بمعرض تونس الدولي للكتاب: "ركن موجّه للأولياء" بجناح الأمم المتحدة لنشر الوعي حول التربية على الصحة الجنسية

ركز جناح الأمم المتحدة بتونس في معرض تونس الدولي للكتاب نشاطه، اليوم السبت 6 ماي 2022،

على التعريف بأهمية التربية على الصحة الجنسية لحماية الأطفال من مخاطر الاعتداءات الجنسية، حيث نظم ورشة تنشيطية لفائدة الأطفال أشرف عليها مختصون في الصحة النفسية والإنجابية.

وعلى وقع الحركية المتدفقة لزوار معرض تونس الدولي للكتاب قبل يوم من إسدال ستاره، حظي نشاط "ركن موجّه للأولياء" بجناح الأمم المتحدة بإقبال ملفت من قبل عديد الأطفال المرفقين بأوليائهم، الذين جاء بعضهم بدافع الفضول أو للاطلاع والحصول على معلومات تعزز حماية أطفالهم ضد المخاطر التي قد تعترضهم.
وباستخدام البراعة اليدوية والتلوين انغمس هؤلاء الأطفال في تلوين صور متنوعة لها قاسم مشترك هو الترفيه والتحسيس بقيم التسامح ونبذ التمييز والعنف، بينما خاض مختصون في الصحة النفسية والإنجابية في نقاشات مع الأولياء حول أهمية الحوار مع أطفالهم كوسيلة للتربية على الصحة الجنسية.
وقالت الطبيبة المقيمة بمستشفى منجي سليم لوراس مدوري وفق (وات) إنها تشارك في هذا النشاط كطبيبة مختصة في الطب النفسي والإنجابي بهدف تبسيط المعلومات للأولياء حول الصحة الجنسانية الشاملة، لاسيما وأن "جزءا من الأولياء ما زالوا يتحرجون من التطرق لهذا الموضوع مع أطفالهم القصر".
وشددت على الدور المحوري للأولياء للخوض في كل ما يتعلق بالصحة الجنسية لأطفالهم لتثقيفهم ومدهم بالمعارف التي يحتاجونها في حياتهم لتحصينهم من كل الاعتداءات المحتملة، مشيرة إلى أن أغلب ضحايا الاعتداءات الجنسية ليس لديهم أي مكتسبات معرفية بالتربية على الصحة الجنسية.
ومضت قائلة "للأسف هناك نسبة كبيرة من عدم الوعي بأهمية هذا الموضوع باعتبار أن هناك أطفال أو أولياء يتحرجون من الخوض في مسألة الصحة الجنسية، لذلك نلاحظ أن البعض من ضحايا التحرش الجنسي أو الاعتداءات الجنسية لا يفتحون الموضوع مع أوليائهم خوفا من ردة فعلهم".
وبالنسبة إليها فإن غياب الحوار داخل الأسرة حول التربية على الصحة الجنسية الشاملة لا يترك الأطفال فقط فريسة للاعتداءات المحتملة عليهم، وإنما قد يؤخر مد المساعدة لهم أو إخراجهم من آثار الاعتداءات عليهم بأقل الأضرار. وقالت انه "بسبب الخوف والتحرج فإن بعض ضحايا الاعتداء الجنسي تظهر عليهن علامات الحمل".
وبهدف حماية أبنائهم وتنشئتهم تنشئة سليمة قالت مدوري إن الحوار لابد أن ينطلق من العائلة لأن ترك الأطفال لوحدهم قد يجعلهم يسلكون طرقا خاطئة لاستيفاء المعلومات سواء من أندادهم أو من منصات التواصل الاجتماعي.
وقد قام نشطاء يتبعون جناح الأمم المتحدة بتونس بتوزيع كتب تحمل عنوان "سين جيم الجنسانية" مجانا على الأولياء، وهي تتضمن أسئلة وأجوبة مبسطة وصور تفسيرية تعزز قدرة الأولياء على التحاور مع أطفالهم لإجابتهم على كل استفساراتهم العفوية وحتى المحرجة في بعض الأحيان للأولياء.
من جهة أخرى، قالت رئيسة مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان بتونس ريم فيالة وفق (وات) إن الصندوق التابع للأمم المتحدة تقدم أشواطا مهمة في وضع برنامج حول على الصحة الجنسية بالشراكة مع وزارة التربية ومنظمات غير حكومية كالمعهد العربي لحقوق الإنسان والجمعية التونسية للصحة الإنجابية.
وأقرت بتأخر إدراج مضامين التربية على الصحة الجنسية في مناهج التعليم في تونس بسبب عدم الاستقرار الحكومي والتحويرات على مستوى وزارة التربية، معربة عن أملها في الوقت نفسه في تفعيل هذا البرنامج بعد عرضه على وزير التربية الجديد لتعزيز المكاسب المعرفية للأطفال والتوقي من مخاطر الاعتداء عليهم.
وأفادت رئيسة مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان بتونس بأنه من المتوقع أن ينطلق إدراج التربية على الصحة الجنسية في المنظومة التربوية في مرحلة تجريبية في 9 ولايات بعد الحصول على مصادقة وزارة التربية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115