و الجماهير تقلصت منذ الثورة بشكل كبير ما زاد في عجز ميزان الجمعيات الكروية لينعكس هذا الواقع على رواتب اللاعبين الذي باتوا الحلقة الأضعف في هذه المعادلة حتى أن عددا من فرقنا سجلت إضرابات منها ما تم الاعلان عنه ومنها ما أخفي لأسباب عديدة.
آخر المعطيات تؤكد رفض لاعبي الإفريقي خوض تمارين عشية الثلاثاء وذلك بسبب عدم حصولهم على رواتبهم منذ أشهر وحتى المنح التي تحصلوا عليها في ظل الانتصارات الأخيرة لم تقنعهم بالعدول عن الإضراب خاصة أن الأمور وصلت إلى أكثر من 5 و6 أشهر لبعضهم في المقابل يؤكد رئيس الإفريقي أن الميزانية التي خصصت لهذا الموسم تقدر بـ40 مليون دينار .
كما أن أخر الإحصائيات والتي أعلنها موقع «ترانسفيرماركت» المختص في الأمور الاقتصادية الخاصة بعالم كرة القدم تؤكد تواجد النادي الإفريقي ثانيا قاريا والأول محليا بقيمة 23 مليون دينار تونسيا وهذا ما يزيد في الغرابة والاستفهام بشأن ما يحدث في نادي باب الجديد.
لماذا هذا التوقيت
مهدت الانتصارات الثلاثة المتتالية التي حققها النادي الإفريقي الظرف المناسب للقيام بالإضراب بشأن الضغط على الهيئة المديرة من أجل تمكينهم من أموالهم المتخلدة في ذمتها خاصة أن أي تحرك قبل هذا التوقيت كان سيؤجج الصراع بين المجموعة والجماهير الغاضبة على النتائج المحققة لكن الأرضية باتت ملائمة لتحرك جماعي من طرف اللاعبين يجعلهم في مأمن من الغضب الجماهيري سيما أن الأوضاع تحسنت من حيث النتائج والترتيب حيث بات الإفريقي خامسا وبعيدا عن كل حسابات النزول التي كانت تطلّ برأسها قبل الانتصارات المحققة...
وأكد لاعبو الإفريقي في حديث مع بعضهم أن إضراب الثلاثاء لن يثنيهم عن مواصلة الانتصارات الأخيرة والبحث عن مركز رابع مؤهل إلى مسابقة قارية لكن الظروف التي يمر بها اللاعبون جعلتهم يتخذون القرار الذي كان مبرمجا منذ مدة إلا أن الوضعية الصعبة التي مر بها الفريق أجلت هذا التحرك الذي كان سيحسب عليهم خاصة من طرف الجماهير لكن الظروف الحالية لم تعد تتحمل التأجيل سيما أن الهيئة اختارت سياسة الوعود دون تفعيلها.
الهيئة تتجاهل المصارحة
أكد رئيس النادي الإفريقي في كل تصريحاته أن الفريق لا يعيش أزمة مالية وأن اللاعبين تحصلوا على كل مستحقاتهم لتأتي عشية الثلاثاء بالخبر اليقين وتؤكد ما أشرنا له في أعداد سابقة عن صعوبات مالية تعيشها هيئة النادي الإفريقي في هذا الموسم لم تقو على التصريح بها حتى لا تتأثر صورة الرئيس الذي أكد أنه رفع «البارة» في الكرة التونسية من الناحية المالية إلا أن الواقع يؤكد غير ذلك بما أن إضراب لاعبي الأكابر كشف المستور وأعلن حقيقة الوضع المادي للفريق.
هيئة الإفريقي تعيش تخبطات مالية هذا مؤكد وكان عليها مصارحة لاعبي الفريق عن ذلك مع التأكيد على تقسيط رواتبهم على غرار ما يحدث في جل أندية الرابطة المحترفة إلا أن كبرياء الرئيس وخوف بطانته على صورته جعل الأمر يسوء ليصل إلى حدود إضراب ليس بجديد في تاريخ الإفريقي لكنه يأتي ليكشف الواقع المالي لنادي باب الجديد. وكان رئيس الإفريقي قد أعلن التقليص في دعم فروع كرة اليد والسلة والتي تأقلمت مع الوضعية رغم أنها هي الأخرى عاشت على وقع ما يحدث في كرة القدم بما أن عددا من اللاعبين لم يتحصلوا على ورواتبهم منذ مدة.
أكثر المتضررين
عندما تكون ابن النادي فهذا يصبح عائقا في فريق كالنادي الإفريقي فعندما بحثنا في الوضعية المالية للاعبي الأحمر والأبيض وجدنا معطيات صادمة حيث أكتفت هيئة النادي الإفريقي منذ إمضائها مع وسام يحيي من تمكينه من راتب شهرين فقط منذ جويلية الماضي فيما لم يتقاض كل من بلال العيفة وأسامة الحدادي رواتبهم منذ 3 أشهر كاملة...شهران دون أجور هي وضعية البقية ومن بينهم أصحاب الجنسية المزدوجة والذين كانوا أكثر اللاعبين احتجاجا على عدم حصولهم على جراياتهم وأكبر صدع في رأس الهيئة. بالإضافة الى أبناء النادي فإن الشبان الذين صعدوا مع الفريق وشاركوا في المباريات الأخيرة على غرار يوسف العياشي ومعتز الزمزمي فإن الوضعية أقل ما يقال عنها انها كارثية بما أن رواتبهم ضعيفة حتى أن وصولهم إلى التمارين يمر بوسائل النقل العمومي أن لم يجدوا لاعبا في الخدمة.
كرول أيضا وإطاره الفني يعيش نفس الوضعية حيث لم يتحصل الهولندي على راتبه منذ شهرين ما دفعه الى الترحاب بالحركة الاحتجاجية لعشية الثلاثاء.
مسكّنات العادة
علم «المغــــــرب الرياضــي» أن جلسة جمعت رئيس النادي الإفريقي والمسؤول عن فرع الأكابر بعدد من كوادر الفريق من أجل بحث مسألة الإضراب حيث تحصل اللاعبون على وعود جديدة من طرف رئيس الفريق من تمكينهم من رواتبهم في الأيام القليلة القادمة... كما استأنف الفريق تمارينه عشية أمس في الملعب الفرعي بالمنزه وذلك استعدادا لمباراة الجولة 25 حين يستضيف النادي الإفريقي نجم المتلوي يوم الأحد بداية من الساعة الرابعة وربع على أرضية الملعب الأولمبي برادس.