خلاف الجامعة و مؤسسة التلفزة: مباريات دون أرشيف وجمهور في التسلّل بسبب تعنّت الطرفين

سيسجّل التاريخ ان الجولة الافتتاحية في الرابطة الاولى لموسم (2017 - 2018) مرت مرور الكرام دون ارشيف يوثقها أو صور تخلّد أحداثها وسيذكر التاريخ ان بطولة يقولون إنها الاولى عربيا وافريقيا عادت بمشاكلها وفضائحها وبدعها وكأننا بها تعاقدت مع الصور القاتمة الى درجة بتنا خلالها نأمل في كلّ مرة أن يكون ذلك آخر ما تجود به.

انتظر الجمهور الرياضي بشغف عودة نشاط البطولة وهو المتعطش لمواكبة الوجه الجديد لفرقه بعد التغيير الذي شملها في فترة الانتقالات الصيفية لكنه وجد نفسه في التسلل بسبب الاشكال الحاصل بين مؤسسة التلفزة التونسية والجامعة التونسية لكرة القدم وحتى بعض المواقع على صفحات التواصل الاجتماعي التي اجتهدت فإنها فشلت في تقديم صورة واضحة تشفي غليل الجمهور. هذا الذي يسدّد معلوم الاذاعة والتلفزة في فاتورة الكهرباء يجد نفسه يدفع فاتورة نزاع ليس له فيه ناقة ولا جمل ولكن لانانية الطرفين المتنازعين اللّذين لم يفكرا سوى في مصالحهماو وحتى المناوشة التي حصلت بين لسعد الدريدي مدرب النادي البنزرتي ورضا الجدي المدرب المساعد للنجم الساحلي فإنها بقيت رهينة روايات جانبية وصور جامدة لم تبيّن من «المتهم ومن الضحية»...

التوقيت الخطأ
من المضحكات المبكيات ان الجامعة التونسية لكرة القدم التزمت الصمت طيلة الصائفة واختارت فتح ملف اخلال مؤسسة التلفزة بالعقد المبرم بين الطرفين اياما قليلة قبل ضربة بداية البطولة وكأن الامر لم يكن جليا إلا لما فتحت الجامعة صفحة البطولة فتفطنت الى ان التلفزة اخلت ببنود العقد خلال الموسم الماضي حيث يطالب المكتب الجامعي مؤسسة التلفزة بتسديد 950 ألف دينار بعنوان خطية مالية بسبب إقدام التلفزة على تقديم فقرة الموفيولا في حصّة الأحد الرياضي خلافا لما هو منصوص عليه في العقد الذي جمع الطرفين إضافة الى 150 ألف دينار بسبب عدم نقل التلفزة ثلاث مباريات من بطولة الموسم الماضي. ورغم تدخل سلطة الاشراف المتمثلة في وزارة شؤون الشباب والرياضة التي كان مقرها شاهدا على اجتماع بين طرفي النزاع على امل ايجاد حل ينهي فتيل الازمة فإن خلاصة اللقاء لم تخل من خطابات ديبلوماسية انتهت بالتصريح ان الحوار كان جديا بين الطرفين وأنهما مستعدان للتحاور والتفاوض وتجاوز كل الخلافات القائمة. وحتى مع الخطاب الرنان للجامعة فإنه لم يخل من رمي الكرة في ملعب التلفزة من خلال دعوتها الى طاولة التفاوض و الابتعاد عن التصريحات الجانبية، وفي الوقت الذي يؤكد فيه اهل القرار في الجامعة انهم لن يسمحوا للتلفزة الوطنية ببث المباريات مالم تسدد الخطية المنصوص عليها بالعقد فإن موقف ادارة التلفزة لا يقل صلابة حيث ترفض الرضوخ لمطالب الجامعة وتعتبر ان ما تأتيه هذه الاخيرة يعد حرمانا من حق النفاذ الى المعلومة. وان يمكن الاقرار بأن المكتب الجامعي اختار التوقيت الخطأ لفتح هذا الملف فإن مؤسسة التلفزة التونسية تتحمل بدورها المسؤولية في الاخلال ببنود عقد درسه اهل القرار فيها بنقاطه وشروطه وذيلوه بإمضائهم لكن تم خرقه لأسباب غير مفهومة، ليبقى التساؤل قائما هل سيتم بلوغ حل في الايام القليلة القادمة خاصة ان الجولة الثانية من سباق البطولة تجرى يومي السبت والاحد؟

تصفية حسابات؟
تابع الجمهور الرياضي في الموسم المنقضي تفاصيل الخلاف بين وديع الجريء رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم ورازي القنزوعي مقدم يرنامج الاحد الرياضي التي بدأت بحرب باردة سلاحها البيانات وامتدت لتبادل الاتهامات بصفة علنية على شاشات التلفاز وحتى المحاولات الصلحية فقد كان مآلها الفشل امام تعنّت الرجلين.
البعض ربط اصرار المكتب الجامعي لكرة القدم على فتح ملف الاخلال ببنود العقد مع المكتب الجامعي بكونه تصفية حسابات بين الجريء والقنزوعي وسعيا للإطاحة بهذا الاخير خاصة ان مؤسسة التلفزة التونسية اعلنت ان رازي القنزوعي سيحافظ على موقعه مقدما للأحد الرياضي بل سيشرف على برنامج جديد سيتم بثه يوم الاربعاء. الثابت ان حل الازمة ليس بالأمر الهين في بلد لا نفرّق فيه بين العمل والظروف الخاصة وخلاف احد الاطراف مع وديع الجريء يتطلب منه ان يرفع سقف استعداداته الى اقصى الدرجات لأنه سيشن عليه حربا شعواء ولا يهمه الاطراف التي تدفع ضريبتها مادامت في النهاية توفر له قدرا من رد الاعتبار.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115