ما بقي من نهائي كأس تونس: تدابير أمنية فاقت التوقعات.. الشغب واصل الظهور ومفارقة غريبة لـ»الرقم13»

أسدل الستار على الموسم الكروي 2017 - 2018 في انتظار ما ستسفر عنه المباراة الفاصلة

بين اتحاد بن قردان وقوافل قفصة لمعرفة كافة أسرار فرق الرابطة المحترفة الأولى في الموسم القادم وكان مسك الختام بمواجهة نهائي تونس التي جمعت النادي الإفريقي بالنجم الساحلي حيث أعلنت محافظة الأفارقة على لقب الأميرة التي واصلت تواجدها في باب الجديد.
كواليس النهائي وصوره قدمت عديد المعطيات وأثارت عدة انتقادات كما أنها مثلت فرصة للنادي الإفريقي لإنقاذ موسمه بحصد لقب الكأس فيما عمقت جراح النجم الساحلي الذي خرج خالي الوفاض في الموسم بعد خسارة معركة وصافة الترتيب إضافة إلى هزيمته في نهائي كأس تونس.
الكل تحدث عن عرس الكرة التونسية إلا أن غياب الجماهير بقرار فوقي إضافة إلى الأحداث التي عرفتها المدرجات جعلت العرس مبتورا وهو ما أثار غضب الجميع في أولمبي رادس خاصة أن التدابير الأمنية كانت مكثفة وتجاوزت كل الحدود والعرف المتعارف عليه في مسابقات الكؤوس.

إجراءات أمنية مكثفة وتفتيش جماعي
تعودنا أن تكون المواجهة الكبرى في كرتنا مصحوبة بإجراءات أمنية مكثفة لكن ما عاشه الجميع في أولمبي رادس في أمسية نهائي كأس تونس كان مبالغا فيه بما أن الإجراءات الأمنية فاقت كل التوقعات والتصورات وصلت إلى حدود مدرجات فارغة تماما من الجماهير رغم طاقة استيعاب الملعب وهو ما أثّر سلبا على مشهد النهائي الذي دائما ما كان بعنوان عرس نهاية الموسم إلا أن التدابير الأمنية أسقطت العرس.

التفتيش كان رهيبا سواء في محيط الملعب أو داخله حيث جند الجميع من أجل التفتيش والبداية كانت بالجماهير المتوافدة على رادس ليشمل أيضا الصحفيين وحتى لاعبي الفريقين ولم يستثن التفتيش رجالات الأمن أيضا بما أننا رصدنا تفتيشا دقيقا لهم من أعوان أمن الرئاسة الذين كانوا الأكثر حضورا في ملعب المباراة.
الإجراءات الأمنية لم تقف عند هذه الحدود وفي سابقة لم تعرفها مسابقة الأميرة قرر أن يصعد إلى منصة التتويج ثلاثي من كل فريق يتكون من رئيس النادي وقائد الفريق والمدرب وهو ما استجاب له الإفريقي والنجم الساحلي.
وأمام المنصة الشرفية تم تركيز بلور واق من الرصاص في إجراء أمني غير مسبوق فيما كانت لمضخمات الصوت الدور السلبي بما أنها أثرت على الجميع وحتى على اللاعبين لتكون التدابير الأمنية الخاصة على بنهائي كأس تونس أكثر السلبيات لنهاية الموسم الكروي والتي كانت محل انتقادات واسعة.

وزراء في «المدرجات»
في مشهد غير مسبوق لم تستقبل المنصة الشرفية إلاّ رئيس الجمهورية «الباجي قائد السبسي» ورئيس الحكومة «يوسف الشاهد» ورئيس مجلس النواب «محمد الناصر» إضافة إلى وزيرة الشباب والرياضة «ماجدلين الشارني» ورئيس الجامعة التونسية لكرة القدم «وديع الجريء» دون نسيان رئيس النادي الإفريقي «مروان حمودية» ورئيس النجم الساحلي «رضا شرف الدين» إضافة لبعض الوجوه السياسية.

في المقابل كان الاعتقاد أن يكون وزراء الحكومة الذين حضروا مواجهة النهائي من بين الحاضرين في المنصة الشرفية إلا أن التدابير الأمنية فرضت غير ذلك. وفي ظل اقتصار الحضور الجماهيري على «الفيراج» و«البليوز» فإن كافة الوزراء الذين حضروا مواجهة النادي الإفريقي والنجم الساحلي تواجدوا في المدرجات في مشهد عرف تفاعلا كبيرا من الحاضرين في الملعب إضافة لمواقع التواصل الاجتماعي كما شهدت المدرجات تواجد عدة وجوه سياسية من كافة الأحزاب والتي واكبت الدور النهائي وتفاعلات مع النتيجة النهائية.

الشغب يحضر كالعادة
لم يخل نهائي كأس تونس من الصور المعتاد بخصوص الشغب الجماهيري الذي سجل حضوره رغم العدد المحدود من الجماهير وانطلق الشغب الجماهيري في مدرجات النجم الساحلي ما بين الشوطين ليزيد الهدف الثاني للنادي الإفريقي في توتير الأجواء في المدرجات الجنوبية لملعب رادس والتي كادت تقود إلى كارثة بعد إصابة مدافع النادي الإفريقي فخر الدين الجزيري بشمروخ...

أما في الجهة المقابلة فإن مدرجات جماهير الإفريقي بدورها عرفت مشاهد العادة بالكر والفر بين الجماهير ورجال الأمن حيث ألقيت المقذوفات واشتعلت الشماريخ وهو ما تطلب التدخل بالغاز المسيل للدموع في مشاهد كنا نتصور أنها لن تسجل حضورها في لقاء نهائي الكأس خاصة مع التدابير الأمنية الكبيرة إلا أن الشغب وعنف الملاعب واصل نخر الكرة التونسية.

مفارقة الرقم «13»
يتشاءم الأوروبيون من الرقم «13» حيث يعتقدون أنه رقم لا يجلب الحظ إلا أن أمسية نهائي كأس تونس قدمت الرقم «13» كفأل حسن لحامل الأميرة لهذا الموسم النادي الإفريقي حيث حقق الأحمر والأبيض كأسه رقم 13 منذ تأسيسه كما أن حامل الكأس كان القائد وسام يحيي الذي يرتدي القميص رقم»13» في مفارقة فرضها النهائي الذي شاءت الصدفة أن يكون يوم 13 ماي الجاري.
قائد الإفريقي صابر خليفة فضل أن يحمل وسام يحيي شارة القائد في النهائي لتأكيد أن الرقم»13»سيميز رفع الإفريقي لكأس تونس للموسم الكروي 2017 - 2018 وبذلك فإن حضور الرقم «13» في أمسية 13 ماي حضورا مميّزا.

أعرض فارق بين فريقين في النهائي
سجل النادي الإفريقي نفسه في سجلات أرشيف سباق الأميرة التونسية بما أنه بات الفريق الأول الذي سجّل نتيجة عريضة في نهائي كأس تونس بعد أن أمطر شباك النجم الساحلي برباعية مقابل هدف لتكون نتيجة أمسية 13 ماي الأعرض في تاريخ مسابقة الكأس...
الرباعيات سجلت حضورها في نهائي الكأس سابقا وكانت في يوم 29 أوت 2015 حين فاز النجم الساحلي على الملعب القابسي بنتيجة 4-3 في المقابل لم يسجل تاريخ الكأس منذ الاستقلال نتيجة عريضة مثلما انتهت بها مواجهة الإفريقي والنجم في نهائي الموسم الحالي حيث تؤكد الإحصائيات أن أعرض نتيجة في الدور النهائي لكأس تونس قبل الاستقلال حققها «راسينغ كلوب» بفوزه على «الملعب الغولي» موسم 1931/ 1932 بعد فوزه بخمسة أهداف مقابل صفر في مباراة معادة بعد أن انتهت المواجهة الأولى بالتعادل بهدف من الجانبين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115