التحكيم التونسي في قفص الاتهام.. شمّاعة الأندية وضحيّة الشّغب

• التحكيم ...ظالم أم مظلوم ؟

لاتمر جولة واحدة دون الاحتجاج على التحكيم فهل هو من ظلم او هو من ظلموه ؟ الاكيد ان التحكيم ورث الكثير من السلبيات والقطع معها يقتضي ارساء منظومة جديدة على مستوى التكوين بشكل يحجب التظلم من الاخطاء التي كادت تكون ملح البطولة... وان كان

من الملح ما قتل. اخر تظلم مصدره شبيبة القيروان التي وجهت مراسلة رسمية الى المكتب الجامعي لكرة القدم لطلب مقابلة مع أعضائه للشكوى من المظالم التحكيمية التي تعرض لها الفريق في الجولات الأخيرة حسب نص المراسلة .

تواصلت الاحتجاجات على التحكيم التونسي في الجولة الأولى من مرحلة الإياب. و كان آخر ضحايا هذه الاحتجاجات الحكم وليد البناني الذي أدار مباراة الترجي الرياضي ومستقبل المرسى، حيث تقرر تجميد نشاطه لأجل غير مسمى وهو في البداية والنهاية ضحية لآلة احكمت قبضتها على التحكيم الى حد التهميش والدليل ما غاب من تكوين ...ليبقى كل حديث عن التكوين مجرد ديكور الفناه واجتره لنا كل من جاء على راس هذه اللجنة ...
والغريب في التحكيم ان استوى الجميع فمن عرفناهم من المشار اليهم بالبنان في طليعة الشرفاء وكما يقولون ‹ الدنيا بالمقلوب ...›

ويبقى الحكم اولا واخيرا هو الضحية ودليلنا ما تلاحق من عقوبات في مرحلة الذهاب طالت الحكام والامر يخص كلا من نصر الله الجوادي (تجميد النشاط شهرين بعد مباراة اتحاد بن قردان والترجي الرياضي)، وخالد القيزاني (تجميد النشاط لمدة شهر بعد مباراة نادي حمام الأنف والنجم الساحلي)، وامير الوصيف (عقوبة شهرين بعد مباراة النادي الافريقي وقوافل قفصة )، ومختار بودبوس (تجميد النشاط منذ لقاء اولمبيك سيدي بوزيد والترجي الرياضي ).

هذه عينات من الواقع و لا احد له قدرة على التشكيك فيها لكن لماذا تلاحق الشكوك الحكم وتتستر عمّن وراء الحكم ؟... من خلال مساهمته في التعيين وما يتم تداوله من توجيه للتعيين . لكن ليحتج من يحتج فإن رئيس إدارة التحكيم عواز الطرابلسي أكد انه لا توجد أزمة في التحكيم التونسي.معنى ذلك ‹ تغطية عين الشمس بغربال ‹

وقال الطرابلسي: «خلال الـــ 120 مباراة لمرحلة الذهاب لم نسجل إلا نسبة 10 % من الأخطاء وهذا يعتبر رقما ضئيلا جدا، كما انه لابد من الاعتراف بان الحكم التونسي اصبح تحت ضغط كبير وهذا الضغط يجعله يرتكب الأخطاء».
ونفى عواز الطرابلسي أن تكون الفرق الكبرى تتدخل في تعيينات الحكام . .

رئيس لجنة تعيينات الحكام جمال بركات أشار إلى أن عدد الحكام الذين عوقبوا هذا الموسم بسبب أخطاء غيرت نتيجة مباراة لم يتعد الـــ5، وحسب رأيه يعتبر هذا الرقم جيدا مقارنة مع عدد المقابلات التي جرت الى حد الآن لحساب الدوري التونسي وهي 126 مباراة.
وأضاف جمال بركات بقوله «المشكلة الحقيقية هي ان الحكم التونسي أصبح الشماعة التي تعلق عليها الأندية والمدربون واللاعبون فشلهم، وإدارات تعاقدت مع لاعبين فاشلين بمئات الملايين وارضية ملاعب لا تصلح للعب الكرة، وجمهورفريق يقوم بتحطيم الملعب وبأحداث الشغب، نسوا كل هذا وركزوا على أخطاء الحكام والسبب هو انه لا يوجد من يدافع عنهم».

اما رئيس النادي الصفاقسي لطفي عبد الناظر، الذي كان محل عقوبة الإيقاف 6 مباريات بسبب تهجمه على الحكم الصادق السالمي اثر مباراة فريقه مع الترجي الرياضي فقد كان له رأي آخر حول التحكيم التونسي، حيث قال:«أنا لا ألوم الا الأندية فهي المتسببة في ما يحدث للتحكيم التونسي من مشاكل حيث تضع الحكم تحت ضغوطات وهذه الضغوطات هي التي تولّد الأخطاء ..»

رئيس مستقبل المرسى حمودة الوزير انتقد بشدة أداء التحكيم التونسي خلال هذا الموسم، وأشار إلى أن مباريات الجولة الأولى من مرحلة الإياب شهدت احتجاجات في كل الملاعب على غرار ما حدث في مباراة فريقه ضد الترجي الرياضي.
وقال الوزير :« أتساءل عن تعيينات الحكام و المقاييس التي يعتمدها المشرفون؟

فريقي كان ضحية لصفارة الحكم وليد البناني الذي تم تجميد نشاطه ... فهل التجميد كاف؟ ...وهل يمكن ان يعيد حق النادي؟.

مدرب مستقبل القصرين كمال الزواغي، والعائد حديثا الى البطولة من الدوري المغربي ، انتقد بشدة أداء الحكم الذي ادار له اول مباراة قاد فيها مستقبل القصرين لحساب الجولة الأولى من مرحلة الإياب للدوري أمام النادي البنزرتي واكتفى بالقول :»عدت فوجدت الأمور على حالها لم يتغير شيء ...ما نطلبه هو ان يعطينا الحكم حقنا فوق الميدان لا اكثر ولا اقل».

الأكيد ان الــ14 جولة المتبقية من عمر البطولة لهذا الموسم ستجعل قطاع التحكيم التونسي في حالة استنفار قصوى، خصوصا وان المسابقة بدات تدخل مراحلها الحاسمة سواء في أعلى الترتيب في سباق المراهنة على لقب الدوري او في أسفل الترتيب في صراع البقاء، وهو ما سيجعل الحكام تحت ضغوطات كبيرة، خاصة أن عدداً منهم تعرض لاعتداءات بدنية من جانب جماهير غاضبة على قراراتهم في بعض المباريات.

استقالة رئيس اتحاد بن قردان
أعلن رئيس اتحاد بن قردان ، استقالته مباشرة بعد هزيمة فريقه ، أمام النجم الساحلي بثنائية نظيفة، ضمن مباريات الجولة الثانية من مرحلة الاياب.
وأكد أن الاستقالة جاءت احتجاجا على اداء الحكم ماهر الحرابي الذي اعتبره سببا رئيسيا في هزيمة فريقه وايضا احتجاجا على ردة فعل جماهير اتحاد بن قردان.
وتجدر الإشارة إلى أن المباراة انطلقت في أجواء طيبة حيث ،تم ّ تكريم رئيس النجم الساحلي رضا شرف الدين وتم إهداؤه قميصًا بألوان بن قردان يحمل اسمه لكن هذه الاجواء تعكّرت بعد ان حقق فريق جوهرة الساحل هدفين.
تغيرت أجواء المباراة ووصل الأمر إلى توقف اللعب بسبب احتجاجات جماهير اتحاد بن قردان التي عمد البعض منها الى الاعتداء على سيارات مسؤولي النجم الساحلي وتهشيمها.

قال مدرب اتحاد بن قردان، سفيان الحيدوسي أن الأمور التكتيكية للمدربين لم تعد تعني شيئا امام ما يقوم به الحكام في الملعب. واضاف الحيدوسي: «في كرتنا أصبح «الدهاء» التحكيمي هو الذي يتحكم في المباريات، ولذلك لم يعد هناك معنى للحديث عن الأمور الفنية»، في إشارة إلى أداء الحكم ماهر الحرابي الذي اعتبره مسؤولو اتحاد بن قردان السبب الرئيسي وراء هزيمة فريقهم.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115