Print this page

بعد 29 عاما على رأس «الكاف»: إفريقيا تثور على حياتو ...والملغاشي أحمد رئيسا جديدا

تمكن الملغاشي أحمد أحمد من وضع حد لإمبراطورية الكاميروني عيسى حياتو على رأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم التي استمرت زهاء 3 عقود من الزمن (29 سنة) بعد فوزه برئاسة الهيكل الإفريقي المشرف على الكرة في القارة السمراء خلال

الفترة الممتدة بين 2017 و2021 بفارق 14 صوتا على منافسه (34 مقابل 20) في انتخابات «الكاف» بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا.

يمكن القول إن نجاح الملغاشي أحمد أحمد (57 سنة) في إزاحة حياتو من كرسي ‘الكاف’ الذي استأثر به في العقود الثلاثة الأخيرة وتحديدا منذ سنة 1988 كان مفاجأة تقبلها الجزء الأكبر من القارة السمراء بسعادة و ارتياح بما أنها جاءت لتضع حدا لإمبراطورية الفساد والتجاوزات التي أبدع في تشييدها شيخ السبعين عاما والصمود في وجه الاصوات المعارضة ومرض الكلى الذي ألم به لكنه لم يمنعه من بسط نفوذه وعلاقاته ليصبح سرطانا ينخر جسد الكرة الإفريقية.

حرب الكواليس
ظن الشق الأكبر من الملاحظين ان حياتو سيكون في طريق مفتوحة بالنظر الى كون منافسه رئيس الجامعة الملغاشية لكرة القدم أحمد أحمد يعد اسما مغمورا قد لا يرتقي الى تطلعات الدول الافريقية في قدرته على ادارة دواليب الكرة في القارة السمراء باقتدار لكن كانت المفاجأة وبفارق عريض باغت عيسى حياتو نفسه الذي كان يظن ان السنوات الطويلة التي قضاها متربعا على عرش الكرة الافريقية مكنته من ولاء دائم من جل الاتحادات الافريقية لكنه لم يعلم ان ثورة رياضية تحاك في الخفاء من طرف عدة جامعات بدعم مقنّع من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني انفانتينو.

الثابت أن عرش ملك «الكرة» الافريقية باتت يتزعزع تحت قدميه مع تتالي فضائح تورطه في قضايا الفساد خاصة انه كان سنة 2015 ضمن المطلوبين للعدالة السويسرية في قضية الفساد المالي و تلقي رشاوى من قطر، شأنه في ذلك شأن الإيفواري جاك أنوما والنيجيري اموس أداموواختتمها بقضية شركة لاغادير سبورت التي فوت لها في حقوق بث البطولات الافريقية من2017 الى 2028 في تعد صارخ على قانون المنافسة وهو ما جعله ممنوعا من دخول التراب المصري بعد ان احال جهازحماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية ملفه الى النيابة مما يجعله مهددا بالسجن في صورة دخول التراب المصري وفي خطوة تصعيدية هدد حياتو بنقل مقر الاتحاد الافريقي خارج مصر. والمؤكد ان الجامعة المصرية لكرة القدم دخلت بكل ثقلها للحيلولة دون فوز الكاميروني بولاية جديدة وسايرتها في ذلك عديد الاتحادات الافريقية التي رفعت راية التمرد والعصيان على غرار الجامعة النيجيرية وجامعة الزيمبابوي خاصة بعد الحرب المعلنة بينه وبين حياتوالذي قرر إحالته على لجنة الاخلاق بـ«الكاف» بسبب تصريحاته تجاهه.

وتشير كواليس «الكاف» ان الفترة الماضية عرفت اتصالات مكثفة بين جياني إينفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم وهاني أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة المصري اضافة الى التونسي طارق بوشماوي رئيس لجنة الحكام بالكاف ورئيس اتحاد زيمبابوي لكرة القدم فيليب تشيانغو لبحث سبل الإطاحة بالكاميروني خاصة ان الامر تحول الى خلافات شخصية وتصفية حسابات بدليل ان حياتو سعى الى معاقبة رئيس جامعة الزيمبابوي على تمرده وكان عازما على حرمان هاني أبو ريدة من الترشح لعضوية المكتب التنفيذي للفيفا وقرر تأجيل الانتخابات لشهر ماي القادم.

كما تشير بعض المصادر الى تدخّل شركة بريزنتيشن سبورت المصرية لإقناع الكثير من أعضاء الكاف بالعمل على استبعاد عيسى حياتو بشكل نهائي من منصبه بعد أزمات بيع حقوق البث الفضائي.

انفانتينو ...والحسابات الخفية
قبل ضربة بداية انتخابات «الكاف»، سئل جياني انفانتينو عن موقفه من المرشّحيْن لرئاسة الاتحاد الافريقي لكنه اجاب بدبلوماسية انه رفع شعار الحياد بينهما غير ان الخفايا تفيد عكس ذلك خاصة لما نعلم ان الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» سعى في الايام الماضية الى اصدار قرار يمنع حياتو من الترشح لانتخابات «الكاف» وفق مصادر اعلامية اسبانية.
ولعل انفانتينو لم ينس أن الكاميروني «خذله» في انتخابات «الفيفا» واختار مساندة البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في الوقت الذي كان فيه الملغاشي أحمد أحمد في صف انفانتينو.

بين التحدي...والشعارات الفضفاضة
أكد الملغاشي أحمد أحمد الرئيس الجديد للاتحاد الافريقي عقب الإعلان عن فوزه بالانتخابات بلهجة يملؤها التحدي «عندما تحاول القيام بشيء، هذا يعني أنك قادر على بلوغه لذلك لو لم أكن قادراً على هزيمة حياتو لما أعلنت ترشحي».
من جانبه أكد حياتو في «خطبة الوداع» أن «قوة الاتحاد الإفريقي تكمن في وحدته وتماسكه، ويجب أن تبقى كذلك»، مضيفاً «كرئيس للكاف يتمتع بخبرة وحكمة لا مثيل لهما، أحثكم أيا كان قراركم، على اتخاذ خيار الوحدة، خيار المنطق، الخيار الذي يتيح لأفريقيا أن تبقى صلبة وتحظى بثقلها على مستوى كرة القدم عالمياً».

من بلاتر ثمّ بلاتيني الى حياتو...زلزال الفساد يطيح بأباطرة الكرة
يبدو أن الثورة الكروية أتت على الأخضر واليابس في العالم خاصة أن قطاف رموز الفساد بدأ يكمل نصابه شيئا فشيئا بداية من اللاعب السابق الفرنسي ميشال بلاتيني الذي فقد رئاسة الاتحاد الأوربي لكرة القدم سابقا لفائدة السلوفيني الكسندر سوفرين بقرار إيقافه من «الفيفا» بسبب ضلوعه في قضايا فساد.

ولقي السويسري جوزيف بلاتير الرئيس السابق لـ«الفيفا» نفس المصير بسبب ادانته في قضايا فساد مما جعله يستقيل من منصب رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم بعد 17 سنة من تسيّد الهيكل الاول المشرف على الكرة في العالم ليرفع الراية البيضاء بعد 4 ولايات بين 1998 و2011 اكد خلالها أنه الربان الامثل لقيادة سفينة الكرة لكن قرار محكمة التحكيم الرياضي بتثبيت حكم ايقافه لست سنوات وتأييد قرار لجنة القيم في الفيفا. وها أن الكاميروني عيسى حياتو يجد نفسه هو الاخر خارج حسابات الكرة الافريقية بعد أن بلغ الفساد مداه بل ولا يزال «الاخطبوط» يطمع رغم متاعبه الصحية في ولاية جديدة يزيد خلالها نخر جسد الكرة الإفريقية.

السيرة الذاتية لأحمد أحمد رئيس الاتحاد الإفريقي الجديد
لاعب ومدرب ...ورجل سياسة
يبلغ أحمد أحمد الرئيس الجديد للاتحاد الافريقي لكرة القدم من العمر 57 سنة وهو يشغل منصب رئاسة الجامعة الملغاشية لكرة القدم، وفضلا عن منصبه الرياضي فقد تبوأ مناصب سياسية في بلاده على غرار منصب نائب رئيس مجلس النواب وكذلك وزير الصيد مما يؤشر على امتلاكه مهارات ادارية قد تسهل مهمته على رأس الهيكل المشرف على دواليب الكرة في القارة السمراء خلال الفترة الممتدة بين 2017 و2021.

والرئيس الجديد لـ«الكاف» ليس دخيلا عن عالم كرة القدم بل كان لاعبا سابقا فضلا عن خوضه تجربة تدريبية اثر اعتزاله.
يذكر أن الملغاشي حصل على تأييد مجلس كوسافا (مجلس اتحادات كرة القدم الجنوبية الإفريقية) المتكون من 14 جامعة اتحادا كما حظي بدعم رئيس الاتحاد الدولي للعبة السويسري جياني إنفانتينو وأمينه العام السينغالية فاطمة سامورا. ووضع أحمد أحمد برنامج عمل تتمثل أبرز نقاطه في جلب خيرة نجوم الكرة الأفريقية الذين إعتزلوا اللعبة للمشاركة فى تسيير أعمال الاتحاد القاري بما يخدم مصالح القارة السمراء كما أشار إلى أنه سيعيد النظر فى طرق منح الدول تنظيم نهائيات أمم أفريقيا خاصة مع انتشار «فيروس» الفساد في السنوات الأخيرة.

المشاركة في هذا المقال