تونس – سلوفينيا: (28 – 28): ..وتتواصل عقدة الثواني الأخيرة

فرط المنتخب الوطني في فرصة الإطمئنان نهائيا على بطاقة بلوغه للدور ثمن النهائي من المونديال بعد أن اكتفى بتعادل قاتل أمام نظيره السلوفيني بنتيجة (28–28)وبتأخر في الشوط الأول بهدفين (13 – 15)، وضعية هي

الثانية للمنتخب في هذا المونديال بعد أن سبق وفرط في فرصة التأهل وأول فوز باكتفائه بالتعادل أمام أيسلندا في المباراة الماضية وعجز عن الحفاظ وفي سيناريو مشابه على أسبقية الأربعة أهداف.

كسب المنتخب نقطة بعد أولى في اللقاء الماضي سيجبر بعدها على انتظار نتائج المنتخب الأيسلندي وعلى فوز إجباري في المباراة الختامية للدور الأول من هذه البطولة العالمية غدا أمام المنتخب الأنغولي بعد أن كان بإمكانه الحسم في أمر التأهل دون عناء بعد المردود الممتاز الذي قدمه سواء في لقاء أيسلندا أو خلال هذه المواجهة مع المنتخب السلوفيني.

دخل المنتخب الوطني المباراة تحت ضغط كبير فالإنتصار كان الحل الوحيد أمامه من اجل استعادة فرصة التأهل إلى الدور ثمن النهائي وتفادي انتظار نتائج بقية المنتخبات على عكس المنافس المنتخب السلوفيني الذي كان معنيا بالنتيجة فقط من أجل البقاء في صدارة الترتيب اعتبارا لأنه ضمن التأهل منذ مباراته أمام مقدونيا.

وتمكن المنتخب رغم هذا الضغط من الدخول في اللقاء كما يجب فبعد بداية متعادلة (4–4) في الدقيقة الرابعة تمكن من أخذ الأسبقية (5 – 4) في الدقيقة التاسعة عن طريق أيمن التومي ثم (6 – 4) في الدقيقة العاشرة من القيدوم عصام تاج رغم النقص العددي بعد استبعاد مصباح الصانعي لدقيقتين، أسبقية معنوية هامة لم يتمكن المنتخب من الحفاظ عليها بعد أن ترك المجال للمنتخب السلوفيني للعودة وتعديل الكفة في مناسبة أولى (6 – 6) ثم أخذ الأسبقية مجددا (6 – 8) رغم المجهود الكبير الذي قام به الدفاع ورغم التصديات الممتازة من حارس المرمى مكرم الميساوي الذي واصل تألقه كما في المباريات السابقة.

ولم تحط هذه الأسبقية من عزيمة المنتخب الذي سرعان ما استعاد تركيزه وثقته في الذات بفضل الساعد الأيسر مصباح الصانعي الذي سجل هدفين متتالين قلص بهما الفارق (9 - 10) ثم عدل الكفة (10 – 10) في الدقيقة العاشرة، تألق رافقه مجددا بروز الحارس مكرم الميساوي والدفاع الذي قدم المطلوب في هذا الشوط.

إستبعاد قاس
عرفت الدقيقة الثامنة عشرة الإستبعاد النهائي لقيدوم المنتخب عصام تاج بعد أن رفع في وجهه ثنائي التحكيم الورقة الحمراء، وضعية لم تؤثر على مردود المنتخب الذي حاول التدارك وتمكن من ذلك عن طريق أمين بالنور الذي قلص فارق الهدفين إلى (11 – 12) في الدقيقة 21 ثم (12 – 13) عن طريق مروان شويرف المعوض لـ«تاج» ولكن المنتخب سرعان ما ترك المساحة للمنافس الذي صعد الفارق لأول مرة إلى مستوى ثلاثة أهداف (12 – 15).

فترة فراغ
ودخل المنتخب بعد هذا التأخر في النتيجة في فترة شك عجز خلالها طيلة خمس دقائق عن الوصول إلى شباك المنتخب السلوفيني، فترة غاب خلالها التركيز عن المنتخب في الهجوم بعد أن أضاع ثلاث كرات سهلة ولم يتمكن من العودة إلى التهديف إلا في الدقائق الأخيرة التي قلص خلالها الفارق إلى هدفين فقط عن طريق مروان شويرف الذي كان جاهزا كما يجب لتعويض عصام في شوط أول أنهاه متأخرا على نتيجة (13 – 15) وعرف تألق وبروز أيضا الحارس مكرم الميساوي والجوهرة السوداء مصباح الصانعي الذي عول على خدماته المدرب حافظ الزوابي بدل وائل جلوز الذي لم يقدم حقيقة المطلوب مع المنتخب كما كان الحال أيضا في مونديال قطر رغم فترة الإنتعاشة الطيبة التي يمر بها مع برشلونة اللإسباني.

أين الجناحين؟
لم يعول المنتخب كثيرا خلال هذا الشوط على الجناحين وكل الأهداف وباستثناء الهدف الوحيد من أيمن التومي كانت عن طريق السواعد والدائرة وأسامة البوغانمي وخلافا لبقية المواجهات لم يتمكن من التسجيل وحتى ضربة الجزاء التي تحصل عليها المنتخب لم يفلح في تحويلها إلى هدف مؤكد كنا في حاجة له للخروج بنتيجة هذا اللقاء الأكثر من هام.

بداية شوط ثاني أكثر من ممتازة
دخل المنتخب الوطني الشوط الثاني بوجه مغاير رغم التأخر في النتيجة بعد اقحام المدرب للثلاثي خالد الحاج يوسف وأسامة حسني ومحمد السوسي في الدفاع واستعادة الهجوم لتوازنه، تغييرات اتت أكلها بعد أن تمكنت عناصرنا الوطنية من تعديل الكفة (15 – 15) في مناسبة اولى ثم استعادة الأسبقية (17 – 16) في الدقيقة 33 ثم (21 – 19) عن طريق صبحي سعيد الذي قدم أفضل مباراة له مع المنتخب إلى حد الان.

واعتمد المنتخب على الدفاع المتقدم والضاغط الذي مكنه من ترفيع الفارق إلى مستوى ثلاثة أهداف لأول مرة (23 – 20) و(24 – 21) ثم (26 –21) قبل نهاية المباراة بعشر دقائق، دقائق متبقية سجل خلالها المنتخب هدفين فقط (28 – 25) رغم تألق الحارس مكرم الميساوي والإندفاع والروح الكبيرة التي شاهدناها لدى كل اللاعبين.
ولكن...

الكل كان يخال بعد هذا المردود الممتاز والأسبقية أن المنتخب سيخرج بأول فوز في المونديال ويضمن وفي انتظار مباراة أنغولا التأهل إلى الدور القادم ولكن عقدة الدقائق الأخيرة طفت مجددا وتمكن المنتخب السلوفيني من تعديل الكفة (28-28) بعد إضاعة عناصرنا لكرتين قاتلتين حرمت تونس من أول فوز كان مستحقا وفي المتناول رغم قيمة ونجومية السواعد السلوفينية.

الصانعي بامتياز
اختير مصباح الصانعي أفضل لاعب في اللقاء بعد تسجيله لثمانية أهداف وتألقه طيلة المباراة دفاعا وهجوما والمؤكد أنه كان أفضل اختيار من المدرب حافظ الزوابي وخير معوض لوائل جلوز محترف برشلونة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115