اليوم الساعة 18.30: المنتخب الوطني – المنتخب الليبي (الجولة السادسة من تصفيات كأس العالم): 90 دقيقة تفصل نسور قرطاج عن التحليق في سماء روسيا

في موسم علّقنا عليه آمالا ان يكون الأفضل للفرق التونسية لبسط نفوذها في المسابقات القارية، جاءت الوقائع مغايرة وتجرّعنا الخيبة تلو الأخرى

عسانا نقتنع انه آن الأوان لإصلاح وضع الكرة التونسية، ليس من السهل وجود أربعة أندية تونسية في ربع نهائي المسابقتين الإفريقيتين لكن الأمرّ خروجها المخيب وبكيفية غريبة أمام منافسين كنا الأقوى منهم لكن منطق التعالي والغرور من جهة والفوضى التي لم تعد خافية عن العيان في كواليس «الرباعي الكبير» جاءت لتعلن ضرورة وضع الإصبع على الداء وعدم الوقوف على أطلال الزمن الجميل التي سيطرنا فيه بالطول والعرض على القارة السمراء.

في ظلّ الحصاد السلبي للأندية التي غادرت السباق خالية الوفاض، يعلق الجمهور الرياضي اليوم آماله على المنتخب الوطني حتى يعلن موعدا مع فرحة العبور الى المونديال بعد جفاء دام 12 سنة لكن الأمر يتطلب تجاوز امتحان المنتخب الليبي الذي يضرب معه نسور قرطاج موعدا في السادسة والنصف من مساء اليوم بالملعب الاولمبي برادس ضمن الجولة الختامية من تصفيات المونديال في مواجهة يحتاج فيها منتخبنا الى نقطة التعادل لتسجيل الحضور في النهائيات الروسية الصائفة القادمة ولكن زملاء يوسف المساكني الذين امسكوا بريادة المجموعة الأولى لا نخال ان الفوز سيكون عصيا عليهم حتى يكون التأهل عن جدارة.

مواصلة المسيرة الايجابية
لم يكن من السهل على المنتخب الوطني أن يحافظ على ثبات نتائجه خاصة مع رياح التغيير التي عصفت بمصير المدرب السابق الفرنسي البولوني هنري كاسبرجاك واعادت الاعتبار للمدرسة التونسية من خلال نبيل معلول الذي استلم القطار وهو يسير وكان امام مسؤولية كبيرة خاصة انه تسلم المقاليد الفنية وفي رصيد نسور قرطاج 6 نقاط من انتصارين في التصفيات النهائية امام كل من غينيا وليبيا وكان لا بد من مواصلة الحصاد الايجابي فتحقق الفوز على الكونغو الديمقراطية في تونس (2 - 1) والتعادل مع نفس المنافس خارج الديار (2-2) قبل الفوز العريض في الجولة الخامسة على غينيا في عقر دارها برباعية مقابل هدف وهي حصيلة أهلته لاحتلال طليعة المجموعة الاولى بـ13 نقطة بفارق 3 نقاط عن ملاحقه منتخب جمهورية الكونغو. ولا شك أن معلول يطمح الى إنجاح مهمته وقيادة المجموعة اليوم الى تحقيق الفوز والتأهل الى المونديال. وفي هذا السياق حرص الإطار الفني في الحصص التدريبية الأخيرة على ضبط بعض الجوانب الفنية وخلق الانسجام بين اللاعبين والنجاعة والفاعلية من خلال إخضاع زملاء وهبي الخزري لبعض التمارين الخصوصية والوضعيات التكتيكية على مستوى التنشيط الهجومي والتغطية الدفاعية إلى جانب التركيز على الكرات الثابتة. المؤكد ان المباراة لن تكون سهلة فالمنتخب الليبي فقد كل آمال التأهل وهو ما سيسمح له بخوض المباراة دون ضغط وقد يخلق بعض المتاعب لنسور قرطاج الأمر الذي يتطلب الحذر على مستوى الخط الخلفي وحسن التعامل مع مجريات المباراة، والحضور الذهني من الاهمية بمكان وهو ما جعل المدرب نبيل معلول يحرص في الأيام الماضية على عقد لقاءات فردية وجماعية مع اللاعبين لتأطيرهم و الإحاطة بهم...

معنويات مرتفعة
رغم قيمة الرهان وضغط المباراة بالنسبة الى بعض الأسماء التي لا تزال تشق خطاها الاولى على المستوى الدولي فإن اصداء التربص بطبرقة كشفت انضباط اللاعبين وجديتهم وحرصهم على تقديم أفضل ما لديهم في مباراة اليوم خاصة ان التأهل الى المونديال يفتح اكثر من واجهة فهو يسمح للاعبين بتسجيل أسمائهم بأحرف من ذهب في التاريخ كما يفتح أمامهم سبل تجارب احترافية جديدة لكون كأس العالم محل متابعة من عدة أندية ووكلاء أعمال عالميين...

وتتالت الأخبار السارة على اجواء المنتخب رغم البداية الصعبة التي جسمتها إصابة متوسط الميدان محمد امين بن عمر ثم تعافيه ثم اصابة مدافع الاهلي علي معلول الذي قيل انها تتطلب راحة باسبوعين لكن بفضل المجهود الكبير الذي بذله الإطار الطبي والمعد البدني فإن كل المؤشرات توحي أن معلول قادر ان يكون على ذمة الإطار الفني بعد ان عاد للتدرب بالكرة ويبقى الغياب الوحيد المؤكد متعلقا بمتوسط الميدان نعيم السليتي الذي لا يزال يخضع لبرنامج تأهيلي.

مهمة صعبة
يخطئ من يعتقد أن المنتخب الوطني سيكون في طريق مفتوحة للفوز في لقاء اليوم ويجانب الصواب من يرجّح لغة الورق فالمنافس لم يعد له ما يخسر وغياب الضغط سيفتح امامه ابواب ابراز امكانياته خاصة انه يمتلك لاعبين مميزين على غرار أحمد بن علي، لاعب بيسكارا الإيطالي، وحمدو الهوني الذي يلعب في الفريق الثاني لنادي بنفيكا البرتغالي والمعتصم المصراتي محترف فيتوريا غيماريش البرتغالي.كما أن كونها مباراة دربي تجعل أمر حسمها من أحد المنتخبين صعبا وهو ما أكده يوسف المساكني نجم المنتخب في تصريحه لموقع «الفيفا»: «لسنا متخوفين من ليبيا لكننا مطالبون بأخذ احتياطاتنا، لأن ليبيا منتخب لديه تقاليده في كرة القدم ودائماً تكون المباريات بيننا وبينهم صعبة...لا أتذكر أننا فزنا عليهم أو فازوا علينا بأريحية، ففي كل مرة تنتهي المباريات بهدف لصفر أو على الأكثر بهدفين لهدف واحد».

حضور جماهيري قياسي ودخلة خاصة
منحت السلط الأمنية الضوء الأخضر لدخول 50 ألف متفرج لمباراة اليوم بين المنتخبين التونسي والليبي ورغم الاصداء الواردة عن الإقبال غير الكبير على التذاكر فإن كل المؤشرات توحي ان انطلاقة مباراة اليوم ستكون أمام شبابيك مغلقة فالتأهل الى المونديال حدث فريد يتطلع له الشارع الرياضي التونسي بشغف خصوصا بعد غياب نسور قرطاج عن دورة جنوب إفريقيا 2010 والبرازيل 2014، الثابت أن الساعات الأخيرة قبل ضربة بداية اللقاء ستعرف إقبالا على اقتناء التذاكر حتى يكون الجمهور في الموعد لتحفيز زملاء يوسف المساكني علما أن أبواب ملعب رادس ستفتح بداية من منتصف النهار وستغلق قبل ساعتين من ضربة بداية اللقاء أي في الرابعة و النصف مساء. وحسب الأصداء المتداولة فإن مدرجات ملعب رادس ستشهد اليوم دخلة متميزة تتمثل في عرض جميع شعارات الأندية التونسية على كامل المدارج فضلا عن فقرات تنشيطية قبل بداية المباراة.

برنامج اليوم
الساعة 18.30
ملعب رادس: المنتخب الوطني – المنتخب الليبي
ملعب الشهداء: منتخب جمهورية الكونغو – المنتخب الغيني

الترتيب
1 - المنتخب الوطني 13
2 - منتخب جمهورية الكونغو 10
3 - المنتخب الغيني 3
4 - المنتخب الليبي 3

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115