ظاهرة المدرب التونسي في الكرة السعودية: «جبال» و«البياوي» مع الكبار ونصف مدربي الدرجة الأولى تونسيون

• الشتالي فتح الأبواب في 1978 والبقية استثمارات النجاحات
بين الكرة التونسية ونظيرتها السعودية علاقة كبيرة امتدت إلى قرابة 40 سنة بما أن موعد دخول المدرب التونسي إلى الأراضي السعودية كان

سنة 1978 عندما فتح نجاح المدرب عبد المجيد الشتالي مع المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم الأرجنتين 1978 الأبواب أمام المدرب التونسي ليكون من بين الخيارات والمدرسة التدريبية التي تعول عليها الأندية السعودية.

مع تقدم المواسم والنجاحات التي حصدها المدرب التونسي في الدوري السعودي باتت الكرة السعودية تحبذ التعاقد مع المدرسة التونسية التي أصبح تواجد مدرّبيها ظاهرة أقلقت راحة العديد في المملكة خاصة المدربين المحلّيين الذي باتوا يشكون من التواجد الكثيف للمدرب التونسي في الدوريات السعودية وخاصة مع أندية الدرجة الأولى والتي تعادل (الرابطة الثانية في تونس) ولم تمنع هذه الانتقادات المسؤولين السعوديين من تجديد الثقة في المدرب التونسي خاصة أنه أكد النتائج على الميدان حيث ساهم عدد من المدربين التونسيين في صعود عدة أندية إلى دوري المحترفين.

الموسم الحالي لن يشذ عن القاعدة في الدوري السعودي بل أكثر من ذلك بما أن الملاعب السعودية ستعرف تواجدا تونسيا كالعادة خاصة من بوابة الدرجة الأولى السعودية التي اختارت أن تتكلم تونسيا لكن لن يقتصر الحضور التونسي على الدرجة الأولى بما أن دوري جميل السعودي ضمان تواجد ثنائي يتمثل في «فتحي جبال» مع الفتح السعودي و»ناصيف البياوي» مع القادسية في تجربة جديد له.

مفارقة غريبة
المتأمل في الأسماء التي نشطت مع الأندية السعودية أو التي لازالت تشرف على العارضة الفنية للأندية المملكة يلاحظ أن معظم المدربين لم يرسموا مسيرة تدريبية كبيرة في البطولة التونسية حتى أن عددا من الأسماء لم تعرف إلا بعد تحقيقها النجاح في الأندية السعودية والحديث هنا يشمل كلا من أحمد العجلاني الذي انطلق بفريق الطائي في السعودية ليتعاقد أثر ذلك مع فريق القادسية ثم كبير الكرة السعودية الهلال رغم أنه لم يرسم مسيرة تدريبية في تونس...

ثاني الأسماء التي رسمت لنفسها مسيرة تدريبية كبيرة في البطولة السعودية المدرب فتحي جبال الذي لازال يتألق مع الأندية السعودية رغم أنه لم ينطلق من البطولة التونسية حيث انطلقت تجربة فتحي جبال مع أندية الدرجة الأولى السعودية ليقود الفتح فريقه الحالي إلى الصعود قبل أن يتحصل معه على البطولة السعودية في موسم (2012 - 2013) في مفاجأة كبيرة في ذلك الموسم جعلته ينتخب أفضل مدرب عربي كما أنه حصد مع الفتح لقب السوبر على حساب الاتحاد ليدعم جبال واجهة المدرب التونسي. ثالث الأسماء التي ظلت راسخة في الكرة السعودية هو المدرب عمار السويح الذي اختار أن ينطلق من البطولة المحلية أين تألق مع نادي حمام الأنف ثم درب النجم الساحلي لتكون رحلته إلى السعودية أكثر أمنا بما أنه حقق انجازات سابقة ليدرب عدّة فرق لكن تبقي محطة الشباب السعودي الأكثر بريقا لدى السويح بما أنه توجها بكأس خادم الحرمين الشريفين موسم (2013 -

2014) والتي تعتبر البطولة الأغلى في الشرق الأوسط.

عديدة هي الأسماء الأخرى التي اختارت الدوري السعودي لنحت مسيرتها التدريبية لكن يبقي أسم المدرب الشاب «ناصيف البياوي» الأكثر حضورا في ظل النجاحات التي يحققها رغم صغر سنه فبعد تجربة الفتح من مدرب مساعد إلى مدرب أول ثم الرائد سيجدد المدرب الشاب العهد من بوابة القادسية.

المفارقة في أن جل المدربين المتألقين في الدوري السعودي لم ينطلقوا من البطولة التونسية ليبقي السؤال هل أن البطولة التونسية لا تمنح الفرصة للمدربين الشبان أم أن الدوريات الخليجية أكثر ضمانا للنجاح؟

«جبال» و»البياوي» مع المحترفين
لن يقتصر حضور المدرب التونسي عند الدرجة الأولى السعودية بما أن دوري جميل للمحترفين قدم ثنائي تونسي سيكون في المراهنة على البطولة في المملكة حيث جدد المدرب فتحي جبال عقده مع الفتح السعودي بعد النتائج المحققة في الموسم الماضي والتي ضمن خلالها النادي السعودي مجددا

التواجد مع الكبار وهو ما أقنع مسؤولي الفتح بتمديد إقامة المدرب التاريخي للفريق السعودي والذي صعده به إلى دوري المحترفين ليحقق أثر ذلك أول وأغلى ألقاب الفتح حين حصد الفريق البطولة في موسم (2012 - 2013)...

جبال يعد من المدربين الناجحين في البطولة السعودية حيث تم تصنيفه من أفضل المدربين الذين مر بالكرة السعودية. ثاني الأسماء التي ستؤثث الظهور التونسي هو المدرب الشاب «ناصيف البياوي» الذي اختار محطة جديدة في مسيرته مع الأندية التونسية فبعد فسخ عقده بالتراضي مع الرائد وجد في الصاعد الجديد إلى دوري جميل نادي القادسية بوابة لمواصلة التألق في الكرة السعودية وهو الذي ساهم في تواجد الفتح في المركز الخامس وتثبيت نادي الرائد مع الكبار في الموسم الماضي لينطلق في تجربة جديدة مع القادسية يطمح فيها إلى مزيد التألق وتأكيد أنه المدرب القادم في الكرة التونسية.

8 مدربين من أصل 16 مدربا
لم يعط يفصل أندية الدرجة الأولى في السعودية سوى شهر تقريبا على ضربة بداية الموسم في حوار سيكون كالعادة مشوقا خاصة أن الكل يمني النفس بحجز مقاعد الصعود مع الكبار وعلى غرار الموسم الماضي ستكون المدرسة التونسية الأكثر تمثيلا في العارضة الفنية للأندية في البطولة حيث أعلنت نهائيا قائمة أسماء المدربين الذين سيشرفون على فرق الدرجة الأولى السعودية والتي نجد فيها 8 أسماء كاملة أي نصف الفرق سيكون بقيادة مدربين تونسيين في ظاهرة تؤكد ثقل المدرب التونسي في هذه البطولة وتقيم الدليل على ثقة المسؤولين السعوديين في المدرب التونسي الذي يبدو أنه يستثمر جيدا نجاحات زملائه فيما يتحدث عدد من المحللين السعوديين على أن المدرب التونسي يروج لنفسه جيدا وهو ما يفصل انتقاله من فريق إلى أخر دون تعب أو عناء.

وبالعودة إلى قائمة المدربين التونسيين نلاحظ أن المدرب «جميل قاسم» المتعود على الدرجة الأولى أين قاد عدة فرق إلى الصعود مع الكبار اختار أن يشرف على الوحدة في هذا الموسم بعد عدة تجارب فيما سيواصل المدرب «بيرم مختاري» التجربة مع العروبة أما ثالث الأسماء فهو الخبير بالأندية السعودية «يسري بن كحلة» الذي اختار تدريب المجزل. خيار المواصلة رفعه كل من «الحبيب بن رمضان» من بوابة نادي الحزم شأنه شأن «ناصر النفزي» الذي سيتولى مهمة تدريب الوطني فيما سيشرف «مكرم بن عبد الله» على العارضة الفنية لفريق الطائي...وشهدت بطولة الدرجة الأولى ثنائي جديد تمثل في المدرب «قيس الزواغي» الذي أمضي مع نادي ضمك فيما اختار «لطفي السليمي» العودة من جديد إلى السعودية بعد تجربة سودانية حيث أمضي أكبر أخوة عائلة السليمي مع نادي هجر.

للاعبين نصيب
الحضور التونسي في الملاعب التونسية لن يؤثثه المدربون فقط بما أن البطولة السعودية استقطبت عددا من اللاعبين الدوليين التونسيين وهذا الموسم سيكون أيضا امتدادا للتواجد التونسي في الملاعب التونسية حيث سيواصل كل من أحمد العكايشي الرحلة مع الاتحاد السعودي شأنه شأن لمجد الشهودي مع الفتح فيما تبقي وضعية عبد القادر الوسلاتي غير واضحة رغم الأخبار التي تؤكد تجديد التجربة مع الفتح...

أخر الأخبار القادمة تؤكد تعاقد نادي الشباب السعودي مع الحارس فاروق بن مصطفي لمدة موسمين ويبدو أنه لن يكون الأخير بما أن عدة مصادر ترجح التحاق الحارس الدولي وقائد النجم الساحلي أيمن المثلوثي بأحد الأندية السعودية خاصة بعد أن منحت الجامعة السعودية الحق للأندية للتعاقد مع حراس أجانب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115