الحكم عبد الحميد الحشفي يفجّر قضية الموسم

لم يكتف الحكم عبد الحميد الحشفي بالاعتزال بل فجر قضية من الحجم الثقيل لما اكد ان التحكيم اسير الجمعيات الكبرى في تونس فهي الّتي تقوم بالتعيينات وتفرض أسماء الحكام في المقابلات. وقال عبد الحميد الحشفي، إن رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء يُعطي التعليمات للحكام ويُوجههم قبل المباريات.

ووجه الحشفي نداء الى وزيرة شؤون الشباب والرياضة ماجدولين الشارني وإلى الحكومة بضرورة فتح ملفات الفساد داخل الجامعة التونسية لكرة القدم خاصة في قطاع التحكيم.

ورقعة الحكام والحكام المساعدين المعتزلين اتسعت ليلتحق بركب المستقيلين الحكم الدولي المساعد سابقا ماجد بن رحومة الذي تم إقصاؤه وتعويضه بحسن عبد العال.. وتضم قائمة المعتزلين 9 أسماء وهو رقم مرشح للارتفاع في الفترة المقبلة ما قد يضع الإدارة الوطنية للتحكيم في مأزق كبير لاسيما مع احتدام التنافس في نهاية الموسم ضمن مختلف الأقسام.. واذا كانت الازمة صامت منذ اشهر فانها خرجت الى العلن بشكل صادم للجامعة التي لم تتوقع لا التوقيت ولا الاسماء ولا حتى الشكل ... وهي بذلك تجني ثمار سياسة تواصلية فاشلة... فالنجاح لا ياتي من احداث «قناة تلفزية» افتراضية او حوارات موجهة او افتعال ازمات تغير وجهة الراي العام عن صميم الموضوع...

إذن تم اخماد اكثر من ازمة وفرض الانضباط على جل الفرق من خلال ما توفر من مال هو في واقع الحال من صندوق وزارة الشباب والرياضة التي بدورها لم تنج من اسر الكرة والدليل رضوخها الى أي طلب يسبقه تهديد بليّ الذراع... واستقالات محمد بن حسانة ومراد بن حمزة وغيرهما عرت المستور... والاحداث تؤكد ان مثل هذه الازمات لا بد ان تخلف ضحايا وفي قضية الحال لن يكونوا الحكام المستقيلين فهم اختاروا مصيرهم ولا يحق في خصوصهم أي قرار اذا لم يحصل التوسل لهم بالتراجع ... فالضحية حسب التجارب سيكون من الادارة الوطنية للتحكيم... فالمكتب الجامعي سيوفر لنفسه سبل النجاة وهو الذي خرج من اكثر من ازمة «سلامات» وليس مستبعدا ان تصبح القضية التي فجرها الحكم الحشفي من انظار القضاء العدلي... ولو ان القضاء العدلي كان من المفروض ان يبادر

بالتعهد التلقائي للملف... فالتهم التي وجهها الحشفي عبر صفحته الرسمية التي طالت الجامعة ورئيسها وديع الجريء بالإساءة إلى القطاع والعبث به رفقة ما نعته «بالعصابة» التي يستعين بها في تشويه التحكيم والحكام... لا بد ان يكون محل تحقيق اسوة بما حصل في خصوص «الفيف»ا فبمجرد بروز القرينة تم البحث عن عناصر الاثبات من اجل اقرارها او دحضها ومن ثبتت في حقه التهم تم على الاقل توفير سبل الوقاية لكرة القدم من خلال ابعاده... ولما يقول الحشفي: «الجامعة أرخت الحبل للأندية التي باتت تبسط يدها على التعيينات فإن لم تكن مواليا صرت خارج الحسابات ويتم إقصاؤك من القطاع ‘الوسخ’ -على حد تعبيره-..››

وأوضح الحكم الفيدرالي السابق أن مسؤولا من جمعية كبيرة في العاصمة وصفه بالحقير هو من يتحكم في الحكام والتعيينات وهو ما جره إلى الرحيل.. ومع تتالي الاستقالات وارتفاع رقعة الحكام المعتزلين تواصل الجامعة التونسية لكرة القدم تجاهلها لأزمة التحكيم بين حكام يطالبون بمستحقاتهم لأكثر من موسمين وآخرين يطالبون بالحماية وبينهم مجموعة ثالثة تجهل مصيرها وهو ما ينذر بالكارثة هذا الموسم..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115