الترجي الرياضي المؤدب يرمي المنديل

التضحيات الكبيرة لرئيس الترجي حمدي المؤدب على امتداد 10 سنوات على رأس الترجي والمبالغ المالية التي ضخها في خزينة النادي والانتدابات القيمة التي كانت وراء تتويج الفريق بمختلف الألقاب المحلية منها والقارية وعلى رأسها رابطة الأبطال الإفريقية لم تمنع الأخير من اتخاذ قرار شكل صدمة لجماهير الترجي باختياره الانسحاب من رئاسة النادي.

خطوة غير متوقعة جاءت بعد انسحاب الفريق من كاس رابطة الأبطال الإفريقية على يد ممثل كرة القدم المصرية الأهلي المصري وردود فعل الجماهير العريضة التي لم تتقبل الهزيمة وطالبت المؤدب بإحداث تغييرات جذرية انطلاقا من الإطار الفني وصولا إلى اللاعبين الذين باتوا عاجزين على تقديم الإضافة كما هو الحال مع بقير والذوادي و بن شريفية...

الضغط يخلف الانفجار
ضغوطات الجماهير جعلت رئيس الترجي يختار غلق هاتفه الجوال وعدم التواصل مع المسؤولين ليتخذ قرار الانسحاب بعد 72 ساعة دون تبريرات مكتفيا بمراسلة الكتابة العامة مع تكليف لجنة بتسيير الأعمال إلى غاية الاتفاق عن موعد عقد جلسة عامة انتخابية لتحديد الرئيس الجديد للنادي.

توقيت صعب
اختيار المؤدب الانسحاب في هذا التوقيت بالذات سيكون له تأثير كبير على الفريق في ظل البرامج التي تم ضبطها والمتعلقة أساسا بالمائوية والتحضيرات الضخمة والمبالغ المالية الهامة التي تم ضبطها للاحتفال بمرور قرن على تأسيس شيخ الأندية التونسية إضافة إلى المصاريف الكبيرة والرواتب الخيالية التي تتقاضها الأسماء الحالية قد تجعل إيجاد بديل للرئيس الحالي أمرا مستبعدا أن لم يكن مستحيلا وخير دليل عدم بلوغ إدارة الفريق خلال الجلسات الانتخابية الأخيرة أي ترشح لمزاحمة المؤدب على رئاسة النادي.

جماهير الفريق تتفاعل
جماهيــــــر الترجي ســرعان ما تفاعلت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مــــع الخبر مؤكــدة أن ردود الأفعال وموجة الغضب التي كانت عليها في مدارج ملعب رادس كانت في حجم الخيبة ولم تشمل انتقاد رئيس ناديها بل الإطار الفني الذي طالبت برحيله إضافة إلى بعض اللاعبين الذين يتمتعون برواتب خيالية مقابل التمارين ومتابعة المقابلات من المدارج.

محاولات لإقناع المؤدب بالتراجع عن قراره
المؤدب لم يفاجئ فقط الجماهير بل المسؤولين والمسيرين الذين وجدوا أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه بما أنّ كل صغيرة وكبيرة في النادي سواء على مستوى التنظيم أو التسيير أو الرواتب تمر على رئيس النادي بدرجة أولى ليكون بيده القرار الأول والأخير وفي هذا الإطار علم «المغرب» أن محاولات الاتصال بالمؤدب متواصلة لإقناعه بالتراجع عن قراره إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل نظرا لاختيار الأخير غلق هاتفه الجوال.

هل هو مجرد تهديد؟
إعلان حمدي المؤدب عدم قدرته على مواصلة المشوار في أكثر من مناسبة ولعل آخرها خلال الجلسة العامة العادية الأخيرة ثم تراجعه عن قرار الرحيل وبذله مجهودا مضاعفا على المستوى المادي بانتدابات من الحجم الثقيل وتوفير جميع سبل الراحة إضافة إلى المجهود البدني بتواجده بانتظام في تمارين الفريق وقيادته جميع الرحلات خارج حدود الوطن جعل الجماهير تتحدث رغم تغير مضمون التلويح بالاستقالة من مجرد تصريحات إلى مراسلة رسمية أن المؤدب أراد أن يشعر لاعبيه بحجم المسؤولية وأن الأمور ستعود إلى نصابها رغم أن المؤشرات الأولية تؤكد أن رئيس النادي الذي غادر ملعب رادس في حالة غضب كبيرة لن يتراجع عن قراره الذي لم يكن وليد الصدفة بل بعد تفكير عميق.

المؤدب الوحيد القادر على إخراج الترجي من هذا المأزق؟
في انتظار الجلسة العامة الانتخابية فان فرضية تقدم مرشح ليكون خليفة للمؤدب على رأس الترجي سيتعلق أساسا بمدى وعود المؤدب رغم ابتعاده عن المشهد الرياضي على مواصلة دعم الفريق ماديا خاصة أن المعلومات تؤكد أن رئيس الترجي بمفرده من كان يعمل على دعم خزينة النادي وتغطية العجز المادي الذي ناهز 10 مليون دينار خلال الموسم الماضي وهي فرضية قد تجعل من الرئيس القادم للترجي إذا لم يتراجع المؤدب عن قراره من المقربين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115