كيف للإفريقي الحلم بالعصر الذهبي (1960 - 1980) والــــــــمدرّبون يتساقطون كأوراق الخريف ؟

خروج المدرب قيس اليعقوبي من النادي الإفريقي لم يكن وليد صدفة فهو أضحى من التقاليد في هذا الفريق الذي أعفى المدربين حتى خلال راحة ما بين الشوطين... والحال أن الإفريقي هو من ضرب الأمثال في الاسترسال مع المدربين...
ربما

هناك من لا يعلم ان فابيو روكيجيانني قد اشرف على حظوظ الفريق من سنة 1958 الى سنة 1967 ليكون وراء صنع النجوم من طينة الحارس التاريخي الصادق ساسي عتوقة والجناح النفاثة الطاهر الشايبي وغيرهما على غرار محمد الصالح الجديدي وصالح شعوة والبشير قطوس.

كما ان السجلات لا تنسى اندري ناجي (1969 –1971 و1977 - 1981 ثم 1984 – 1985 )

واهل الافريقي ينعتون الفترة بين (1960 - 1980) بالعصر الذهبي... وكل نجاح اصله استمرارية... والاستمرارية تعني الموضوعية في التعاطي مع الاحداث والبناء لمشروع.
ولما جاء قيس اليعقوبي لتدريب النادي الافريقي لم يتردد في التاكيد على «المشروع» بعد موسم كارثي بأتم معنى الكلمة وعلى كل الأصعدة، رغم تعدد الانتدابات وحديث المال بـ«البالة» لكن الكساد عم ّ, لتدفع الثمن رؤوس بعينها من خلال التعجيل برحيل المدرب برنارد كازوني ثم نبيل الكوكي.

ولا ينكر احد ان الإفريقي في «نسخة اليعقوبي» مر إلى التطور وما عجّل برحيله لا علاقة له بالنتائج فهو ترك الفريق في الطليعة تماما مثل «الهولندي كوستار»
واذا اكد اليعقوبي انه لم يغادر النادي الإفريقي من أجل المال مضيفا أنه من المستحيل أن يخون فريقه الأم و ينشر الغسيل الداخلي للفريق عبر وسائل الاعلام فان الأيام وحدها كفيلة بكشف سبب مغادرته للفريق.
و رفض اليعقوبي ما نعته بنشر الغسيل لا يعني ان الحقيقة خافية... ولها وجهان:

الوجه الأول: عدم خلاص المدرب فاليعقوبي كان يدرب الفريق «بلوشي» طيلة شهرين.

الوجه الثاني: انعدام التواصل بين اليعقوبي والإدارة.

والسبب الأهم: عدم قدرة المدير الرياضي سمير السليمي على الدفاع عن الاختيارات الفنية لليعقوبي وهو من لا يريد بدوره التفريط في الموقع الذي حققه لنفسه في الفريق...

وإذا أتى اليعقوبي لقطة ايجابية من خلال حرصه على التواجد ضمن المستقبلين لخلفه شهاب الليلي عند تسلمه مهامه فان اللقطة كانت مجرد صورة للترويج حتى لا نتحدث عن مسرحية لان ما حصل في خلاف عميق مع الواقع الذي جعل اليعقوبي يغادر غرفة الملابس اثر الحوار الودي الاخير مع الاولمبي الباجي في قمّة الانفعال مع تعمّد غلق هاتفه الجوال مما جعل التواصل معه يكون من رقم هاتفه القطري الذي لا زال بحوزته منذ ان كان معلقا بـ«بيين سبورت»...لأنه كان في انتظار اشعاره بتوفر التاشيرة وهو ما يعني ان العرض القطري حصل بعد... وإن كان «الوكرة» قد وفّر لنفسه البدائل تحسّبا لمفاجآت آخر لحظة...

و المتابع للشان الكروي القطري يعلم ان نادي الوكرة قد اكمل يوم السبت الماضي كافة التفاصيل المتعلقة بالتعاقد مع قيس اليعقوبي وذلك بعد أن تم تقديم العرض منذ فترة تفاوض فيها الطرفان من اجل التوصل لاتفاق ليتولى بمقتضاه قيس اليعقوبي تدريب الوكرة بدلاً من الأورجواياني خوسيه ماوريسيو بعقد يمتد لنهاية الموسم قابل للتجديد في حال تحقيق نجاحات مع الفريق وانقاذه من شبح الهبوط الذي يتهدده حالياً خاصة أن «النواخذة» في المركز الأخير بدوري نجوم قطر، إلى جانب صرف النادي النظر عن إكمال المفاوضات التي كانت تدور مع حسين عموتة مدرب السد السابق خلال اليومين السابقين واختلافهما حول أحد البنود التي أنهت الصفقة بعد أن كادت أن تكتمل لكنها انهارت في آخر لحظة وبشكل غير متوقع، ليصبح الطريق ممهداً لقيس اليعقوبي لتدريب الفريق الذي يعاني في دوري النجوم
ولم يتردد الوكرة في اعتبار اليعقوبي هو المنقذ من الغرق هذا الموسم في ظل دوري عنيف ومثير ستهبط في نهايته 4 فرق إلى دوري الدرجة الثانية وهو ما يهدد حوالي 7 فرق بالدوري القطري.
ووصل قيس اليعقوبي مساء الأحد إلى الدوحة لتسلم مهامه الجديدة بالإشراف على فريق الوكرة القطري خلفا للمدرب ماوريسيو.

وتجدر الإشارة إلى أن اليعقوبي اختار أن يكون زميله السابق في الأفريقي لطفي الرويسي مساعدا له في نادي الوكرة. يذكر أن الرياحي انتقد في وقت سابق المدرب قيس اليعقوبي بعد قرار المغادرة دون العودة إليه.والحال انه لا يتم شيء في الافريقي دون علمه بالتفاصيل والجزئيات... واذا كان لا يعلم فـ«حاشيته ماذا تفعل»

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115