انقسامات المكتب الجامعي تبلغ أروقة «الفيفا»

لم يطفئ مرور الأيام مرارة انسحاب المنتخب الوطني من مونديال روسيا ليس لاننا فقط

لم نتأهل الى ثمن النهائي وهو اقل من وعود المدرب الوطني نبيل معلول قبل بداية المغامرة العالمية ولكن لأن الأداء لم يرتق الى درجة الانتظارات وكان كارثيا أمام بلجيكا ومن حسن الحظ أننا واجهنا منافسا اقل منا في الجولة الثالثة وهو منتخب بنما لنتمكن على الأقل من العودة بثلاث نقاط ومعادلة مشاركة المكسيك 1978.
الثابت ان ثورة الجمهور لن تهدأ مالم تتم المحاسبة وتقييم المشاركة تقييما موضوعيا بعيدا عن الحسابات والولاءات،والامر لا يعني نصب المشانق بقدر ما يتطلب ضرورة تحديد اسباب الاخفاق حتى لا تتكرر اسطوانة الفشل التي مللنا تكررها في كل مرة والتعلل بمبررات اخرى بعيدا عن عملية نقد ذاتي يعقبها اعتراف بالخطأ.

اجتماع منتظر للمكتب الجامعي
أكد وديع الجريء رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم خلال ظهوره في برنامج «موندياليست» في الوطنية الأولى انه يجدد ثقته في معلول الذي يتواصل عقده الى 2022 لمواصلة المسيرة في انتظار اجتماع أعضاء المكتب الجامعي قريبا للتباحث في موضوع تقييم المشاركة.
وأضاف الجريء انه يجب عدم هدم ما بناه المنتخب بل معالجة النقائص للتقدم وتحقيق نتائج افضل في الرهانات القادمة خاصة ان نسبة النجاح في سنة من العمل حسب تعبيره بلغت 80 بالمائة مستشهدا بمثال المنتخب الجزائري الذي شارك في مونديال 2010 وحصد نقطة وحيدة وعاد في نسخة 2014 بنفس المجموعة التي بلغت الدور الثاني.
تجدر الاشارة الى أن المدة النيابية لوديع الجريء على رأس الجامعة تنتهي في 2020 مما يطرح نقاط استفهام عديدة ،فمن يضمن ان المكتب الجامعي القادم يريد الإبقاء على المدرب الحالي إلا اذا كان الرئيس الحالي ضامنا مواصلة تسيير دواليب الهيكل المشرف على كرة القدم في تونس.

السليمي تختار التصعيد
لم تكن حنان السليمي العضو في المكتب الجامعي لكرة القدم ضمن الوفد الذي سافر الى روسيا ولكن لم ينل الموضوع حظه في وسائل الإعلام آنذاك حتى لا يتم اتهام السلطة الرابعة بمحاولة تعكير الاجواء قبل المشاركة العالمية.وأكدت امس جريدة «الاسبوع المصور» ان السليمي قررت رفع قضية بالجريء لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» على خلفية اقصائها من رحلة المنتخب الى روسيا وحرمانها من متابعة مباراة تونس وبلجيكا كما تم الاتفاق عليه مسبقا.وبرر المصدرذاته ان السليمي دفعت ضريبة امضائها على بيان المعارضة لقرارات المكتب الجامعي المتعلقة بمباراة الباراج بين اتحاد بن قردان وقوافل قفصة رفقة 4 من زملائها في المكتب الجامعي وهم امين موقو وبلال الفضيلي وسنان بن سعد ومحمد الحبيب مقداد.
لاشك أن اختيار حنان السليمي التصعيد سيشكّل منعرجا جديدا لمستقبل المكتب الجامعي الحالي وقد ينقسم بين مساند للسليمي ومحافظ على ولائه لرئيس الجامعة.

معلول يجني على نفسه
قبل بداية المغامرة العالمية، صرّح المدرب الوطني نبيل معلول ان هدفه مع المنتخب بلوغ الدور ربع النهائي للمونديال، صحيح ان التصريح كان مفاجئا لكن قلنا ان معلول اكثر من يعرف مجموعته ويثق بقدرتها على بلوغ هذه المرحلة. معلول ورط نفسه مع الشارع الرياضي الذي تبنى هذا الوعد ورأى في نسور قرطاج منافسا قادرا على مقارعة انقلترا وبلجيكا لكن مع بداية الرسميات تراجع سقف الطموحات وعوض الاستياء وخيبة الأمل التفاؤل المفرط وأحلام بلوغ دور الثمانية ليبقى التساؤل عن السبب الذي جعل نبيل معلول يطلق وعوده ببلوغ ربع النهائي وهل كان الأمر من قبيل العاطفة والحماس المبالغ فيه أم ان «فورمة» الرصيد البشري في التحضيرات قد غالطته؟

القرعة والصوم ...ولكن ماذا عن «البطولة» المشبوهة ؟
أشار رئيس المكتب الجامعي انه من بين الأسباب التي ساهمت في الانسحاب المخيب من المونديال وقوع نسور قرطاج في مجموعة وصفها بالصعبة ان وجود منتخبنا في المستوى الثالث زاد الطين بلة خصوصا انه حكم عليه بمواجهة منتخبين قويين تنتمي عناصرهما الى اقوى البطولات في العالم قائلا: «اقصى ماكان بمقدورنا تحقيقه هو جمع 4 نقاط وللاسف كنا قاب قوسين من بلوغه لكن الهزيمة ضد انقلترا بعثرت الاوراق».

كما افاد ان تزامن المرحلة الاخيرة من التحضيرات مع شهر رمضان اثر على الجاهزية البدنية في المباريات الرسمية مضيفا: «حاولنا توعية اللاعبين بانعكاسات الصوم على جاهزيتهم فيما بعد لكن لا يمكن ان نجبرهم على الافطار واقول إن منتخبنا دفع ضريبة نقص الخبرة والتركيز والارهاق».
الجريء تطرق الى المجموعة الحديدية والصوم والارهاق ونقص الخبرة ليطمس الاسباب التي تجعل اللاعب التونسي غير قادر على الصمود لمباراة كاملة، في بطولة تسودها الشبهات وتحكمها الولاءات ويطوّع فيها التحكيم لخدمات اجندات معينة لا يمكن ان ننتظر لاعبين قادرين على مقارعة نجوم بلجيكا وانقلترا بل اقصى ما يمكن بلوغه الخروج من الدور الاول والافتخار بالانتصار على منتخب يشارك للمرة الاولى في المونديال.

علي معلول يردّ على منتقديه
لم يخف علي معلول الظهير الايسر للمنتخب والاهلي المصري استياءه من موجة الانتقادات والشتم التي تعرض لها من قبل فئة من الجمهور التونسي اثر لقاء نسور قرطاج مع المنتخب البلجيكي ضمن الجولة الثانية من الدور الاول للمونديال حيث تم اتهامه بأنه كان سببا في هزيمة المنتخب بعد خطأين كلفا شباك فاروق بن مصطفى الهدفين الثاني والثالث.
وكتب معلول في حسابه على انستغرام: «فكرت كثيرًا قبل كتابة هذه الكلمات للرد على الهجوم الذي أتعرض له من قبل اناس يريدون استغلال الأحداث للتهجم علي وهم لا يفقهون شيئا في كرة القدم، أعلم أنني ارتكبت أخطاء في كأس العالم، ولم أكن في أحسن مستوى فني لي، وأتحمل مسؤولية ما فعلته، لكن على الجميع أن يتذكر أنني قدّمت مباريات كبيرة مع المنتخب منذ انضمامي لصفوفه».

وأضاف معلول: «أوجّه رسالة أخيرة لمن شتم عائلتي، انتقد مستواي الفني، لكن لا علاقة للعائلة بهذا الأمر، أحب أن أوجّه الشكر لمن ساندني، ويعرف قيمة معلول، وعلى الجميع أن يتذكر أنني أفضل ظهير أيسر في تونس، وسأستمر هكذا إن شاء الله».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115