كلاسيكو الاحتجاجات والتجاوزات والخروج عن النص

كما كان متوقعا فان لقاء الكلاسيكو لحساب الجولة الأخيرة من ذهاب مرحلة «البلاي أوف» الذي جمع الترجي بمضيفه النجم الساحلي على أرضية اولمبي سوسة كان بعيدا كل البعد عن الجمالية والروح الرياضية في ظل سيطرة لغة الحسابات بين

الاحمر والاصفرصاحب الطليعة وفريق جوهرة الساحل ملاحقه المباشر.

اللقاء وإن حسمته نتيجة التعادل الايجابي (1-1) التي تخدم مصلحة الترجي بإنهاء النصف الأول من مرحلة التتويج في الصدارة فان الصورة التي تم نقلها إلى المتفرجين في العالم العربي قد تزيد مساسا برياضتنا في ظل حالة التسيب التي كان عليها لاعبو الفريقين ومسؤوليهما سرعان ما انتقلت عدواها لتصيب الجماهير وبالتحديد فئة من أنصار فريق جوهرة الساحل حيث اقتحم بعضهم ارضية الميدان في محاولة للاعتداء على لاعبي الترجي وبالتحديد الحارس معز بن شريفية فما كان من هذا الأخير إلا مغادرة منطقة 18 متر والاحتماء برجال الأمن دون أن ننسى القوارير والحجارة التي انهالت على ارضية الملعب مقدمة الكرة التونسية في أسوإ صورها.

من اين اتت الحجارة ؟
نبقى مع العنف لنؤكد وجود أطراف تقف وراءه وتدعمه وتعمل على نشره لأسباب لا يعلمها إلا أصحاب الأنفس المريضة التي تسعى جاهدة لوضع الرياضة التونسية وكرة القدم في نفق مظلم قد يستوجب الخروج منه سنوات من العمل، وإلا بم نفسّر ذلك الكم من الحجارة في المدارج وقد تبادل انصار الفريقين التراشق بها لتخلف عددا من الإصابات ..وهنا يظل السؤال كيف تم تمرير هذا الكم الهائل من الحجارة و من يقف وراءه ومن المسؤول عن سلامة كل فرد على أرضية ملعب سوسة وغيره من الميادين حتى لا نقول كلها بما ان الحجارة والمواد الصلبة أصبحت تسجل وجودها من لقاء إلى آخر ومن جولة إلى أخرى على أمل أن تكون الجولات القادمة بأخف الاضرار في ظل غياب قرارات ردعية وصارمة من السلط المشرفة على الرياضة التونسية.

مسؤولون في ثوب أحباء
أن تدافع عن حق فريقك في إطار ما تسمح به القوانين أمر شرعي لا جدال فيه لكن أن تزيد من إشعال نار الفتنة بين الجمهور فهو اللامعقول والخطر بعينه خاصة إذا اقترن الأمر ببعض المسؤولين وتصريحاتهم النارية ووجودهم على أرضية الميدان أكثر من اللاعبين كما هو الحال في الكلاسيكو الأخير حيث اضطر الحكم إلى إيقافه في أكثر من مناسبة لتدخل مسؤولي الفريقين واحتجاجاتهم وتواجدهم بانتظام على المستطيل الأخضر صحبة اللاعبين والأمن والمنظمين وحتى بعض الانصار فلم يكتفوا بالفرجة وأرادوا أن تكتمل اللوحة بنزولهم إلى الميدان ...المشهد الرياضي في تونس خاصة في مواعيده الهامة صار عبارة عن تصريحات نارية في المنابر الإعلامية تتضمن تبادلا للتهم ووعدا ووعيدا بجمل مشفرة تدرك فحواها الجماهير التي تجد فيها شبه ضمانات للمزيد من التجاوزات.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115