..وتبخر حلم المونديال

ودع المنتخب الوطني لكرة اليد مبكرا مونديال فرنسا رغم الفوز الذي خرج به في لقاء المباراة الختامية من الدور الأول على حساب المنتخب الأنغولي بنتيجة ( 34 – 43 ) بعد أن أنهى الشوط الأول أيضا متقدما ( 23 – 16 )، فوز لم يشفع له في التأهل إلى الدور

ثمن النهائي اعتبارا لأنه كان معنيا بنتيجة مباراة أيسلندا ومقدونيا وشرطها الوحيد هزيمة أيسلندا ولكن اللقاء انتهى متعادلا 27 – 27 والمنتخب لم يقدر على تحقيق فارق 15 هدفا في لقائه أمام أنغولا المنهزمة في مباراتها الماضية أمام المنتخب الأيسلندي بفارق 14 هدفا.

كان بإمكان المنتخب الوطني تحقيق الأفضل والذهاب بعيدا في هذا المونديال الذي سجل فيه الحضور للمرة 13 في تاريخه ولكنه فرط في ذلك بغرابة بعد هزيمة أولى قاتلة في مباراة مقدونيا في الإفتتاح وتعادليين في طعم «المراراة» أمام سلوفينيا وأيسلندا رغم أسبقية الأربعة أهداف التي أتيحت له في المباراتين ليكتفي بعدها بالمراهنة على المركز السادس عشر.

وستكون هذه المرة الثالثة التي يودع خلالها المنتخب المونديال منذ الدور الأول بعد نسختي 2009 و2011 اللتين أنهاهما في المركزين 17 و20 في وقت كان ينتظر خلاله الكل تدارك عناصرنا الوطنية لخيبة مونديال 2015 الذي أنهاه في المركز 15 ومن بعده المشاركة المخيبة للامال له في أولمبياد ريو الأخيرة، نتائج لم تكن في المستوى ولا التطلعات والمؤكد أنها ستطرح أكثر من سؤال عن مستقبل هذه اللعبة السائرة خطوات إلى الوراء قد تتطلب سنوات حتى تستعيد موقعها بين الكبار، مسعى قد يصيب خلاله وقد يخطئ خاصة بعد الأداء «المهزوز» الذي ظهر به خلال هذه البطولة العالمية.

وخلال مباراة أنغولا ختام الدور الأول عول في بدايتها المدرب الوطني حافظ الزوابي على مروان السوسي في حراسة المرمى وجهاد جاب الله على مستوى الدائرة وشاهدنا خلالها اول ظهور للجناح الأيمن طارق جلوز مكان أيمن التومي مع التعويل على الثلاثي وائل جلوز ومصباح الصانعي ومحمد السوسي في الدفاع.

وعلى غير المتوقع لم تكن بداية اللقاء سهلة فالمنتخب ررغ أسبقية الهدفين لصفر في الدقيقة الثانية لم يتمكن من الحفاظ على الفارق أو تصعيده بعد أن أجبره المنتخب الأنغولي على التعادل في أكثر من مناسبة ( 2 – 2) ثم ( 4 – 4) في الدقيقة السابعة وانتظر بسبب التسرع في الهجوم والعودة البطيئة إلى الدفاع حتى الدقيقة الثالثة عشرة ليتمكن من أخذ فارق ثلاثة أهداف ( 9 – 6 ) بفضل تألق أمين بالنور وجهاد جاب الله على مستوى الدائرة ثم ( 11 – 7 ) من أسامة البوغانمي في منتصف الشوط الذي شاهدنا خلاله بعض الأخطاء من الدفاع وغياب التغطية في أكثر من مناسبة فتمكنت أنغولا مجددا من تقليص الفارق (11 – 9 ).

ضغط النتيجة والفارق الذي كان المنتخب مطالبا به اربك اللاعبين في هذا الشوط ولم نشاهد هجمات مركزة رغم تواضع إمكانيات المنتخب الأنغولي الذي قدم المطلوب على الرغم من انه لم يكن معنيا بالمونديال بعد أربع هزائم إلى حد هذا اللقاء.

سيطرة تونسية
وانتظر المنتخب حتى الدقيقة 21 ليتمكن من الدخول كما يجب في هذا الشوط بعد أن صعد الفارق في مناسبتين متتاليتين من محمد السوسي إلى مستوى ست نقاط ( 16 – 10 )و( 17 – 11) من جهاد جاب الله الذي تألق في هذا الشوط الذي كان خلاله المنتخب أكثر حضورا وجاهزية على كل المستويات لولا العودة البطيئة إلى الدفاع وعدم المتابعة للكرات المرتدة وإضاعة بعض الكرات السهلة في الهجوم الذي رفع الفارق إلى ( 20 – 12) قبل خمس دقائق من نهاية الفترة الاولى التي تمكن من إنهائها بفارق (23 – 16 ) في شوط غابت فيه التغطية الدفاعية على مستوى الدائرة من منتخبنا الذي كان بإمكانه الخروج بفارق أعرض.

مردود محير وأداء متذبدب !!
كنا نخال أن المنتخب سيراجع أخطاءه في فترة ما بين الشوطين ويتدارك الكرات السهلة التي أضاعها مع بداية المباراة ولكن ظلت دار لقمان ظلت على حالها وحتى التغييرات التي قام بها المدرب الوطني لم تجد نفعا ودخول مكرم الميساوي لم يحد من خطورة الهجوم الأنغولي الذي دافع عن حظوظه كاملة وخاض المباراة كما لو كان معنيا بها وأحرج المنتخب في أكثر من مناسبة بعد ان قلص الفارق إلى خمسة أهداف (31 – 25) في الدقيقة 42 مستغلا البهتة الدفاعية لمنتخبنا خاصة على مستوى الدائرة.
وظهر المنتخب خلال هذا الشوط بأداء متذبذب بعد أن طغى التسرع على هجومه وإضاعة لاعبيه لفرص سهلة كان بإمكانه استغلالها والترفيع في فارق الاهداف الذي كان معنيا به ولكن ذلك لم يحصل وحتى عندما كان المنتخب الأنغولي في نقص عددي تمكن في ثلاث مناسبات من تقليص الفارق والتسجيل في شباكنا وسط بهتة من الدفاع الذي لم يكن في أحسن حالاته والتنظيم الهجومي كان غائبا وحتى دخول صبحي سعيد وعصام تاج لم يحدث فارقا في هذه المباراة التي أنهاها المنتخب على نتيجة (34 – 43)، فوز هو الأول للمنتخب ولكن كان منتظرا اعتبارا لتواضع امكانيات المنافس الذي سبق لعناصرنا الوطنية أن فازت ضده في كل المواجهات السابقة.

ما الجدوى من التغييرات؟
خاض المنتخب هذا اللقاء وخلافا للمباريات السابقة بتشكيلة مغايرة بعد اقحام ولأول مرة لطارق جلوز ومروان السوسي كأساسيين في وقت كان يجدر خلالها على المدرب الوطني الحفاظ على التشكيلة ذاتها اعتبارا لأن المنتخب في حاجة إلى فارق الأهداف خلال هذا اللقاء.

أرقام من اللقاء
شريط الأهداف:
أمين بالنور (10) – مصباح الصانعي(7) – وائل جلوز( 2) – عصام تاج(3) – أسامة البوغانمي(6) – أسامة حسني(1) – خالد الحاج يوسف (1) – طارق جلوز (4) – جهاد جاب الله (4) – محمد السوسي (3) – صبحي سعيد (3)

تصديات حراس المرمى:
مكرم الميساوي 6 – مروان السوسي 11
الإستبعادات: وائل جلوز 1 – محمد السوسي 1

النتائج الكاملة للمنتخب في الدور الأول:
تونس – مقدونيا 30 – 34
تونس – إسبانيا 21 – 26
تونس – أيسلندا 22 - 22
تونس – سلوفينيا 28 – 28
تونس – أنغولا 43 – 34

دليل الفرجة في اليوم التاسع من المونديال:

المجموعة الثالثة:
س 14:00: الشيلي – العربية السعودية
س 17:45: ألمانيا – كرواتيا
س 20:45: بلروسيا - المجر

المجموعة الرابعة:
س 14:00: البحرين – الأرجنتين
س 17:45: السويد – مصر
س 20:45: قطر – الدنمارك

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115