوم المنصف المليتي ...نقطة البداية
قد يكون اسم المنصف المليتي غريبا عن الجيل الحالي لكن الذاكرة الرياضية تحتفظ بكونه اول مدرب تونسي يقود منتخبا عربيا وهو المنتخب العماني في بداية الثمانينات.
في بداية شهر جانفي 2015 ودعت الساحة الرياضية المدرب المنصف المليتي عن سن تناهز 66 من العمر بعد سقوطه من شرفة منزله. والمدرب الفقيد لاعب دولي سابق ومدافع أيسر تقمص زي النادي الصفاقسي من 1960 إلى 1975 حيث تحصل على البطولة المحلية سنة 1969. وانتمى إلى المنتخب الوطني بين 1971 و1973 في جيل ضم عتوقة وشقرون وجنيح ورتيمة والمغيربي ومحسن حباشة وعلية ساسي ورؤوف النجار و مراد حمزة والشايبي وعدة نجوموتوج بالميدالية الفضية في ألعاب البحر المتوسط بأزمير 1971 في تركيا. ثم طرق المليتي باب التدريب واشرف على حظوظ كل من محيط قرقنة وشبيبة القيروان والنادي البنزرتي الذي قاده لإهداء تونس أول كأس قارية وهي كـأس إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس سنة 1988. كما درب في الخليج العربي وتحديدا في السعودية والإمارات وتسلم المقاليد الفنية للمنتخب العماني بين 1980 و1982 وقاده سنة 1984 في كأس الخليج السابعة وبات اول مدرب تونسي يشرف على منتخب عربي.

الغرسلي تجربة مطولة لـ5 سنوات مع جيبوتي
ولد نور الدين الغرسلي في أوت 1955 بالقصرين وبدأ مسيرته كلاعب في مستقبل القصرين قبل أن يتحول إلى سويسرا لمواصلة دراسته الجامعية واستغل الفرصة لينال منها الدرجة الثالثة في التدريب. وإثر عودته إلى تونس اشرف على حظوظ عدة فرق على غرار ترجي جرجيس ومستقبل القصرين و مستقبل قابس واتحاد سبيطلة ونجم المتلوي والملعب السوسي. كما درب في الإمارات العربية المتحدة واحرز مع نادي الشعب على كأس رئيس دولة الإمارات واشرف على بعض الأندية القطرية.
في أكتوبر 2011 تلقى الغرسلي عرضا من الجامعة الجيبوتية لكرة القدم للإشراف على حظوظ منتخبها في تجربة تواصلت إلى حدود صائفة 2016 وتخللتها مواجهته للمنتخب التونسي ضمن تصفيات كأس إفريقيا 2017 وفاز نسور قرطاج ذهابا في تونس 8 - 1 وإيابا بثلاثية نظيفة.

فوزي البنزرتي درب نسور قرطاج وفرسان المتوسط
يعد فوزي البنزرتي شيخ المدربين في تونس، له تجربة ثرية في تونس وخارجها زاخرة بالتتويجات والألقاب ...بدأت مسيرته التدريبية في سن مبكرة عندما بلغ التاسعة و العشرين من العمر من بوابة اولمبيك سيدي بوزيد ثم فريقه الأصلي الاتحاد المنستيري قبل ان يبدأ في نحت مسيرة ناجحة مع جل الفرق التي دربها على غرار النجم الساحلي والترجي والنادي الافريقي. وابرز الالقاب في مسيرته حتما كأس إفريقيا للأندية البطلة مع الترجي سنة 1994 وكأس الاتحاد الإفريقي مع النجم الساحلي في 2015.
عموما يعد البنزرتي المدرب التونسي الأكثر تتويجا بالألقاب،فقد فاز بلقب الدوري التونسي في ثماني مناسبات سنوات 1987 و2007 و2016 مع النجم الساحلي و1990 مع النادي الأفريقي و1994 و2003 و2009 و2010 مع الترجي، كما قاد النجم لإحراز كأس تونس (2015).أحرز مع الترجي كأس أفريقيا للأندية البطلة (1994) والسوبر الأفريقي (1995) ودوري أبطال العرب (2009)، كما قاد النجم الساحلي للتتويج بكأس الاتحاد الأفريقي في 2006 و2015.
درب البنزرتي منتخب تونس لفترتين، الأولى في مارس 1994 والثانية في جانفي 2010، كما درب منتخب ليبيا من 2007 إلى 2009. وفي شهر نوفمبر 2019 عاد المدرب المذكور لقيادة فرسان المتوسط غير ان تجربته انتهت في شهر ماي المنقضي بما أن العقد الرابط بين الطرفين يمتد ل6 أشهر فقط.

معلول درب تونس والكويت وسوريا
اخر المدربين التونسيين الذين كان لهم شرف تدريب المنتخبات العربية هو نبيل معلول والمثير انه درب 3 منتخبات عربية فإضافة إلى المنتخب التونسي فقد اشرف على حظوظ كل من الكويت وسوريا.
معلول من مواليد 1962 لاعب دولي سابق في الترجي والنادي الإفريقي والنادي البنزرتي واحترف في هانوفر الألماني وأهلي جدة السعودي.
أما عن مسيرته التدريبية فقد بدأت سنة 2002 مع اولمبيك الكاف قبل تعيينه مدربا وطنيا مساعدا لروجي لومار على رأس المنتخب الوطني في تجربة توجت بإحراز كأس افريقيا للأمم سنة 2004. واشرف كذلك على حظوظ النادي الافريقي والنادي البنزرتي والترجي.
في فيفري 2013، تم تعيينه مدربا أولا للمنتخب الوطني وفي سبتمبر من نفس السنة استقال بعد فشله في قيادة المنتخب للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2014. وفي افريل 2017 عاد للامساك بالمقاليد الفنية للمنتخب التونسي لكن استقال بعد فشل انسحاب منتخبنا من الدور الاول لمونديال روسيا 2018. علما انه اشرف على تدريب المنتخب الكويتي في الفترة الممتدة بين 2014 و2017. وفي 12 مارس 2020 امضى عقدا لتدريب المنتخب السوري لمدة سنتين أي الى مارس 2022 في خطوة لم تلق الكثير من الإجماع في الشارع الرياضي السوري.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115