حوصلة أولى لمهرجان صفاقس الدولي في دورته 38: إقبال جماهيري ضعيف وتذمر الحاضرين ...

الدورة 38 من مهرجان صفاقس الدولي أطلق عليها «دورة عاصمة الثقافة العربية» إلا أننا لم نشاهد بعد مشهدا ثقافيا نظرا للإخلالات الحاصلة في هذه الدورة والتي لم تحقق النجاح المطلوب في الحفلات الأولى للمهرجان بعد أن افتتحها المطرب التونسي والعربي صابر

الرباعي يوم 24 جويلية ثم تطل شمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم يوم 26 جويلية بمسرح الهواء الطلق سيدي منصور. ولو أن وزيرة الثقافة كانت حاضرة في اليوم الأول نظرا لما تعيشه مدينة صفاقس هذه الأيام من احتفالات بتظاهرة عاصمة الثقافة العربية إلا أن الحفل الثاني حضرت فيه وفود عمانية لمتابعة نجوى كرم والتأكيد على تبادل الثقافات التونسية العربية.

• صابر الرباعي بدون جديد
ما لاحظناه في السهرة الأولى هو حضور ما يقارب الأربع ألاف شخص أي أقل من نصف طاقة استيعاب المسرح الذي يتسع لأكثر من 9 ألاف متفرج، ولئن كان أحباء صابر الرباعي على موعد مع نجمهم المفضل إلا أن أبرز الانطباعات التي خرجنا بها في ختام السهرة أنه لا جديد لصابر الرباعي الذي تغنى فقط بأغانيه القديمة التي تعتبر ناجحة على الدوام مع الافراط قليلا في الأغاني الحزينة على عكس ما أرادته الجماهير والحال أن صابر الرباعي في وقت من الأوقات عرف كيف يستقطب أحباءه ونجح في حشد الجماهير التي فاقت كل التوقعات خلال حفلاته السابقة بالمسرح الصيفي سيدي منصور حتى أنه نجح الموسم الفارط في استقطاب عدد كبير من الجماهير في جزيرة قرقنة التي غنى فيها لأول مرة.

• نجوى كرم تهين الاعلام
بالرغم من حفاوة الاستقبال في النزل والندوة الصحفية التي عقدتها النجمة اللبنانية نجوى كرم للحديث عن جديدها والإجابة على أسئلة مختلف وسائل الاعلام إلا أنه بدا عليها الاضطراب حتى أنها صرحت لأحد مرافقيها بأن الاعلاميين يحاولون مهاجمتها بالأسئلة ومع ذلك فقد امتثلت وأجابت بكل فصاحة لتخرج وسط احترام متبادل. لكن ما حصل في السهرة عكس ذلك حيث كانت الأجواء ممتازة في بدايتها وتغنت الجماهير الحاضرة بأنغامها بالرغم من أن عددهم لم يتجاوز 2500 شخص لكن الدبكة اللبنانية والمواويل كانت حاضرة وهي ما أثرت في كل من تابعها، ولم تمر ساعة واحدة عن انطلاق الحفل لتطل علينا نجوى كرم من فوق الركح لتطلب من الأمنيين افتكاك معدات وسائل الاعلام الموجودة بالحفل.

• حجز المعدات الاعلامية
قرار نجوى كرم بحجز معدات وسائل الاعلام أثار حفيظة الاعلاميين والجماهير التي كانت حاضرة في المسرح حيث أوقفت النجمة اللبنانية عرضها طالبة من رجال الأمن حجز المعدات ومسح الصور من بعض الآلات الفوتوغرافية وهو ما امتثل إليه القائمون على الحفل بما أن ردهات السهرة بثت في شكل ومضات عبر إذاعة صفاقس وإذاعة الديوان حتى يتسنى للجماهير المتواجدة خارج أسوار المسرح للتعرف على البرنامج والكواليس الحاصلة وليس بجديد على المهرجانات التونسية مثل هذا البث الإذاعي المتواجد في كل مسارح الجمهورية. وادعى من كان قريبا من نجوى كرم فور مغادرتها أن البث والتصوير ممنوع في حفلاتها لكنها لم تعلم هيئة المهرجان التي أمضت اتفاقات مع قنوات تونسية وإذاعات لتغطية هذا الحدث الهام والحال أن وسائل اعلام عربية تواجدت بالمسرح لنقل الصورة كما هي لدى الدول العربية بما أن صفاقس تعيش على وقع تظاهرة عاصمة الثقافة العربية.

• جماهير تستغرب وتقاطع المهرجان
تواجد الفنانة نجوى كرم على مسرح الهواء الطلق سيدي منصور دام ساعة واحدة فقط لتخرج مسرعة دون كلمات الوداع أو حتى لمسة وفاء للجماهير الحاضرة وهو ما لقي استغراب الحضور حتى تكثر التأويلات بعد الحفل والتلويح بمقاطعة المهرجان كيف ذلك والحال أن ثمن التذاكر يتراوح بين 25 و45 دينار مع عدم احترام الحاضرين في التوقيت والمعاملة بالمثل حتى يكون سخط الجماهير على الحفل وهيئة المهرجان كبير.

• فشل كلي
إذا ما استثنينا المستوى التنظيمي من رجال أمن والمشرفين على تنظيم السهرات من إدارة المهرجان وعدد من الاعلاميين المكلفين بمهمة التنظيم نذكر منهم حافظ كسكاس وعمر ذويب وسهام بن عبد الله ونادر قطاطا فإن المهرجان بعد سهرتين شهد فشلا كليا في موسم تحتفل به صفاقس بتظاهرة عاصمة الثقافة العربية. الفشل الأول يكمن في غياب الجماهير عن الحفلات والتي لم يتجاوز عددها 4000 في حفل صابر الرباعي و2500 في حلف نجوى كرم في وقت وجب أن يكون الحضور كبيرا حتى نتمكن من انجاح التظاهرة أمام وسائل اعلام وزوار أجانب، ثانيا يكون اللوم على هيئة المهرجان التي اتخذت الطابع التجاري قصد الربح من عروضها حيث فاق ثمن التذاكر 25 و45 دينارا وهو ما لم يرق لأهالي صفاقس وزوارها في وقت وجب على الهيئة أن لا يتجاوز ثمن التذاكر 15 و30 دينار حتى تدفع بالجماهير إلى الحضور وتنجح حفلاتها أمام الزوار الأجانب في احتفالات صفاقس بعاصمة الثقافة العربية خاصة وأننا ذكرنا مثل هذه الملاحظات عديد المرات في الندوات الصحفية التي نظمتها هيئة المهرجان بما أننا نقلنا ما يقال في الشارع الثقافي بصفاقس حرفيا نظرا لما يعيشه المواطن من ضغوط الحياة والمصاريف اليومية. ثالثا لم تحترم النجمة اللبنانية نجوى كرم ضيوفها من أهالي المدينة الحاضرين ووسائل الاعلام لتغادر سريعا بعد عرض دام ساعة واحدة بداعي أنها غاضبة مما حدث والحال أن العروض تمتد من ساعة ونصف إلى ساعتين حسب الاتفاق المعمول به في النشاط الثقافي أو أن هيئة المهرجان كانت قادرة على تأثيث سهرة موازية لحفل الفنانة نجوى كرم في صورة الاتفاق على ساعة واحدة فقط احتراما للوقت والجماهير.

كل هذه العوامل وجب تداركها وإعادة النظر فيها وانقاذ المهرجان في دورته الاستثنائية خاصة وأن العروض القادمة تعتبر من الحجم الثقيل حيث سيستقبل المسرح كلا من كاظم الساهر ويسرى محنوش يوم 30 جويلية والشاب خالد يوم 1 أوت وسعد المجرد يوم 3 أوت وشيرين عبد الوهاب يوم 12 أوت دون أن ننسى العروض التونسية من تأثيث ألفة من رمضان وأيمن لسيق وحسان عمارة يوم 28 جويلية وعرض صبري مصباح يوم 29 جويلية وسهرة الفن الشعبي من تأثيث وليد التونسي وحسام بن رمضان يوم 9 أوت وحفل النجمة العالمية والأمريكية ميليندا دوليتل يوم 5 أوت.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115