في دراسة للباحثة الدكتورة ثريا السنوسي حول غزو المسلسلات التركية: هل هو الإجتياح ؟

دراسة مهمة صدرت بمجلة الإذاعات العربية حول اجتياح المسلسلات التركية للشاشات العربية، وتساؤل لصاحبة الدراسة في العنوان :»هل هو الاجتياح!؟ حيث شرحت الدكتورة والباحثة الجامعية ثريا السنوسي هذه «الظاهرة» من خلال جزّء أوّل سلطّ الضوء على

«معرفة الخصائص الدرامية للأعمال التلفزيونية التركية المدبلجة، والتأثيرات المحتملة والملموسة لهذه المسلسلات على قيم المشاهد العربي، عبر استقراء أهمّ البحوث العلمية التي خصّصت للبحث في التأثيرات النفسية والسلوكية لها في صفوف الشباب».. دراسة اقتطفنا منها بعضا من جوانبها المهمة، حتى يدرك القارئ مدى خطورة هذه «الظاهرة» خصوصا لدى المراهقين والشباب..َ

رأت الدكتورة ثريا السنوسي في مقدمة دراستها أنّ البعض اعتبر «الشغف العربي بالمسلسلات التركية خطرا لابد من الاستنفار للحد من تبعاته المدمرة للهوية العربية ومقوّمات الأمة المسلمة»، في حين «أكد آخرون أن الأمر لا يتعدى أن يكون مجرد موجة عابرة في طريقها إلى الزوال، مستشهدين بموجة المسلسلات المكسيكية والبرازيلية التي انطفأ بريقها بعد مدة زمنية قصيرة». واعتبرت الباحثة أنه «للوقوف على هذه «الظاهرة» التلفزيونية أكثر وفكّ رموزها بشيء من التعمّق، ارتأينا في هذه الدراسة أن نقوم في الجزء الأول، بقراءة تقييمية نحاول من خلالها معرفة الخصائص الدرامية للأعمال التلفزيونية التركية المدبلجة، والتأثيرات المحتملة والملموسة لهذه المسلسلات على قيم المشاهد العربي، عبر استقراء أهمّ البحوث العلمية التي خصّصت للبحث في التأثيرات النفسية والسلوكية لها في صفوف الشباب».

ضمّنت الباحثة ثريا السنوسي لدراستها هذه عملا للدكتور «عبداللطيف محمود» أستاذ التعليم العالي وأستاذ الرواية والسيميائيات في جامعة الحسن الثاني بالمغرب، في إطار ورقة بحثية بعنوان «الدراما التركية وتأثيرها على المشاهد العربي»، الدراما التلفزيونية وخصائصها البنيوية وأشكال تأثيرها في تجديد الوعي بالعالم والواقع والذات، «لافتا إلى أنّ أهمّ خصائص الدراما هي البساطة والوضوح والتسلية والترفيه ومحاولة تنميط الذوق العام وحصره في قوالب جاهزة. وهو ما يدعو الباحث إلى مقارنتها بدراما «التيلي نوفيلا» ،

وهي المسلسلات ذات الطابع اللاتيني والتي تتعدى الـ120 حلقة، موضّحا أنّ له خصائص ثابتة تشكّل بيئة نمطية، وتتسم بتكرار بعض الثوابت الحكائية حيث تركّز على قضايا الحب، والجمال، والمال، والسلطة، مع تقديمها في شكل مشوّق يصلح للحياة العصرية، معتبرا أنّ العناصر البنيوية للتيلي نوفيلا هي نفسها التي تبنّتها الدراما التركية.(صحيفة العربي، 2015). أمّا الباحثة سهير وشاشة، فقد بيّنت في دراسة لها أنّ المسلسلات التركية تركّز على المشاهد العاطفية بشكل كبير حيث تغلغلت عوامل جذب كثيرة في اللقطات، كما أنّ للموسيقى التصويرية أثرا كبيرا في تعميق فكرة المشهد ولفت الانتباه إليه، إضافة إلى الأماكن الجميلة والأصوات الطبيعية التي جعلت المشاهد يمتزج مع المشهد ويعيشه في داخله. (سهير وشاشة، 2010).
ومن جهة أخرى، قدّمت الدكتورة شميسة الخلوي قراءة في عناوين المسلسلات المدبلجة، لتحدّد خاصيات الجذب منذ العنوان، حيث اعتبرت أنّ العنوان هو بوَّابة المسلسل، والعتبة التي يلج منها المشاهد لأحداثه، «العنوان... تلك الكلمات التي تُطوِّق المسلسل، وتُتيح لنا فهما مُسبقا لحبكة أحداثه ومآلها، وتعطينا تصوُّرا عن شخصياته».(شميسة خلوي،مرجع سابق).

ومن ملاحظاتها المختلفة وتتبُّعها لعناوين المسلسلات التي عُرضت وتُعرض على مختلف القنوات، فإنَّها لمست عناوين متنوِّعة تطبع المشهد الدرامي، ولكن رغم اختلافها فإنها لا تخرج عن أربعة أطر:• عناوين بمسمَّيات أبطال المسلسلات. • عناوين تدلُّ على الضَّياع والأحاسيس السِّلبية. • عناوين توحي بجمال الحياة والأحاسيس الإيجابية• «عناوين تجمع بين نقيضين».

عناوين بمسمَّيات أبطال المسلسلات:
إنَّ هذا النوع من العناوين يعمل على ترسيخ صفات....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115