أحداث مؤلمة شهدتها الملاعب العربية والعالمية: من أحداث ملعب باجة 1999 إلى مجزرة بورسعيد وكارثة البوابة 12 في الأرجنتين...

وُجدت كرة القدم لتكون وسيلة لادخال البهجة والمتعة الى قلوب الجمهور وتحقيق التقارب والاحترام بين المنافسين في مناخ تسوده الروح الرياضية

واحترام المبادئ الاولمبية...والامر لا ينفي اهمية النتيجة والسعي الى تحقيق الفوز غير ان ذلك يجب ان لا يفوق الحدّويبلغ درجة الانفلات والفوضى تحت شعار «الغاية تبرّر الوسيلة».
كان تاريخ كرة القدم في تونس والعالم شاهدا على كثير من مظاهر الخروج عن النص حوّلت المباريات الى كوارث بما في الكلمة من معنى والمستطيل الاخضر الى ساحة حرب ووغى سقط في اعقابها ضحايا ابرياء ذنبهم الوحيد كان عشقهم للساحرة المستديرة.
في الورقة التالية ،تعود بنا الذاكرة الى ابرز الاحداث المؤلمة التي شهدتها الملاعب في تونس والوطن العربي والعالم في توصيف يمكن ان نسميه الوجه المظلم للكرة...

3 أحباء ضحية أحداث ملعب باجة 9991
سنة 1999، احتضن ملعب باجة مباراة اندرجت ضمن مسابقة كأس تونس بين فريق عاصمة السكر والترجي الرياضي.وخرجت المواجهة عن النص بعد حصول اشتباكات بين احباء الفريقين اسفرت عن وفاة 3 من احباء الاولمبي الباجي وجرح ما لا يقل عن 18 اخرين. وفي نوفمبر 2012، رفع احد مسؤولي الاولمبيك قضية ضد سليم شيبوب رئيس الترجي الرياضي السابق متهما إياه بالتحريض على القتل والعنف .وجاء ذلك اثر حضور شيبوب في برنامج رياضي بقناة التاسعة تطرق فيها هذا الاخير الى احداث تلك المباراة بطريقة اعتبرتها هيئة نادي عاصمة السكر مستفزة.

انفلات يجني على الجمهور الضيف في كرة السلة
لا تنحصر احداث العنف في كرة القدم فحسب، فرياضات القاعات لم تسلم بدورها من هذه الآفة ذلك انه في جانفي 2019، عرفت مباراة بطولة كرة السلة بين نجم حلق الوادي والنجم الساحلي الحاسمة للتأهل الى البلاي أوف احداثا مؤسفة حيث اجتاح جمهور فريق حلق الوادي ارضية القاعة واعتدى على لاعبي النجم ومسؤوليه الامر الذي اجبر الجامعة التونسية لكرة السلة بعدها على اجراء ما تبقى من الموسم بحضور الجماهير المحلية فقط.

«مجزرة» ملعب بورسعيد ومأساة ملعب الدفاع الجوي
لم يكن 72 شابا من انصار الاهلي المصري يعلمون ان لقاء 1 فيفري 2012 سيكون اخر مباراة يتابعونها لفريقهم المفضل وتأتي نهايتها بموتهم ...حيث انتهت المباراة التي جمعت المصري البورسعيدي على ارضية ملعبه بالاهلي المصري بفوز اصحاب الارض بثلاثية مقابل هدف. غير ان الفوز لم يمنع الجمهور المحلي من التسبب في احداث شغب استعمل خلالها الحجارة والسكاكين والعصي لمهاجمة جمهور الفريق الضيف مما اسفر عن سقوط ما لا يقل عن 72 ضحية من جمهور الاهلي في حادثة وصفت بـ«المجزرة» الاشنع في الملاعب العربية...
بعد 3 سنوات، تجرّعت الكرة المصرية مجددا مرارة الحزن وذلك يوم 8 فيفري 2015 في كارثة جديدة عُرفت بمأساة ملعب الدفاع الجوي بالقاهرة بمناسبة لقاء الزمالك وانبي في الدوري المصري واسفرت عن سقوط 22 مشجعا من جماهير نادي الزمالك، حيث تدافع جمهور الزمالك بقوة للدخول الى الملعب وتصدّى لهم رجال الامن باستخدام الغاز المسيل للدموع ليلقى 22 مشجعا حتفهم نتيجة التدافع والاختناق بالغاز.

فوضى تنظيمية في غواتيمالا ضحيتها 83 مشجعا
واصلت الكرة الافريقية تقديم العديد من الضحايا بسبب الفوضى وغياب التنظيم فقد تسببت الفوضى التنظيمية التي شهدها ملعب ماتيو فلوريس في العاصمة غواتيمالا يوم 16 أكتوبر 1996، في مصرع 83 مشجعًا وإصابة 140 اخرين، إثر حدوث تدافعٍ بشري أدى لانهيار أجزاءٍ من مدرجات الملعب، الذي كان يستعد لاستضافة مباراة منتخبي غواتيمالا وكوستاريكا ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 1998، وقد تبين أن سبب تلك الفوضى العارمة التي حدثت، بيع تذاكر تفوق بكثير طاقة استيعاب الملعب التي لا تتجاوز 38 ألف متفرج في حين تجاوز الحضور46 الف متفرّج...

51 افريل 9891 التاريخ الاسوء في ليفربول
15 افريل 1989 تاريخ ذكرى ماساوية لن ينساها جمهور ليفربول خاصة والكرة الانقليزية خاصة ففي ذلك اليوم احتضن ملعب هيلزبره بمدينة شيفلد الانقليزية مباراة نصف نهائي كاس الاتحاد الانقليزي بين ليفربول ونوتنغهام فورست. وحدث خطأ تنظيمي مشترك بين رجال الامن ومنظمي الملعب الذين أقفلوا أبوابه الرئيسية، واسفر الامر عن حدوث تدافعٍ خطيرٍ بين الجماهير المحصورة بين سياج المدرجات والأبواب المغلقة،مما أدى لحصول الكارثة الأسوء في تاريخ الملاعب الإنقليزية، إذ وصل عدد ضحاياها إلى 96 قتيلا وأكثر من 766 مصابا.

حريق ملعب برادفود
انطلق الامر من مجرّد سيجارة القى بها احد المشجعين المستهترين يوم 11 ماي 1985 اثناء لقاء برادفورد سيتي ولينكون سيتي ضمن دوري الدرجة الثانية الانقليزية، لتتسبب في نشوب حريق اتى على كامل المدرجات الخشبية بالجهة الشرقية من ملعب برادفورد، مخلفةً وراءها 56 من القتلى اضافة الى اصابة 250 اخرين بجروح متفاوتة.

الكارثة الاسوء في تاريخ الملاعب الارجنتينية
الى غاية اليوم لا تزال مواجهات الغريمين الازليين في الكرة الارجنتينية بوكا جينيور وريفر بلايت تشهد حرارة وتعصبا كبيرين لكن ما حدث ذات مباراة جمعتهما يوم 23 جوان 1968 فاق كل التوقعات إذ تجمهر عدد كبير من مشجعي الفريقين عند إحدى بوابات ملعب المونومينتال في العاصمة بوينس آيرس، ولم يخل الامر من صراعات العادة إذ دارت بينهم بعض المشادات الكلامية، وتطور الأمر لحدوث بعض الاعتداءات المتبادلة، وعوض أن يتدخل رجال الأمن لفض الاشتباك، قاموا بإغلاق البوابة رقم 12 وحبس مشجعي الفريقين داخل منطقة ضيقة، لتتدافع الجماهير الهائجة والمائجة نحو البوابة المغلقة، مسببةً الكارثة الأسوأ في تاريخ الكرة الأرجنتينية، والتي أسفرت عن مصرع 71 شخصا وإصابة حوالي 150 اخرين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115