تونس 2 – الجزائر 1: انتصار على الجار يعيد «نسور قرطاج» لواجهة «الكان»

أحيا المنتخب الوطني حلمه بالتواجد في الدور ربع النهائي لكأس أمم إفريقيا الغابون 2017 بعد أن كبّد المنتخب الجزائري هزيمة جديدة في المواجهات المباشرة الإفريقية ليتسيد نسور قرطاج الدربيات المغاربية ويؤكدون أنهم «عقدة» منتخبات شمال إفريقيا...

استثمر منتخبنا جيدا الأخطاء الجزائرية التي حسمت النتيجة النهائية للمباراة حيث استغل أولا النيران الصديقة بعد هدف عيسى ماندي فيما ترجم السليتي ضربة الجزاء التي تحصّل عليها الخزري إثر خطإ من فوزي غلام ليعلن منتخبنا نفسه كمرشح بارز للتواجد في الدور الثاني لـ»الكان».
منتخبنا لعب مباراة تكتيكية كبيرة ساعدته في ذلك عودة متوسط الميدان محمد أمين بن عمر الذي أعاد التوازن لنسور قرطاج وكان كلمة السر في مواجهة الدربي المغاربي.

المثلوثي حاسم
دخل المنتخب الجزائري ضاغطا من بداية المباراة لتلوح أمامه فرص افتتاح النتيجة إلا أنه وجد أمامه أيمن المثلوثي الذي كان حاسما أمام الهجمات الجزائرية فبعد تألقه في صد مخالفة ياسين البراهيمي واصل قائد النسور تألقه هذه المرة أمامه المهاجم إسلام سليماني ليكون الرد التونسي على غرار أولى فرص المنتخب الجزائري إثر مخالفة من وهبي الخزري صدها الحارس البديل «عسلة»...
محاربو الصحراء كانوا الأفضل في الربع ساعة الأولى للدربي المغاربي إلا أنهم وجدوا كالعادة الحارس المثلوثي بعد تسديدة قوية من متوسط الميدان قيدورة...الرد التونسي لم يتأخر من جانب العكايشي إثر ركنية من الخزري إلا أن مهاجم المنتخب لم يلتحق بالكرة ليفوّت فرصة كبيرة لإفتتاح النتيجة في دقائق عرفت تحسن مردود زملاء المساكني ويبدو أن المنتخبين اختارا تقسيط الجهود خاصة مع الحرارة والرطوبة الكبيرة في توقيت المباراة.

الحسابات تسيطر
فرضت العوامل المناخية على المنتخبين الحسابات التي ظهرت منذ الدقيقة 30 حيث انحصر اللعب في وسط الميدان وفضّل كلاهما ادخار الجهود إلى الشوط الثاني ليتراجع المستوى الفني رغم البداية القوية لكل من الجزائر وتونس...
الحوارات الثنائية سجلت حضورها بشكل مكثّف في الشوط الأول خاصة بين سليماني وعبد النور من جهة وماندي والعكايشي في الجهة المقابلة إلا أن كلمة المدافعين كانت الأعلى في شوط بحث فيه المنتخبان عن استغلال الكرات الثابتة التي تعدّدت من هذا الجانب وذلك لكنها لم تأت بالجديد خاصة مع تألق الحارس أيمن المثلوثي الذي كان رجل الشوط الأول بامتياز.
الروح الرياضية سجلت حضورها في الملعب على غرار المشاهد التي ميزت مدينة «فرانس فيل» بين جماهير المنتخب التونسي والجزائري في مشهد أكد عمق العلاقة بين الجارين رغم الرهان الكبير في لقاء الأمس.

بالنيران الصديقة وذكاء الخزري
بخطإ من القائد الجزائري عيسى ماندي وبعمل فردي من يوسف المساكني تغيرت النتيجة لصالح المنتخب الوطني منذ الدقائق الأولى للفترة الثانية حيث غالط المدافع الجزائري حارس مرماه معلنا تقدّم نسور قرطاج في النتيجة ليفتتح منتخبنا عداده التهديفي في النسخة 31 من كأس أمم إفريقيا...

وتحسن أداء منتخبنا مع الهدف وحاول الاحتفاظ بالكرة وحرمان المنتخب الجزائري من نيْلها إلا أن المهارات الفردية للاعبي الجزائر جعلتهم يعودون في المباراة خاصة مع الحركية الكبيرة لمتوسط الميدان ياسين البراهيمي الذي بات مصدر إزعاج لدفاع المنتخب...
منتخبنا قسط المجهودات في الشوط الأول وهو ما استثمره في الشوط الثاني حيث تمكن نسور قرطاج من مضاعفة النتيجة بعد أن ترجم نعيم السليتي ضربة الجزاء التي تحصل عليها وهبي الخزري أثر خطإ من لاعب نابولي فوزي غلام الذي لم يجد حلا إلا عرقلة الخزري ليتسيد منتخبنا اللقاء ويعلن استفادته من الأخطاء الجزائرية.

فلسفة كاسبارجاك
قبل 18 دقيقة من نهاية المباراة وكالعادة أتحفنا المدرب هنري كاسبارجاك بتغير دفاعي ليعود إلى فلسفته القائمة على ثلاثي في المحور بعد أن أقحم المدافع محمد علي اليعقوبي مكان متوسط الميدان الهجومي وهبي الخزري في رسالة وصلت بشكل جيد للاعبي المنتخب الذين اختاروا لعب الدفاع والاعتماد على الهجمات المعاكسة عن طريق الثنائي المساكني والعكايشي...

صحيح أن الإطار الفني أستوعب درس مباراة السينغال حين قدم منتخبنا إحدى أفضل مبارياته الهجومية إلا أنه لم ينتصر ليكون هذا التغيير الدفاعي عاملا في قتل المباراة خاصة للهجوم الجزائري فيما وجد منتخبنا نفسه مرتاحا وبات يبحث عن مضاعفة النتيجة بهدف ثالث سواء عبر الهجمات المعاكسة أو الكرات الثابتة.

تغييرات البلجيكي ليكنس الهجومية لم تأت بالجديد خاصة مع الصلابة التي أظهرها دفاعنا الذي أثبت أنه يجيد التعامل مع الشوط الثاني مؤكدا تفوقه التكتيكي خاصة بعد عودة «رمانة» ميزان المنتخب محمد أمين بن عمر الذي أكد خصاله ومؤهلاته الفنية الكبيرة.
وفي الوقت البديل تمكن البديل سفيان هاني من تذليل الفارق لصالح المنتخب الجزائري إلا أن تماسك منتخبنا في الدقائق الأخيرة أنصفه لحصد أول انتصار في «الكان».

نجم المغرب
ساهم القائد أيمن المثلوثي في الانتصار المحقق لمنتخبنا بعد تألقه بشكل لافت في الشوط الأول حيث حال دون تقدم المنتخب الجزائري في 3 كرات خاصة أمام فرصتي ثنائي «ليستر سيتي» الإنقليزي محرز وسليماني.

رقم من المباراة
2
للمباراة الثانية على التوالي في كؤوس أمم إفريقيا يتمكن المنتخب الوطني التونسي من الفوز على نظيره الجزائري فبعد فوز 2013 جاء التأكيد اليوم في الغابون بنتيجة (2-1)

للأرشيف
تشكيلتا المنتخبين:
تونس : أيمن المثلوثي - حمدي النقاز - أيمن عبد النور - صيام بن يوسف - علي معلول -فرجاني ساسي - أمين بن عمر - وهبي الخزري - يوسف المساكني - نعيم السليتي - أحمد العكايشي.
الجزائر: مليك عسلة - ربيع مفتاح - فوزي غلام - رامي بن سبعيني - عيسى ماندي- نبيل بن طالب - عدلان قيدورة - ياسين إبراهيمي - رشيد غزال - رياض محرز - اسلام سليماني.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115