الملاكم التونسي الهادي السليماني يواجه منافسا من العيار الثقيل... لكن من سيساهم في رفع التحديات الثقيلة للملاكمة ؟

وهو يحدثني من بروكسيل عن المباراة التي ستجمعه مساء الجمعة 11 نوفمبر مباراة من 12 جولة مع الأرجنتيني «فيسنتي ماركيز رودريغاز» صاحب الـــ39 انتصار منها 21 بالضربة القاضية... شدتني نبرة الملاكم الهادي السليماني... فهي تراوح بين الشعور بالحرمان من الرعاية والعزم على التحدي.

وان كانت النبرة غير غريبة عن اذني فقد سبق ان وصلتني من «افيتزانو الايطالية» حيث راهن فريد بن جدو على «الموندياليو»... كما وصلتني من لطفي بلخير من بروكسيل... وايضا من فان سان من معز فحيمة الذي لا يزال يريد النزال في مدينة مساكن للمراهنة على بطولة العالم والتاريخ لا ينسى ما قاساه المنجي الهذيلي والصادق عمران و توفيق البلبولي ايام الاحتراف الذي سبق ان شرفنا فيه نجم سيبقى محفورا في الذاكرة الى الابد يحمل اسم الصادق عمران... كما لا انسى «طونا» والرزقي والسعيدي... والقائمة تطول... ما اكبر طموح الملاكمة... وما اقول ما احقر وضعها في الوضع الراهن... وضع كله تشتت... وفن التشتيت لنا فيه فئة مختصة به زادتها لا مبالاة السلطة فضاء رحبا لترتع فيه... لعل الاحوال تستقيم يوما في انتظار ذلك لا بد من الاشارة الى انه سبق لـ«رودريغاز» أن راهن على بطولة العالم ضد البطل الأمريكي «أدريان برونر» وكان من المفروض ان يكون الرهان العالمي بين الهادي السليماني الا ان الملاكم الغاني «إيمانوال تاغو» رفض مواجهته في مناسبتين كان فيهما الرهان على لقب بطولة العالم للوزن الخفيف للمنظمة العالمية للملاكمة IBO.

و يسعى غدا الملاكم الهادي السليماني اثبات الذات في عالم الإحتراف ومزيد التدرج في التّرتيب العالمي وهو الذي يحتل حاليا المرتبة 18 عالميا وهي مرتبة ادركها في صمت... لكن إلى متى تلوذ الهياكل المعنية بالصمت وتترك ملاكمينا يتخبطون وحدهم في المشاكل ؟
لماذا لا تكون معاملتهم أسوة بلاعبي التنس من طينة مالك الجزيري و انس جابر... فهو بصدد تحقيق نفس الأغراض الترويجية للرياضة التونسية ولم يتم دعمه حتى من خلال «حفلة تكريميّة»... وأصل هذا التغييب غياب هياكل الاختصاص في حلبة الملاكمة التي ذاب فيها الاحتراف إلى حد الفناء... والحال انه لا حياة لملاكمة الهواة في حضور احتراف يحتضر, ان لم يمت بعد... وإذا لم تتوفاه الآجال بعد, فان الأمر حاصل لا محالة فالملاكمة بجميع مكوّناتها في «غرفة الانعاش» فهي في حالة موت سريري يقتضي توفير مستلزمات النجدة عن عجل... اذا وجد من يُدرك سبل الانقاذ. سلطة الإشراف طالبناها مرارا وتكرارا بالتدخل لكن بتلاحق رؤوسها بدت غير مدركة لحقيقة الوضع حاضرا وغير مطلعة على السجلات ماضيا... والحالة تلك لا نراها قادرة على صنع المستقبل... وصمتها الرهيب يؤشر لذلك...

لما نرى من بيده زمام امور الرياضي ينسّق مع من هو مرشح لإحدى الجامعات ليمكنه من الجلسات التي غزت صورها الشبكة العنكبوتية فان الخشية من المقاربة «الذاتية» في التعاطي مع الاحداث لان الموضوعية تفرض الاحجام عن استقبال أي مترشح من اجل اضفاء الحياد على نمط التعاطي مع الهياكل... وهذا الحياد فيه ضمان للعمل المريح لان استقبال المنافس يبطن شعار «ديغاج» لمن بيده زمام الامور... ومثل هذه الاخطاء رام البعض حشرها في خانة قلة الخبرة... في وقت تحتاج فيه رياضتنا الى عصارة خبرة سنين لتوظيفها من اجل المستقبل... والاخبار الواردة من شارع محمد علي تؤشر لعودة من جُرّب ففشل إلى الصدارة... واذا صح الامر فان خسارة الوقت ستزيد... لتبقى رياضتنا في فلك طاحونة الشيء المعتاد...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115