بين رهانات النجاح والانسحابات: هل تنجح تجربة العودة للبطولة العربية؟

في خضم الأوضاع الأمنية والسياسية التي تعيشها جل البلدان العربية وانتشار آفة الإرهاب تبقى الكرة هي المتنفس الوحيد وربما تكون أيضا الوسيلة الأبرز لتحقيق الوحدة التي عجزت عنها اجتماعات القادة والحكام وزادتها تداعيات الإرهاب حدّة، والشعار المعروف انه «في الاتحاد قوة» إلا العرب فكلما اجتمعوا زادت خلافاتهم حتى وان حاولوا إخفاء الأمر ببعض الابتسامات الصفراء أمام عدسات الكاميرا.

تعود مسابقة البطولة العربية للأندية للحياة بعد عملية موت سريري ناهزت 4 سنوات ويحتضن ملعبا برج العرب والإسكندرية المسابقة من 22 جويلية إلى 5 أوت بمشاركة 12 فريقا من قارتي آسيا وإفريقيا على أمل ان تكون أول خطوة في استعادة اشعاع البطولة في نسختها السابعة والعشرين خاصة انها بدأت بخطى متعثرة في الثمانينات ثم توقفت لتعود في التسعينات بهويتين مختلفتين «البطولة العربية أبطال الكؤوس» و«بطولة النخبة العربية» ثم عرفت ركودا جديدا الى غاية 2003 موعد عودتها لمدة 10سنوات لانها توقفت مرة اخرى منذ تتويج اتحاد الجزائر بلقبها سنة 2013.

انسحاب وعودة
على خلاف البطولات العالمية التي يتم خلالها ضبط برمجة على المدى المتوسط والبعيد فإن الرؤية في الدول العربية تقتصر على عدة أمتار وغالبا ما تكون على مرمى قدم لذلك من الطبيعي أن يكون مآلها الفشل أما النجاح فهو استثناء. في النسخة الحالية من البطولة العربية، لم تشذ عادة قرارات اللحظات الأخيرة على القاعدة، فرغم كون المسابقة غير معترف بها على الصعيد الدولي من الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» فإن اللجنة المنظمة اختارت تبني قراره في تجميد نشاط الكرة السودانية وبالتالي إبعاد المريخ السوداني من المشاركة في البطولة. هذا المعطى طرح عديد الإشكاليات وتراوحت المواقف بين تعويض المريخ بفريق آخر و الاقتصار على عدد الفرق المشاركة والى حدود الساعات الماضية لم يتخذ أي قرار نهائي إلى أن تلقى المنظمون مراسلة من الاتحاد السوداني لكرة القدم يفيد بنجاح أعضائه في التوصل الى حل بشأن التجميد الذي فرضته «الفيفا» على النشاط الكروي مضيفا ان المريخ جاهز للمشاركة في الحدث العربي وبالتالي ستكون البطولة ب 12 فريقا وهي نادي النصر السعودي - نادي العين الإماراتي - الفيصلي الاردني - نفط الوسط العراقي - العهد اللبناني - الهلال السعودي من قارة آسيا ونصر حسين داي الجزائري - الترجي الرياضي - الزمالك المصري - اتحاد الفتح الرياضي المغربي - الاهلي المصري - المريخ السوداني من القارة الإفريقية.

كل الوفود في الموعد ..ورحلة الترجي تنطلق يوم 22 جويلية
أعلن الاتحاد العربي أن آخر اجل لإرسال قائمات اللاعبين المشاركين قد حددت ليوم 19 جويلية القادم وفي سياق متصل أكدت كل الوفود الممثلة لـ12 فريقا مشاركتها، أمّا ما تم تداوله في خصوص رغبة فريق تفرغ زينة الموريتاني في الالتحاق بقائمة المشاركين في المسابقة فإن الاتحاد العربي أكد ان النظر في طلبات المشاركة سيكون رهين انسحابات آخر لحظة وبما أن هذه الفرضية غير مطروحة وما تم ترويجه عن انسحاب نفط العراق غير صحيح خاصة انه انطلق منذ الأمسفي في تربصه بالاسكندرية فإنه لا نية لإجراء تحوير في قائمة الأندية المشاركة.
بقي أن نشير الى أن وفد الترجي الرياضي ممثل تونس في البطولة العربية سيتحول إلى الإسكندرية يوم 22 جويلية خاصة ان موعد مباراته الأولى سيكون يوم 24 جويلية مع نفط الوسط العراقي.

4550مليون دولار للأندية المشاركة
وضع الاتحاد العربي على ذمة الاندية العربية4.550 مليون دولار امريكي أي ما يعادل 10 مليون دينار من مليماتنا من بينها 250 الف دولار مصاريف التنقل بالنسبة الى الاندية التي لا تنتمي الى البلد المنظم (25 الف دولار لكل ناد). اما المكافآت المالية فهي كما يلي: 800 ألف دولار للفرق التي ستنسحب من الدور الأول وعددها 8 بمعدل 100 ألف دينار لكل ناد اكتفى بخوض دور المجموعات،اما الفريقان المنهزمان في الدور نصف النهائي فسيكون نصيب كل منهما 400 الف دولار اما الوصيف فسيحصل على 600 دولار والبطل جائزة مالية ضخمة لا تقل عن 2.5 مليون دولار.

الترجي يبحث عن ثالث ألقابه
كان اتحاد الجزائر آخر من توّج باللقب العربي في موسم (2012 - 2013) بعد فوزه في الدور النهائي على العربي الكويتي في النظام القديم للمسابقة ب3 أهداف لهدفين فيما انتهت مباراة الذهاب بتعادل سلبي.
ويعود الترجي للمشاركة في المسابقة بطموح لإحراز اللقب للمرة الثالثة في تاريخه بعد صعوده على منصة التتويج في نسخة 1993 اثر فوزه على المحرق البحريني بثلاثية نظيفة ثم في موسم 2009 حيث انتصر على الوداد البيضاوي بنتيجة (2 - 1).
والترجي ليس الفريق التونسي الوحيد الذي حصل على التاج العربي بما ان النادي الإفريقي فاز باللقب سنة 1997 على حساب الأهلي المصري (2 - 1) فيما ظفر النادي الصفاقسي بالبطولة العربية في مناسبتين الأولى سنة 2000 ضد الجيش السوري (2 - 1) والثانية سنة 2004 بعد نهائي مثير مع الاسماعيلي انتهى سلبيا ولم تحسمه إلا ضربات الترجيح التي أنصفت ممثل تونس (4 - 3).

النهائي يوم 5 اوت
تم تقسيم الفرق الـ12 المشاركة الى 4 مجموعات تضم كل منها 4 فرق تتواجه فيما بينها ليضمن المتصدرون الثلاثة تأهلهم آليا إلى الدور نصف النهائي على أن يرافقهم أفضل صاحب مركز ثان في المجموعات الثلاث إلى المربع الذهبي علما أن الدور النهائي سيكون يوم 5 أوت وستتولى قناتا أون سبورت المصرية وأبوظبي الرياضية الإماراتية نقل المباريات .
وفيما يلي تقسيم المجموعات:
- المجموعة الأولى: الأهلي المصري والوحدة الإماراتي ونصر حسين داي الجزائري والفيصلي الأردني.
- المجموعة الثانية: الزمالك المصري والنصر السعودي والفتح الرباطي المغربي والعهد اللبناني.
- المجموعة الثالثة: الهلال السعودي والمريخ السوداني والترجي الرياضي ونفط الوسط العراقي.

عدم ترحيب مصري
أعرب كرم كردي، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري «عن استغرابه من موعد البطولة العربية للأندية، التي تستضيفها بلاده في الفترة بين 22 جويلية و5 اوت.
وأشار كردي في تصريحات إعلامية أن البطولة العربية جاءت «محشورة» في وسط الموسم الكروي المصري، مما أدى إلى وجود صعوبة كبيرة في تحديد موعد انطلاق الدوري الجديد، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل جاء تصريحه مثيرا لعدة نقاط استفهام عندما قال أنه فوجئ بموعد تنظيم البطولة كغيره من أعضاء الاتحاد. وأضاف ان اتحاد الكرة المصري وجد نفسه مجبرا على تحديد 9 سبتمبر موعدا لضربة بداية الموسم الجديد خاصة أن مسابقة الكأس سيتم استكمالها في أوت اثر نهاية منافسات البطولة العربية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115