كرة اليد: النجم يؤكّد السيطرة مبكّرا.. ولكن أيّ حظوظ للإفريقي والترجي خلال هذا الموسم؟

لا يمكن لأحد أن ينكر أن النجم الساحلي قد أكد ومنذ الجولات الأخيرة من مرحلة التتويج لبطولة الموسم الماضي وفوزه بلقب الكأس عن جدارة واستحقاق على حساب النادي الافريقي رغم كل الصعاب التي عاشها والنتائج السلبية التي تكبدها أنه عائد بقوة وأنه سيعد العدة كما يجب لهذا الموسم حتى يكون موسمه متميّزا وهذا بان جليا في أول اختبار بعد تغلبه

عن استحقاق وبفارق خمسة أهداف كاملة على حامل اللقب الترجي الرياضي خلال الجولة السابعة من بطولة هذا العام.

سيكون رقما صعبا هذا الموسم دون ادنى شك وستكون له الكلمة الفيصل وألقاب الموسم والى حد الان تبدو من نصيبه، هو النجم الساحلي الذي صمد ولم يهتز عرشه رغم كل المشاكل التي عاشها العام الماضي فالكل يذكر أن الفريق انقاد الى هزائم غير متوقعة ومن فرق مغمورة بسبب عدم قدرة الهيئة المديرة على سداد مستحقات اللاعبين لأشهر طويلة ولكنه حافظ في المقابل على الهدوء داخل أسواره وتمكن بحنكة من تجاوز كل تلك العراقيل وبلغ مرحلة التتويج وكان قريبا من اللقب لولا بعض الاخطاء.. النجم صنع من الضعف قوة وبلغ نهائي الكأس وتمكن من انقاذ موسمه بتاج أعاد له هيبته وأكد بعده أنّه فريق لا تهزمه المشاكل ولا ينحني أمام أولى الخيبات وهذا ما فشل فيه في المقابل أكثر من فريق في مقدمتها النادي الافريقي.

بثقة كبيرة في النفس واصلت الهيئة المديرة برئاسة الثنائي زياد نطاط وأمين الرايس عملها وتمسكت بقراراتها رغم كل الانتقادات فجددت الثقة في المدرب سامي السعيدي وواصلت عملها في صمت وتمكنت من الحسم في أهم الصفقات بعد أن أقنعت الحارس الأول للفريق ماجد حمزة بالتوقيع رغم العرض المادي المغري الذي وصله من الترجي وحازت بحنكة على خدمات صانع الألعاب صبحي سعيد وأقنعت جهاد جاب الله وسيف الدين حميدة بالمواصلة وانتدبت أكثر من لاعب شاب هذا كله حصل في الوقت الذي كان يظن البعض أن النجم لن يصمد أكثر.

بخطى ثابتة
يسير النجم الساحلي الى حد الان بخطى ثابتة بعد سبع انتصارات متتالية عن جدارة واستحقاق، فريق جوهرة الساحل رتب بيته كما يجب وبات يملك مجموعة تمزج بين الخبرة والطموح وتضمن عناصر لها من الامكانيات الفنية والبدنية ما يمكنها من قيادة الفريق نحو تتويجات هذا الموسم.. النجم والى حد الان أكد أنه سيكون له نصيب الأسد من ألقاب هذا الموسم والفريق وبهذا المردود سيكون بمقدوره العودة الى المنافسات الافريقية من اوسع أبوابها بما أنه سيشارك في منافسات بطولة افريقيا للأندية الفائزة بالكأس خلال نسختها القادمة وحظوظه تبدو أكثر من وافرة بعد المردود المتواضع الذي ظهر به الزمالك والأهلي المصريين وفرصته ينتظر أن تكون اكثر من وافرة في العودة الى المراهنة على السوبر القاري وبطاقة مونديال الأندية.. النجم عاد الى موقعه الطبيعي واستعاد بريقه بفوزه على الترجي في انتظار التأكيد في كلاسيكو الافريقي.

«لاتو» و»السراي» سبب البلية
كان من المفروض أن يكون الترجي الرياضي من أقوى الفرق هذا الموسم وأن يواصل الفريق تألقه بحكم الرصيد البشري الذي يضمه في صفوفه ولكن حصل ما لم يكن في الحسبان بسبب القرارات الخاطئة من الهيئة المديرة التي لم تحسن التصرف في الكم الهائل من نجوم الفريق الذين كانوا على ذمتها، لسعد السراي وبقدومه أقدم على افراغ الترجي من أبرز السواعد ومن أبناء الفريق الذي خسر الموسم الماضي ستة لاعبين دفعة واحدة حسام حمام ومراد الستاري والناصر قعباب وجابر اليحياوي والياس الحشيشي الذي تمت اعارته الى جمعية الحمامات وسليم الزهاني الذي استعاده في اخر لحظة وهذا العام واصل في السياسة ذاتها بعد أن وضع حدا لمسيرة اللاعبين الركائز على غرار أنيس المحمودي وكمال العلويني ومروان شويرف ويوسف بن علي وبسام مرابط وحرم الترجي من خدمات أبرز لاعب في كرة اليد التونسية الحارس مروان مقايز وقام بانتدابات ليست في حجم الفريق وفرط أيضا في أكثر من لاعب شاب أنفق الترجي أموالا طائلة مقابل تكوينهم في الوقت الذي كان يجدر به التعويل عليهم ضمن فريق الأكابر..، تلك الاستبعادات تم ارجاعها الى أسباب تأديبية وهذا يقيم الدليل مجددا على فشل الهيئة المديرة والمدرب على حد السواء بما أن الرصيد البشري الذي كان موجودا في الترجي لو توفر في فريق اخر ولدى مدرب غير «لاتو» لفاز معه برباعية كاملة.
تشبثت الهيئة المديرة للترجي بالمدرب «دينيس لاتو» الذي لم يقدم أية اضافة منذ قدومه الى الفريق في الوقت الذي كان يجدر بها تصحيح الخطأ وإقالته ولكنها منحته فرصة للمواصلة هذا الموسم والحصيلة أنه وبأخطائه حرم الفريق منذ أيام من تاج بطولة افريقيا للأندية البطلة وقاده الى هزيمة في كلاسيكو النجم قد تكون المنعرج في بقية المشوار بالنسبة للفريق.

سيكون لزاما على أعلى سلطة في الترجي مراجعة عدة نقاط اذا أرادت انقاذ موسم فريقها مبكرا وقبل فوات الأوان فمن لا يقدم الاضافة عليه أن يغادر مهما كان موقعه ففريق في عراقة فريق باب سويقة يستحق الأفضل والأجدر ولا يقف على مدرب أو مسير ربما لم يدرك بعد أنه فشل في مهامه.

الافريقي ضحية الهيئة المديرة
يبدو موسم النادي الافريقي أكثر صعوبة وتعقيدا بعد الهزيمة التاريخية التي عاد بها مؤخرا أمام نادي جمال، هزيمة أكدت ضبابية المرحلة القادمة وأن الفريق لن يقدر على المراهنة على تتويجات هذا الموسم بما أن خسارته كبيرة بعد خروج كل الركائز باستثناء الحارس مكرم الميساوي الشيء الذي أجبره على التعويل على خدمات شبان الفريق ودخل عنوة في هذا الوضع بسبب سياسة اللامبالاة من رئيسه المستقيل سليم الرياحي والمشاكل التي عاشها على مستوى رئاسة الفرع.
لن يكون بإمكان النادي الافريقي الذهاب بعيدا هذا الموسم وقد يكتفي بمركز ثالث أو رابع في ترتيب البطولة وبالوصافة في الكأس ان أسعفه الحظ ولم يواجه الترجي أو النجم في أدوراه المتقدمة ولكن المؤكد أنه سيتمكن في المقابل من اعداد مجموعة تكون قادرة على حمل المشعل وجاهزة للموسم القادم فالفريق سبق له أن عاش مثل هذه الوضعية وتمكن من تجاوزها أيضا مع المدرب الحالي حافظ الزوابي يبقى أنه على الهيئة المديرة تحديد ملامح خطة واضحة إذا أرادت تأكيد جدارتها بالمهمة على رأس فريق في حجم النادي الافريقي.

جمال النقطة المضيئة
يسير نادي جمال الى حد الان بخطى ثابتة في سباق البطولة، فالفريق حقق المهم وخرج بانتصار مستحق في الجولة الأخيرة على حساب النادي الافريقي ونتائجه الى حد الان تقيم الدليل القطعي على العمل الكبير الذي يقوم به الاطار الفني بقيادة كمال هديدر.. نادي جمال استطاع التربع على عرش المركز الثالث لأول مرة في تاريخه وافتك مكانا بين الكبار عن جدارة والفريق سيكون بمقدوره تحقيق الأفضل لو واصل بهذه الروح وهذا المردود.
سبق لنادي جمال في 2015 وفي موسم الصعود أن حقق نتائج أكثر من طيبة سواء في سباق البطولة أو الكأس التي خسر تاجها امام النادي الافريقي وسيكون بإمكانه اعادة الكرة في ظل تقارب مستوى كل الفرق حتى الكبرى منها باستثناء النجم الساحلي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115