وجه من كأس العالم روسيا 2018: «سماسرة» السوق السوداء يضربون المونديال

تعد التظاهرات العالمية فرصة هامة لنشاط أحد الأسواق غير المرغوب فيها من الجماهير

والمتمثلة في السوق السوداء التي دائما ما انتظرت الأحداث الهامة لتسجل حضورها سيما أن المكسب مضمون بنسبة كبيرة والساحرة المستديرة في ظل شعبيتها الرهيبة فإنها أرضية ملائمة لنشاط سماسرة السوق السوداء.
مونديال روسيا 2018 هو الآخر عرف تغلغل السوق السوداء التي ضربت كأس العالم سواء قبل ضربة البداية أو أثناء المسابقة حيث مثلت السوق السوداء وجها من وجوه المونديال في روسيا حيث تعددت الشكايات من كافة الجماهير ورغم ما أعلنته «الفيفا» من تدابير إلا أن الأراضي الروسية كانت مرتعا لسماسرة السوق السوداء التي أضرت كثيرا بالمونديال والأكيد أن تقدم المسابقة سيزيد من تغلغل هذه الظاهرة المرفوضة والتي لم يوجد لها حل.

انتشار سماسرة تذاكر المونديال
أكدت الجهات المسؤولة على مدى عام كامل أو أكثر استحالة دخول ملاعب المونديال من دون تذكرة أو بطاقة المشجعين ويتم تسجيل كلتا الوثيقتين مع ضرورة وجود صورة شخصية لمنع وقوع أي خلل ولكن يبدو أن للملعب قواعده الخاصة.
ويبدو ملعب «سبارتاك» في العاصمة الروسية حين تقام على أرضيته مباراة مونديالية مثل سوق ضخمة نظير رغبة شديدة في الدخول إلى الملعب وحضور المباراة ولكن المفاجأة تكمن في أن التذاكر غير متوفرة.
ومر العديد من المشجعين بمواقف عصيبة خلال رغبتهم في حضور المباريات والحصول على التذاكر.

وتجولت إحدى المشجعات حول ملعب سبارتاك قرابة النصف ساعة للبحث عن بائعي التذاكر لكنها بدلا من ذلك شاهدت مجموعة من المشجعات الشابات يحملن أوراقا كتب عليها «نحتاج إلى تذكرة» وكن يخفين الأوراق عند الظهور المفاجئ لرجال الشرطة.
واعترفت تلك المشجعات بأنهن استطعن في مدينة سوتشي شراء التذاكر بسهولة وسرعة أكبر من هنا موجهين النصيحة بعدم دفع أكثر من 300 دولار للتذكرة الواحدة لأن هذه المباراة لا تستحق أكثر من ذلك.
وأراد أحد الشبان المغاربة أن يقدم عرضا لأماكن الفئة الثالثة مقابل 250 دولارا وهذا يعني أغلى من سعرها الحقيقي بمرتين ونصف المرة.

وتقدم بعدها مشجع من الأردن اسمه «تميم» ليشرح كيف نستطيع الكشف عن كون التذكرة حقيقية أم مزورة، وذلك من خلال شعار ملصق في أسفلها، لا يمكن إزالته إذا كانت تذكرة حقيقية مضيفا أنه قبل 6 سنوات خسر في كييف مبلغ 2000 دولار لقاء تذاكر مزورة في نهائي بطولة أوروبا أما في روسيا فلم يسمع بوجود عمليات تزوير.
ونجد في شبكات التواصل الاجتماعي أن هناك صفقات تجارية حقيقية تتم بين المشجعين لبيع وشراء تذاكر المونديال.

تعليق «الفيفا»
يقوم الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» دائما بتذكير جميع مشجعي كرة القدم بأن الموقع الرسمي الوحيد لبيع تذاكر كأس العالم روسيا 2018 هو «FIFA.com/bilet»، وذلك نظرا للطلب الكبير على تذاكر المونديال.
ويحذر بأنه سيتم تلقائيا إلغاء التذاكر التي يتم شراؤها من خلال مصادر أخرى ويمنع مالكوها من الدخول إلى الملعب ويحرمون من التعويض كون البيع غير المشروع للتذاكر يعتبر مشكلة خطيرة يعمل على مكافحتها كما يحاول «الفيفا» الحد من هذه الأنشطة غير القانونية بالتعاون الوثيق مع السلطات المحلية.

ما هي عقوبة بائعي التذاكر غير القانونيين؟
تصل عقوبة التزوير والبيع غير القانوني لتذاكر المونديال إلى غرامة مالية من 500 ألف إلى 1.5 مليون روبل وقد تكون هناك عقوبات أخرى أيضا مثل تعليق أنشطة وفعاليات المؤسسة حتى 90 يوما...أما بالنسبة للأشخاص فالعقوبة تتضمن دفع غرامة مالية قدرها 20 إلى 25 ضعف التكلفة الأصلية على ألا تكون أقل من 50 ألف روبل.
الجدير بالذكر أن بائعي التذاكر الروس ينشطون على شبكة الإنترنت وعلى تطبيق «تيليغرام» إذ يوجد في إحدى المجموعات 2000 شخص ويكون مضمون الرسائل عرض بيع مباراة معينة بقيمة تصل إلى 15000 روبل أما أخرى فتحمل طابعا فكاهيا «كبيع باقة مباراة الأرجنتين الفرصة الأخيرة لرؤية «ميسي» في كأس العالم فهو لن يكون موجودا في البطولة القادمة!».

وتم السؤال عن تذاكر نصف النهائي الذي سيقام في مدينة سان بطرسبرغ وجاء الرد سريعا بأن المجموعة من 4 تذاكر بـ 300 ألف جميعها تذاكر الفئة الأولى ما يدفع لطرح السؤال: من أين للسماسرة هذه الثقة وهذه الإمكانات؟

السوق السوداء تضرب قبل المونديال
في الحقيقة السوق السوداء ضربت المونديال قبل أن يبدأ بأشهر حيث عرضت مواقع إلكترونية تذاكر عدد من المباريات بأسعار خيالية بلغت أحيانا 40 ضعفا فتذاكر مباراة تونس وإنقلترا حدد «الفيفا» سعرها بـ 424 دولارا بينما عرضتها مواقع أخرى أبرزها (تيكومبو وهيب هوب) بـ16686 دولارا وهو سعر موجه إلى الإنقليز بصفة خاصة.
مما دفع «الفيفا» إلى التدخل العاجل وإصدار بيان يحذر فيه الجماهير من شراء التذاكر من مواقع غير مرخص لها.
وتنص لوائح «الفيفا» على معاقبة المشجعين في حال تورطهم بعملية البيع غير القانونية للتذاكر بغرامة مالية تتراوح بين 20 و30 ضعفا من ثمن التذكرة المعروضة للبيع.
أما المؤسسات الروسية والأجنبية فستكون أمام غرامة مالية مرتفعة تصل إلى 500 ألف روبل روسي أي ما يعادل 7000 يورو أو إيقاف نشاطها لمدة ثلاثة أشهر إن روجت أو طرحت تذاكر مباريات المونديال للبيع أما مروجو التذاكر أو ما يعرف بتجار السوق السوداء فعقوبتهم غرامات قدرها 50 ألف روبل أي تقريبا 710 يورو.

التعامل بالدولار
ويسعى مروجو التذاكر إلى كسب المال الوفير من المونديال حيث يشترطون في الغالب التعامل بالدولار وليس بالروبل وذلك لضمان مبالغ عالية ولتفادي المساءلة من البنوك عن مصادر الأموال عند تحويلها من الروبل إلى الدولار في المطار عند مغادرتهم روسيا خاصة وأن المبالغ الجملية خرافية نظرا لعدد التذاكر الكبير الذي روجوه.
ولا شك أن هذه الشبكات المتخصصة في الفساد تقرأ حسابا لكل التفاصيل ولا تترك أثرا للجريمة خلفها حتى وإن ارتكبتها في وضح النهار ووسط عشرات الآلاف من المشجعين ومئات رجال الشرطة.
وحسب أسعار التذاكر النارية خلال الدور الأول من المونديال فإن بطاقات الأدوار المتقدمة نصف النهائي والنهائي ستصل إلى أرقام خيالية وغير متوقعة طالما أن الباحثين عن التذاكر متواجدون بقوة من السياح في موسكو فإن السماسرة سيتحكمون في السعر.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115