كرة اليد: بعد سحب التنظيم منه النجم ضحية تقصير الجامعة وصمتها.. خيبة أخرى لـ«كرة اليد» التونسية

سحب المكتب التنفيذي للاتحاد الافريقي رسميا تنظيم النسخة 36 من بطولة افريقيا للأندية البطلة من النجم الساحلي بعد أن كان من المقرر

أن يستضيف منافساتها في أكتوبر المقبل للمراهنة على ثاني لقب في تاريخه، هذه الخطوة جاءت على خلفية القرار السابق للاتحاد الافريقي لكرة اليد الذي أقر برمان تونس من تنظيم أي مسابقة قارية على خلفية أحداث العنف والشغب التي عرفها نهائي النسخة الأخيرة من «الكان» التي دارت في قاعة رادس في جانفي الماضي وكانت فيها الخسارة مضاعفة للمنتخب بفقدانه للقب ولورقة التأهل مباشرة الى اولمبياد طوكيو 2021.

خسر النجم الساحلي فرصة تنظيم بطولة افريقيا للأندية البطلة والمراهنة على لقب قاري جديد يضيفه الى رصيده ويؤكد به فترة الصحوة التي يعيشها في المواسم الأخيرة التي كانت فيها البداية موفقة سيما بعد فوزه في الموسم الماضي بتاج بطولة افريقيا للأندية الفائزة بالكأس عن جدارة واستحقاق، فريق جوهرة الساحل وجد نفسه غير معني باللقب في الوقت الذي علق فيه امال كبير على أنه سيكون وجهة لكل فرق القارة وسيرفع التحدي أمام أبرزها أندية مصر وفك العقدة التي فرضتها في المواسم الأخيرة على هذه المسابقة من الثنائي الزمالك والأهلي.. مع فريق جوهرة الساحل خسر أكثر من ناد اخر فرصة المشاركة في مقدمتها الترجي الرياضي المعني في المقام الأول بالتواجد وبرد الاعتبار لذاته باعتباره سبق له أن اكتفى في أكثر من مرة بالمشاركة وبمركز الوصافة في 2016 و2017 وبمرتبة ثالثة في 2014 النسخة فاز فيها الافريقي المنظم باللقب.

ستغيب فرقنا عن بطولة افريقيا للأندية البطلة وستنتظر لمواسم عديدة حتى تحظى بفرصة التنظيم مجددا والمدة قد تطول أكثر من أربع سنوات مدة العقوبة المسلطة على «كرة اليد» التونسية التي فقدت الكثير من الثقة لدى الاتحاد الافريقي وباتت وجهة للعنف والشغب في أكثر من مناسبة، ست سنوات لم تقدر فيها فرقنا على التنظيم بالنسبة للمسابقة سالفة الذكر وسبع بالنسبة لبطولة افريقيا للأندية الفائزة بالكأس بما أن اخر مسابقة دارت في بلادنا كانت في 2013 من تنظيم جمعية الحمامات التي بلغت فيها النهائي وخسرت اللقب أمام الأهلي المصري وحل النجم ثالثا.. النجم خسر اللقب ولكن بامكانه التعويض من خلال المشاركة والفوز باللقب الذي يظل أفضل رد على قرار الاتحاد الافريقي وصمت الجامعة على حد السواء باعتبار أن حظوظه قائمة في التتويج قاريا وحليا.

خيبة أمل جديدة
تظل هذه الخطوة التي أقرها الاتحاد الافريقي خيبة أمل كبرى لكرة اليد التونسية التي فاقت خسارتها سقف التوقعات في الاونة الأخيرة في الوقت الذي كان يجدر بها أن تؤكد الأسبقية أمام منتخبات القارة وتفرض سيطرة متجددة، المنتخب خسر تاج «الكان» وبطاقة التأهل الى الأولمبياد التي ستكون أمنية صعبة المنال في الملحق الاولمبي أمام منتخبات كرواتيا وصيفة بطل أوروبا والبرتغال وفرنسا ومن قبلها فرط منتخبا الأواسط والأصاغر في اللقب القاري لمنتخبي مصر في الصنفين واليوم تضاف لها خطوة سحب التنظيم من النجم الساحلي التي تعني ضياع فرصة لقب جديد وعودة أكثر من فريق للمشاركة.

تأكد الى حد الان ان ما تعيشه كرة اليد التونسية من مشاكل وتراجع أكبر بكثير من الحاصل حاليا وأن القادم سيكون أصعب سيما في ظل التطور الكبير الذي تعرف بقية المنتخبات في مقدمتها منتخب مصر بطل القارة وبطل العالم في الأصاغر وصاحب برونزية بطولة العالم الأخيرة في النسخة الأخيرة والذي توحي كل المؤشرات أن المستقبل سيكون له كلما تعلق الأمر بـ«الكان» في مختلف الأصناف بالإضافة الى المنتخب المغربي الذي بان انه أصبح أفضل في النهائيات القارية الأخيرة وأيضا المنتخب الجزائري الذي أكد أنه تعافى كثيرا وأنه سيكون منافسا لا يستهان به في قادم المسابقات سيما بعد التوازن الكبير الذي وجده مع الناخب الوطني السابق «الان بورت» الذي سيواصل معه المشوار في المرحلة المقبلة.. جميع المنتخبات تعاني من أزمة نتائج وهذا يقيم الدليل مجددا على سوء التخطيط الموجود داخل الجامعة وإدارتها الفنية على حد السواء وعلى ضعف البرمجة التي وضعت لجميعها خاصة بالنسبة للتحضيرات التي لم تكن في المستوى بما في ذلك تلك التي خصصت لمنتخب الأكابر دون ان ننسى الانتكاسة الكبرى التي يعرفها منتخب الكبريات الذي خسر بدوره بطاقة المونديال ولم يقدر حتى على بلوغ نهائي «الكان» الاخيرة والحصيلة مرشحة للارتفاع ما لم يتم التدارك سيما بالنسبة لمنتخبي الأصاغر والأواسط اللذان تنتظرهما بطولة افريقيا للأمم في الغرب في الفترة المقررة بين 13 نوفمبر و12 ديسمبر من العام الحالي في المغرب وفقا للروزنامة الخاصة بمختلف المسابقات الصادرة أمس الأول عن الاتحاد الافريقي لكرة اليد.

الجامعة تتحمل النصيب الأكبر من المسؤولية
تتحمل الجامعة النصيب الأكبر في خسارة النجم الساحلي لفرصة تنظيم بطولة افريقيا للأندية البطلة بما أنه كان بإمكانها التدخل لدى الاتحاد الافريقي ومنع حدوث هذه الخطوة التي لن تزيد إلا الطين بلة باعتبارها تملك ممثلين في كل الهياكل داخله وإلا فما الجدوى من تواجدهم هناك ان كانوا عاجزين عن الدفاع عن مصلحة الفرق والمنتخبات الوطنية على حد السواء، الجامعة كان بإمكانها ومنذ اعلان الاتحاد الافريقي عن قرار العقوبة ضدها التدخل باعبتار أن النجم لا دخل له في الأحداث التي حصلت والتي يتحمل تبعاتها فقط الساهرين على تسيير دواليب الجامعة ولجنة التنظيم التي لم تقم بدورها على أكمل من وجه في ما يخص الجمهور.

يظل الانجاز الوحيد للجامعة الى حد الان فوز المنتخب الوطني للأكابر باللقب القاري في 2018 أما البقية فحصيلة أقل ما يقال عنها متواضعة لمكتب الجامعي رفع وعودا عديدة وظلت كلها مجرد شعارات بما في ذلك دار الحكم ومقر جديد للجامعة والحفاظ على اللقب القاري وبطاقة الأولمبياد وغيرها، الجامعة كان بامكانها تحقيق الأفضل لولا التجاذبات التي كانت موجودة بين كل من فيها فأكثر من عضو كان هناك لمصلحة يدركها جيدا لا تتجاوز ما هو خاص وليس لخدمة كرة اليد التونسية التي تبقى المتضرر الوحيد مما حصل الى حد اليوم والذي لا يرقى بالمرة الى سقف طموحاتها.. النجم يبقى ضحية سوء التدبير والإدارة من قبل الجامعة التي لم تعرف كيف تتعامل مع ما يجري داخلها وكيف تجنب منتخباتها وفرقها خسارة مثل تلك الحاصلة الى حد اليوم والتي تقيم الدليل على أن الأصعب ينتظر «اليد» التونسية مستقبلا ما لم يكن هناك مكتب جامعي مناسب في المكان المناسب خاليا من التجاذبات وبمنأى عن المصلحة الخاصة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115