كرة اليد: رغم التوجه نحو المدارس الأجنبية: مدربون وطنيون كسبوا الرهان، «عمارة» و«العياري» أفضل مثال ورد الاعتبار للكفاءات الوطنية ضرورة

سيتم خلال الفترة المقبلة الإعلان عن المدرب الجديد لمنتخب الأكابر وهذه ستكون هي المرة 33 التي يتم فيها تغيير الإطار الفني لعناصرنا

الوطنية منذ 1957 السنة التي تم فيها التعاقد مع الفرنسي «يافس بولون» والى حدود 2017 عندما تم التعاقد مع الاسباني «طوني جيرونا» الذي وقع التخلي عنه بعد «كان» تونس الأخيرة بعد خسارة اللقب وبطاقة الأولمبياد على حد سواء، طيلة الفترة سالفة الذكر تم الاستنجاد بالمدرسة الأجنبية في 15 مناسبة منها في مناسبتين مع «زوران» و»حسن أفنديتش» في مرتين لكل منهما بينما كانت الكلمة للكفاءات الوطنية في البقية.
منحت الفرصة طيلة الفترة الممتدة بين 1976 و2003 للكفاءات الوطنية لقيادة الإطار الفني للمنتخب خاصة للثنائي سعيد عمارة الراحل وسيد العياري ومنذ تلك الفترة تم التوجه من الجامعة نحو المدرسة الأجنبية وتم التعاقد في الفترة ما بين 2004 والى 2017 مع خمسة مدربين وتم التجديد مع «حسن افنديتش» التجربة في مناسبة ثانية بعد النتائج الممتازة التي حققها مع المنتخب خاصة في بطولة العام 2005 التي استضافتها بلادنا وأنهتها عناصرنا الوطنية في المرتبة الرابعة بشرف، فترة تواصلت لثلاثة عشرة سنة دون احتساب ما بعد 2017 تم الاستنجاد فيها بسيد العياري في 2009 وحافظ الزوابي 2016 في الملحق الأولمبي الذي كسب فيه الرهان من خلال التأهل فيه إلى أولمبياد ريو، حصيلة المدربين الأجانب مرشحة للارتفاع بما أن الجامعة قررت التوجه مجددا إلى المدرسة الاسبانية والمدرب الجديد سيتم الإعلان عنه خلال الأيام القادمة سيما بعد أن حظي مطلبها بالموافقة من وزارة شؤون الشباب والرياضة وستكون هناك تجربة لأكثر من 17 سنة في انتظار معرفة مدة العقد الذي سيتم ابرامه.
5 ألقاب قارية للكفاءات الوطنية
سبق للمدربين الوطنيين الذين تداولوا على تدريب المنتخب أن حققوا ما هو مطلوب منهم سيما بالنسبة للثنائي سعيد عمارة الراحل وسيد العياري، ثنائي تمكن من رفع 5 ألقاب قارية من مجموع 10 حاصلة إلى حد الآن في خزينة المنتخب وهذا إن دل على شيء فإنما يدل مجددا على أن الكفاءات الوطنية قادرة على رفع التحدي وكسب الأهداف المرسومة كلما توفرت لها الأرضية الملائمة ووجدت المناخ المناسب للعمل.
قاد سعيد عمارة المنتخب إلى الفوز بلقب «الكان» للمرة الثانية في تاريخه في دورة 1976 ثم حقق لقبا جديدا في الكونغو في 1979 قبل أن ينضم إليه سيد العياري في نهائيات 1994 ويكسبا الرهان معا، هذا الثنائي قاد المنتخب في دورة 1998 إلى لقب رابع على حساب الجزائر المنافس ذاته الذي رفعت أمامه عناصرنا الوطنية تاج «الكان» في 2002 في جنوب إفريقيا مع عمارة والعياري الثنائي التونسي الوحيد الذي تمكن من هذا الانجاز وأكد مجددا قيمة المدرب التونسي.
لكن ذلك لم يشفع لها
لم تتواصل التجربة مع الكفاءات الوطنية رغم الخمسة ألقاب الحاصلة وتم تغيير الوجهة نحو المدارس الأجنبية الصربية منها والفرنسية والاسبانية مؤخرا على الرغم من أن ذلك يبقى مكلفا من الناحية المادية، خطوة بان بعدها بالكاشف انه لم تعد هناك ثقة في المدربين التونسيين رغم السيطرة الكبيرة التي فرضوها في مختلف البطولات العربية وقيادتهم لأبرز الفرق فيها في المواسم الأخيرة وأنه لن تمنح لهم الفرصة مجددا في الوقت الراهن بعد الاتفاق الحاصل مع مدرب اسباني سيتم الإفصاح عن اسمه في الفترة المقبلة وبما أن الخطوة لم تنجح مع حافظ الزوابي في 2016 بعد الأداء المتواضع الذي ظهر به المنتخب في الأولمبياد وبطولة العالم على الرغم من أن المسؤولية لا يتحملها بمفرده فالكل يذكر ما حصل في المنتخب قبل أيام من المشاركة في تلك المنافسات وكيف تم الاستغناء عن خدمات اللاعب عبد الحق بن صالح.
انتظر الكل وبعد خروج المدرب الوطني السابق «حسن سعيد أفنديتش» من المنتخب بعد بطولة العالم في قطر أن تعطى الفرصة لمساعده ثابت محفوظ بما أنه صاحب خبرة وظل لسنوات طويلة في مهامه ولكن ذلك لم يحصل وحتى فرصة أن يكون المدرب الأول للمنتخب في الملحق الأولمبي لم يحظ بها رغم أحقيته بذلك وتمت التجربة مع حافظ الزوابي الذي سرعان ما تم التخلي عنه والجامعة خيرت مدربا أجنبيا من خلال التعاقد مع «طوني جيرونا» الذي وجد مجموعة جاهزة فاز معها بلقب «الكان» في 2018 ثم بدأت النتائج بعدها في التراجع حتى في الوديات، ثابت محفوظ وجد نفسه في ظل الأجواء الموجودة مجبرا على الابتعاد كليا عن المنتخب رغم السنوات الطويلية التي قضاها فيه وغير الوجهة نحو المنتخب الليبي ثم فرق الخليج لتخسر كرة اليد التونسية كفاءة أخرى كان بالإمكان الاستفادة منها مثل ما حصل سابقا مع مدرب الأصاغر رياض البدوي والمعد البدني الفيدرالي منصف الشريف وغيرهم.
هل تأتي الفرصة مستقبلا؟
سينتظر أكثر من مدرب شاب أن يحظى بفرصة التواجد ضمن الإطار الفني للمنتخب الأول الذي كان في يوم ما من بين أبرز نجومه فمن الضروري اليوم أن يكون هناك توجه لتكوين مدربين للمستقبل حتى يتم التخلص ولو بنسبة من الكفاءات الأجنبية سواء في فرقنا أو بالنسبة للمنتخب، اليوم أكثر من لاعب طرق باب عالم التدريب على غرار عصام تاج ووسام حمام ومن قبلهما الصحبي بن عزيزة وأنور عياد وذاكر السبوعي وهيكل مقنم توجه نحو التكوين من خلال إحداث أكاديمية للشبان والأكيد أن جميعهم سيبحث مستقبلا عن مهام مدرب مساعد في الأكابر أو قيادة بقية المنتخبات والفرصة لا بد أن تعطى لهما حتى تتم الاستفادة من خبرتهم .. التغييرات قد تأتي مع المكتب الجامعي الجديد الذي ينتظر منه الكثير في إعادة هيكلة الإدارة الفنية وملف التكوين ومنتخبات الشبان ومراكز النهوض بكرة اليد ولم الشمل والاستفادة قدر الإمكان من أهل الاختصاص بما في ذلك مدربي الخبرة من أجل الأفضل للمنتخبات الوطنية ولكن تلك التغييرات لا بد أن تتم بعيدا عن كل مصلحة ضيقة ومحسوبية حتى لا تتم العودة إلى نقطة الصفر وسيناريو الأيام الأولى للمكتب الجامعي الحالي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115