«نجوى كرم» وفية لغنائها باللهجة اللبنانية وتفاخر بذلك، كما هي وفية لعناصر فرقتها التي أحسنت تنفيذ أغانيها وجعلت من عازف الطبلة في هذه الفرقة شريكا لها في العرض يتحرك على الركح ويتفاعل مع الجمهور مضفيا الكثير من البهجة على السهرة التي افتتحتها الفرقة بمقطعين للرحابنة استحضر معهما الجمهور السيدة «فيروز»: «نسم علينا الهواء» و»بحبك يا لبنان» قبل أن تطل «نجوى كرم» متهادية مثل أميرات قرطاج، لتجد في انتظارها جمهورا متنوعا من النساء والرجال... من الشباب والمراهقين يهتفون باسمها ويلوحون بصورها ويرددون أغانيها القديمة والجديدة ويرفعون العلمين التونسي واللبناني...
ولأنها فنانة ذكية كما أنها ملتزمة بمعنى أنها تدقق في جميع التفاصيل، وتعرف جيدا الجمهور التونسي الذي يحب كثيرا أغانيها القديمة، لم تحرمه من هذه الأغاني التي قدمتها في شكل كوكتالات، وبين كوكتال وآخر تتوقف «نجوى كرم» لتؤدي أغنية كاملة في سهرتها الصاخبة التي افتتحتها بأغنية «عزك دايم يا قرطاج»، ثم قدمت كوكتالا أدت فيه مقاطع من «شو ها الحلا»، «أنا عم بأمزح معك»، «كيف بداويك»، «عاشقة»، ثم توقفت لتؤدي أغنية «خليني شوفك بالليل» كاملة بمرافقة متميزة لعازف الطبلة، وتواصلت السهرة على مدى ساعة ونصف بهذا الشكل في محاولة من «نجوى كرم» لآداء أكثر ما يمكن من أغانيها وهي التي تملك رصيدا يضم 24 ألبوما وأكثر من 214 أغنية.
غنت «نجوى كرم» آخر إنتاجاتها «داني يا دانا»، وتجولت في رصيدها القديم «عم يرجف قلبي»، «بالروح بالدم»، «يا بيي»، «لو ما بتكذب»، «ما في نوم»، «خيروني»، «لشحت حبك»، «خليلي قلبك» وغيرها من الأغاني التي رددتها بمنتهى الحرفية مجزأة أو كاملة، وشاركها الجمهور التونسي كالعادة الغناء والرقص دون توقف كامل السهرة
نجحت «شمس الأغنية اللبنانية الفنانة «نجوى كرم» في أن تتحكم في سهرتها جيدا، غنت، أمتعت الجمهور، اقترحت عددا من المواويل، قدم عازفوها على آلات الإيقاع استعراضا جميلا، وحافظت هي على إيقاع سهرتها الصاخب منذ بدايتها حتى اللحظات الأخيرة من الحفل الذي اختتمته كما بدأته متغنية بقرطاج وبعزه الدائم
و»نجوى كرم» فنانة مثقفة موسيقية، معارفها محترمة في هذا المجال لذلك كانت مسيطرة على جملها الموسيقية دون أن تفلت منها نوتة واحدة، ودون كبير اجتهاد أثبتت «شمس الأغنية العربية» أنها فنانة حقيقية صوتها متوهج ونقي، مساحته واسعة... صوت جبلي، شامخ لا يختلف إطلاقا عن صوتها في التسجيلات.