مهرجان الحمامات الدولي: عطور محمد علي كمون: حين يبدع التونسي يكون عطره أجمل من الحلم

تخيل نفسك في مكان يتوسطه ضوء القمر منعكسا على البحر، الى يمينك صوت الموج وموسيقى الطبيعة والى يسارك رائحة الارنج والياسمين ورائحة التربة بعد هطول المطر وامامك الاوركستر السمفوني ومجموعة محمد علي كمون، اغمض عينيك قليلا لتسمع انين ناي

احمد ليتيم وغنج كمنجاة زياد الزواري، واصل الحلم وتخيل صوت العود ورقة غسان عزيز ومعه رقة نغمات البيانو سيد الآلات حينها ستشعر ان الموسيقى عطر الروح وعطر الحياة وفي الحمامات فاحت عطور محمد علي كمون برائحة التراث التونسي وأغاني الغزل الخالدة.

فاحت العطور محمولة برائحة الشيح والزعتر رائحة الجبل والريح ومعها رائحة اغاني الجدات، عطور محمد علي كمون عرض اوركسترالي تزين بالموروث التونسي ليفوح في مهرجان الحمامات الدولي وتنشر رائحة الجمال وتنعش الحضور، عطور اتحدت فيه الموسيقى الكلاسيكية والتراث مع السينما والصور المعكوسة على الشاشة فلكل عطر رائحة وصورة... هي صور انجزها الفنان رؤوف الكراي ليكون عطور «عشقة تونسية».

تعطرّ الناي بعطر الكمنجة فكانا الاجمل
«ريت النجمة شيعت عيني الفوق ريت النجمة، خطرت علي ام الخجل والحشمة» من اشهر الاغاني في الجنوب التونسي اغنية غزلية تتغزل بخجل المراة العاشقة وعيونها اللواتي تحكي قصص الغرام والثغر مبتسم غير ناطق، وفي ركح الحمامات يقول الجمهور «شيعت عيني الفوق ريت القمرة»، القمر توسط السماء اضاء المكان وانعكست صورته خجولة جميلة على البحر الذي اختار الصمت هو الاخر لينصت لعبق الصحراء وينتشي بعطورها.

قرابة الثلاثين عازفا على الركح لكل منهم حلمه والته، جميعهم كانوا جنود محمد علي كمون في جولته التي انطلقت منذ عامين للبحث عن عطور تونس، تونس الغنية بالألوان الموسيقية والغنية بالتراث والكلمة الحلوة والوصف المميز، اختاروا الغزل بداية البحث عن العطور وقدموا في حفل جد انيق مجموعة من الاغاني الغزلية ابتدأت بطفولة محمد علي كمون و اغنية «سيدي علي كراي» (وحومة باب الديوان اين ولد وعاش محمد علي كمون طفولته) ثم عشقة «السمرة» تلك العاشقة (رابعة العدوية الصفاقسية) في الغلام «سي منصور» ومنه الى تطاوين ومدنين والتغزل بعيون الريم و «الغثيث الحمالي».

يصمت الكل ينقر محمد علي كمون على البيانو تخرج النغمات اسرة جميلة، جولة بالصورة في مدينة صفاقس على الشاشة ، ثم حوار جد انيق بين التين جميلتين ولكل واحدة منهما سحرها ودلالها، موسيقى هادئة رقيقة تخرج من قلب ناي احمد ليتيم صديق الصحراء ورفيق الموجوعين والعاشقين، نغمات لها رائحة الورود والرياحين قبيل انبلاح الصبح ، نغمات تفوح في فضاء الحمامات وتتشابك مع رائحة الورود وكأننا بابن الرومي يقول « الورد صفة لأنـّه لون، و النرجس یضارعه في هذا الإسم لأنَّ النرجس هـو الریحان الوارد أعــني أنـّه أبدا فـي الماء، والورد خجل، والنرجس مبتسم، وانظر إلی أدناهما شبها بالعیون والنجوم».

الى جانب الناي الالة العاشقة، كمان زياد الزواري السحرية صاحبة النغمات الساحرة والألحان المميزة، يحمل العازف الته كطفلته الصغيرة يهمس اليها قليلا لتحاور صديقها الناي بأجمل النغمات، ريت النجمة الاغنية الجنوبية تصبح ا حلى مع صوت الكمان و رحلو بيكي تكون اقرب الى النفس وتصبح كلماتها اقرب الى القلب مع موسيقى الكمان، يتغنج الكمان ويراقص.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115