وأخريات أصبحن بارعات في توزيع الألوان على اللوحة البيضاء، جمعهن حلم واحد «جمال الفن» و هدف أوحد هو النجاح في الرهان الذي اخترنه، رهان على الفن ونثر الجمال أينما كنّ، هنّ اللواتي يرسمن بشغف الأطفال وحكمة الكبار وإبداع المحترفين.
مجموعة «مونارت» لكل منها بصمتها في الرسم ولكل منها طابعها الخاص في التعامل مع الفضاء التشكيلي، وبعد عام من الاجتهاد والاشتغال يسقدمن أعمالهنّ يوم 7ماي 2023 لجمهور نابل في «رواق جيلان» ليتشاركن فرحة النجاح مع متذوّقي الفن.
لكل واحدة منهنّ حكاية مع اللوحة، لكل امرأة شخصيتها المستقلة وطريقتها في توزيع الألوان وكتابة ما يخالجها رسما، اختلفن في طرق التعبير وتشابهن في الوسيلة، فجميعهنّ اخترن الرسم مطية للحلم ووسيلة للتعبير والدفاع عن الهوية والموروث الفني والثقافي، كل واحدة من مجموعة مونارت هاجسها الأول النجاح في التحدي وكسب رهان الإبداع وبعد أعوام من الممارسة نجحت كل واحدة منهن في رسم طريقها الفني الخاص بها.
«الفن إلي فيك3» مواصلة لرحلة إبداعية انطلقت منذ أربعة عشر عاما، بقاعة جلوس منزل الفنانة التشكيلية منى فرجاني، كبر الحلم وارتفع عدد اللوحات وتزايد عدد المشاركات في المجموعة ليصلن إلى قرابة الستين رسامة، بعضهنّ واصلن الرحلة مع «مونارت» وأخريات اخترن الاستقلالية الفنية، أربعة عشر عاما من الفن والحلم «اجتماعنا للرسم بمثابة التنفيس، هو دواء لكل واحدة منا، نتشارك جمالية الألوان، وننتشي حين تكمل إحدانا عملها ونحتفل دوما بنجاح اللوحة بعد إمضائها من صاحبتها» بهذه الكلمات تصف منى فرجاني اللقاءات الفنية لمجموعة مونارت التي تحولت الى مجموعة للفن تمارس كل التلوينات الابداعية من الرسم الى الغناء والموسيقى.
«الفن الي فيك» تجربة حياتية وفنية تتكوّن من مبدعات عصاميات نجحن في حياتهنّ المهنية ثم انخرطن في مسار الابداع، لكل منهن بصمتها وطابعها الفني، ولكل منهن أهدافها الفنية، لكل منهن شغفها الذي ترسمه، منهن من تهتم بالتراث ترسم الحكايات التونسية وتدافع عن الموروث، والمحبة للطبيعة تبدع في رسم الورود وتتفنّن في تزيين حدائقها الغنّاء.
ومنهن من تهوى الموسيقى وتحول ألوانها إلى نوتة موسيقية ساحرة، فالريشة تراقص الفكرة وتصنع منها اجمل الاعمال التشكيلية.
الانثى الرسامة والمرسومة، الانثى تعويذة السعادة وتاج للحياة، الانثى ضحكة متمردة ورغبة جامحة في التفوّق هكذا هي لوحات رسامات «مونارت» منذ المعرض الاول، متمردات، صانعات للبسمة ومنتصرات للنساء وللانثى رسمة ووطنا وامراة، فكل منهنّ ترسم ذاتها الحالمة بطريقتها الجد خاصة.
معرض «الفن الي فيك» رحلة الى ذوات مبدعة، تتفنن صاحباتها في التعبير عنها، لكل رسامة عوالمها الابداعية المستقلة تصنع منها تاجها التشكيلي تتوشح به كما الملكات، لكل طريقتها في الرسم والتعبير عن الشجن، تجربة تشكيلية تقدم للجمهور ما يجاوز الستين لوحة لامتاع العين ونشر حبّ الفن لدى زوار رواق جيلان بنابل.
ومجموعة «مونارت» او «انا فني» هنّ تونسيات صنعن ذواتهنّ الفنية، تونسيات نجحن في مجال الفن التشكيلي، تجربة تستحق الكثير من الاحترام والحب لاننا نعمل بصدق، فهؤلاء النسوة يمثلن كل الشرائح العمرية والفكرية، جمعهنّ فقط حب الرسم والتجربة واليوم اصبحن علامة في جهة نابل واصبحت لهنّ بصمتهنّ في طريقة التعامل مع الالوان و«المحمل الابيض» كما تصفهن المؤطرة منى فرجاني التي حوّلت بيتها اولا الى مرسم قبل ان يصبح للمجموعة مرسمهنّ الخاص حيث تتشكل الفكرة وتولد اللوحة.