خيبة المنتخب الوطني أمام بلجيكا لا تزال تلقي بظلالها: نسق البطولة،لعنة الإصابات وفشل الاختيارات سبب الداء...والمحاسبة ضرورية

رغم مضي اكثر من يومين على الهزيمة المذلة التي تكبدها المنتخب الوطني امام نظيره البلجيكي

يوم السبت بخماسية مقابل هدفين في الجولة الثانية من الدور الأول لمونديال روسيا، فإن الاستياء والخيبة لا يزالان يسيطران على الجمهور التونسي ليس لاننا لم نتوقع الهزيمة امام بلجيكا التي ندرك انها من افضل المنتخبات حاليا ولكن لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع انهيارا بتلك الكيفية ورمي المنديل منذ الشوط الأول وحصيلة قياسية من الاهداف في مرمى فاروق بن مصطفى.

قدم المنتخب التونسي في مباراة السبت المنقضي أسوأ صورة على كرة القدم التونسية من خلال غياب الروح والعزيمة وردة الفعل حيث استسلم اللاعبون للمد البلجيكي منذ الفترة الاولى وجعلوا منتخب الشياطين الحمر في طريق مفتوحة ولولا ألطاف الله لكانت الهزيمة بحصيلة اكبر ورغم ذلك فهي تبقى الأثقل في تاريخ مشاركاتنا الخمسة في كأس العالم.

علي معلول ...كبش الفداء
منذ مباراة السبت وجد المدافع الأيسر للاهلي المصري علي معلول نفسه في فوهة بركان بعد الحملة الكبيرة ضده من اغلب الجمهور الرياضي اثر هفوتين تسببتا في هدفين للمنتخب البلجيكي، ورغم ان معلول لم يظهر منذ بداية المونديال بالأداء الذي عودنا به سابقا لا دفاعيا ولا حتى على مستوى المساندة الهجومية، فإنه من الاجحاف ان نثقل كاهله وحده بالهزيمة وننصب له المشانق، معلول لم يكن على أتم الجاهزية والمسؤولية يتحملها الإطار الفني الذي كان عليه ان يراجع أوراقه بعد المباراة الأولى ولكن رغم ان الجهة اليسرى كانت حلقة مفقودة أمام انقلترا فإنه واصل الاعتماد على علي معلول وكانت النتيجة التي يعرفها الجميع...

أسباب الفشل متعددة
إذا أردنا فتح ملف الأسباب التي جعلت منتخبنا يتكبد هزيمتين في الدور الأول من المونديال ويحزم حقائب الرحيل في انتظار مباراة الجولة الختامية التي ستجمعه بمنتخب بنما يوم الخميس القادم فهي عديدة ومتشعبة والاهم من طرحها ان يتم تجاوزها لاحقا حتى لا نبقى بصدد الدوران في دوامة الفشل، نطوي صفحة خيبة لنفتح أخرى وبين هذا وذاك لا وجود لتقييم او محاسبة فقط كبش فداء في كل مرة لإسكات الأفواه أما أصل الداء فباقون وعن كراسيهم لا يتزحزحون...

من المضحكات المبكيات أننا نريد ان نقارع انقلترا وبلجيكا ببطولة ضعيفة المستوى وزادتها تعاسة مظاهر العنف والفوضى التي تسيطر عليها وفشل منظومة التحكيم والمباريات التي تحسم نتائجها في اروقة الجامعة والرابطة...وفي غياب البرمجة الواضحة على المدى المتوسط والبعيد من الطبيعي ان لا يقدر اللاعبون المحليون على الحفاظ على النسق ذاته طيلة مباراتين امام انقلترا وبلجيكا. في الموسم المنقضي على سبيل المثال ومع ضغط المونديال وتربصات المنتخب تأرجح نسق البطولة بين 3 و4 جولات شهريا واحيانا جولتين وهو نسق ماراطوني لم يتعود عليه سابقا لاعبون ينقصهم التكوين القاعدي على الوجه الصحيح ولاحظنا الإصابات العضلية التي تعرض لها اللاعبون ورحم المنتخب من خدمات طه ياسين الخنيسي قبل فترة قصيرة من بداية الرسميات.

وما دمنا في اطار الحديث عن الإصابات فإنها مثلت كابوسا للمنتخب الوطني بداية بيوسف المساكني مرورا ب محمد أمين بن عمر وطه ياسين الخنيسي ووهبي الخزري الذي لم يشارك في الوديات الأخيرة ولم يظهر في لقاء انقلترا بمردوده العادي.

في المباريات الرسمية، ازدحمت مجددا عيادة المنتخب وبتغييرات اضطرارية حكمت على نبيل معلول بخسارة تغييرات هامة ففي المباراة الاولى خسر نسور قرطاج خدمات الحارس معز حسن بخلع في الكتف وفي لقاء بلجيكا لم يصمد ديلان برون اكثر من نصف شوط اثر إصابة في الركبة دون احتكاك مع المنافس وفي المباراة ذاتها خسر معلول ورقة أخرى بعد اصابة صيام بن يوسف حيث كان من المنتظر غيابه عن اللقاء بسبب بعض الأوجاع على مستوى الفخذلكن معلول اصر على اقحامه وعلاوة على تسببه في ضربة جزاء للبلجيكيين فانه غادر اللقاء متأثرا بالإصابة هو الآخر الأمر الذي عقد حسابات الاطار الفني وقلص أوراقه في المباراة لتقتصر فقط على نعيم السليتي مكان الفرجاني ساسي.علما ان بن يوسف وبرون سيغيبان عن مباراة بنما بما ان الاصابتين اللتين تعرضا لهما تتطلبان راحة بستة اسابيع

لغز الاصابات المتلاحقة يطرح عديد نقاط الاستفهام فوقوع هذه النقائص مع إطار فني كبير يضم معديْن بدنيين واخصائيين في العلاج الطبيعي واطار طبي ومعدات عصرية ومختص في الاشعة يطرح عديد التساؤلات عن تشخيص الاصابات وتحضير اللاعبين وربما ايضا كان من الاجدر انتداب مختص في الاعداد النفسي لترميم المعنويات المنهارة.نقطة أخرى لا يمكن ان نمر عليها مرور الكرام وهي تواصل الاخطاء الدفاعية القاتلة منذ المباريات الودية الأخيرة امام البرتغال وتركيا واسبانيا ورغم ما قيل عن معالجتها فإننا وجدنا انفسنا في كل مرة نكتوي بنارها.

المحاسبة ضرورية...
الغريب انه بعد هذا الخروج المخيب، نجد بعض الأصوات التي تطالب بطي الصفحة والبناء على هذا المنتخب والحال انه لا يمكن البناء على فشل، يجب محاسبة المسؤولين عن المهزلة ومساءلة المدرب الوطني عن برنامج تحضيراته وخاصة تربص قطر في شهر جانفي الذي اطنب في تمجيده وتعديد فوائده في الاعداد البدني للاعبين لكن لم نجد في المونديال سوى 9 لاعبين فقط من الأسماء التي شاركت في تربص قطر فعن اية فائدة نتحدث؟. يجب محاسبة معلول لان كل ممهدات النجاح كانت موجودة من اطار فني وطبي كبير ولكن النتائج لم تكن في حجم الانتظارات.
وتناقلت بعض المواقع خبر اقالة نبيل معلول من مهامه لكن المكتب الجامعي نفى ذلك خاصة ان المنتخب تنتظره مباراة أخيرة في المونديال مع بنما يوم الخميس ومن المنتظر ان يجتمع معلول برئيس الجامعة فور العودة الى تونس.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115