Print this page

بورصة المدربين في مونديال روسيا: امتياز لابن البلد ومارتينيز يعمّق عقدة الأجانب

قبل أيام معدودة من ضربة بداية النسخة الحادية والعشرين

من نهائيات كأس العالم كان الحديث يتمحور بشأن قائمة الأسماء الأعلى أجرا وجاءت النتائج مغايرة تماما للتوقعات لتضع بعض الفنيين الذين تصدروا القائمة في قاعها، تلك هي الكرة لا مأمن فيها من اخذ ورد، من صعود ونزول ومن تألق وخيبة...اليوم قد ترفعك على الاعناق وغدا تدفعك النتائج الى باب الرحيل دفعا.
قبل بداية النهائيات الروسية، كان يواكيم لوف مدرب المنتخب الألماني والذي قاده للتتويج بلقب نسخة البرازيل 2014 ابرز نجوم الدورة بل ان تصنيفات النجوم الأعلى أجرا وضعته في الصدارة لكن جرت رياح النتائج بما لا يشتهيه وودع السباق من الدور الأول تاركا أكثر من نقطة استفهام.

ارتفاع أسهم المدرب المحلي
الثابت ان التواصل بين المدرب ولاعبيه أمر في غاية الأهمية لأنه يسهل وصول المعلومة وتطبيق الخطة التكتيكية خاصة ان عائق اللغة في حالة المدرب الأجنبي كثيرا ما منعه من نحت مسيرة ناجحة رغم تاريخه الزاخر والامثلة على مستوى الأندية والمنتخبات كثيرة،لذلك نجد أن جل المنتخبات المتأهلة الى نهائيات روسيا عولت على مدربين من أبناء البلد فمن أصل 32 مدربا نجد 20 من الأسماء المحلية مقابل تعويل 12 منتخبا على مدربين أجانب.

أما المنتخبات التي استنجدت باطار فني محلي فهي روسيا البلد المنظم (ستانيسلاف تسوتشيسوف)، الاوراغواي (اوسكار تاباريز)، اسبانيا (لوبيتيغي ثم فيرناندو هيرو)، البرتغال (فيرناندو سانطوس)، فرنسا (ديدييه ديشامب)، الأرجنتين (خورخي سامباولي)، كرواتيا (زلاتكو)، أيسلندا (هيمير هالغريمسون)، البرازيل (تيتي)، سويسرا (فلاديمير بيتكوفيتش)، صربيا (ملادن كريستابيتش)، كوستاريكا (اوسكار راميراز)، السويد (يان اندرسون)، كوريا الجنوبية (شان تاي يونغ)، ألمانيا (يواكيم لوف)، انقلترا (غاريث ساوثغيت)، تونس (نبيل معلول)، اليابان (أكيرا نيتشو)، السنغال (أليو سيسيه)، بولونيا (آدم نافالكا).
وعول 12 منتخبا على أسماء أجنبية ونعني بذلك: المنتخب المصري ومدربه الأرجنتيني هيكتور كوبر ومواطنه خوان انطونيو بيتزي مع السعودية فيما استنجد المنتخب المغربي بالمدرسة الفرنسية ممثلة في مدربه هيرفي رونار وقاد البرتغالي كارلوس كيروش المنتخب الايراني. اما المنتخب الدانماركي فقد اعطى ثقته في المدرسة النرويجية من خلال آجي هاريدي وعول منتخب البيرو على الارجنتيني ريكاردو جاريكا فيما قاد الهولندي مارفيك المنتخب الاسترالي. واستنجد المنتخب النيجيري بالمدرسة الألمانية من خلال غيرنوت روهر وقاد الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو المنتخب المكسيكي واشرف مواطنه داريو غوميز على منتخب بنما، اما المنتخب البلجيكي فمدربه هو الاسباني روبارتو مارتينيز ودرب كولومبيا الارجنتيني خوسيه بيكرمان.

9 أجانب غادروا السباق من الدور الأول
يبدو ان البعض يظن ان مجرد التعويل على مدربين اجانب من ضمانات النجاح والتألق في المسابقات العالمية متناسين أن عوامل النجاح عديدة ويجب ان تمر بالبرمجة الدقيقة وايلاء العناية اللازمة بالتكوين وإيجاد السبل الكفيلة بتحسين مستوى البطولة المحلية وغيرها والمدرب ليس إلا حلقة من هذه السلسلة المترابطة فهو لا يملك عصا سحرية لتغيير الوضع بين عشية وضحاها أو صنع المعجزات، هو فني له تصورات فنية وتكتيكية يرغب في إيجاد الأرضية اللازمة لبلورتها بعيدا عن محاولات التدخل والضغوط التي يلجأ لها بعض المسؤولين.

في نهائيات روسيا، لم يرافق النجاح جل الأسماء الأجنبية فمن اصل 12 مدربا غادر 9 مدربين السباق من الدور الأول والأمر هنا يتعلق بالأرجنتينيين هيكتور كوبر وخوان انطونيو بيتزي مع مصر والسعودية، الفرنسي هيرفي رونار مدرب المنتخب المغربي، البرتغالي كارلوس كيروش مدرب المنتخب الإيراني، الألماني روهر مدرب المنتخب النيجيري، الأرجنتيني ريكاردو جاريكا مدرب البيرو، الهولندي مارفيك مدرب استراليا والبرتغالي داريو غوميز مدرب بنما قبل ان يلتحق بهم في ثمن النهائي النيرويجي آجي هاريدي مدرب الدنمارك والأرجنتيني بيكرمان وزاد الاسباني روبارتو مارتينيز تعميق قاعدة فشل المدربين الأجانب بعد عجزه عن قيادة المنتخب البلجيكي الى نهائي كأس العالم بعد الهزيمة أمام المنتخب الفرنسي بهدف لصفر في نصف النهائي رغم كم الفرص التي أتيحت لمنتخب الشياطين الحمر لكن خطه الأمامي عجز عن ترجمتها الى أهداف. فشل مارتينيز الذي كان على بعد خطوة من دخول التاريخ كأول أجنبي يقود منتخبه إلى إحراز كأس العالم بما أن التتويجات السابقة كانت بأسماء محلية. كما عجز المدرب الاسباني للشياطين الحمر في أن يكون ثاني مدرب اسباني يخوض نهائي كأس العالم بعد مواطنه فينسينتي ديل بوسكي بطل العالم مع المنتخب الاسباني في دورة جنوب إفريقيا 2010.

الأسماء المحلية تسيطر على الأدوار المتقدمة
لعل ما يحسب لعديد المنتخبات المشاركة في مونديال روسيا تعويلها على مدربين محليين حتى وان كان سجلهم خاليا من تتويجات سابقة او حتى إن كانوا يفتقدون للخبرة في كأس العالم، الأمر يتعلق أساسا بالثقة وتوفير الإمكانيات الضرورية للنجاح ولذلك نجد سيطرة للمدربين المحليين على الأدوار المتقدمة في المونديال فمن أصل 8 منتخبات في ربع النهائي نجد 7 منها تقودها اسماء محلية وهي فرنسا، انقلترا، الاوراغواي، البرازيل،السويد،روسيا وكرواتيا مقابل اجنبي وحيد وهو الاسباني مارتينيز مدرب بلجيكا ومع فشل هذا الاخير في التأهل الى النهائي بعد ان تغلب عليه الفرنسي ديديه ديشامب مدرب منتخب الديوك فقد تعززت قاعدة التتويج مع ابن البلد لخلافة الألماني يواكيم لوف المتوج مع المانيا في 2014 والاسباني فينسينتي ديل بوسكي الذي قاد الماتادور للتربع على العرش العالمي سنة 2010 والايطالي مارشيلو ليبي بطل العالم مع منتخب ايطاليا في2006 والبرازيلي لويس فيليب سكولاري الذي توج ببطولة العالم مع البرازيل في 2002 وغيرهم من الأسماء التي اثبتت نجاح المدرب المحلي في كسب التحدي.

المشاركة في هذا المقال