الجمعية التونسية للتربية والثّقافة تحتفي باليوم العالمي للغة العربية: اللغة «وظيفة المعيار الرّسميّ في التّنمية الحضاريّة»

في بحور لغة الضاد تبحر سفن الكلمات بلا أشرعة ولا بوصلات، فكل المرافئ أمان وكل الموانئ سلام. هي اللغة التي تحلق بين الثرى والثريا، فيمكن أن تمدح

حتى يزهر المعنى ويمكن أن تهجو حتى يخجل التعبير، ويمكن أن  تداوي أو تجرح  بجرة قلم. هي اللغة الغنية في أفعالها وأسمائها ومرادفاتها بلا حدود.
في 18 ديسمبر من كل عام يتم الاحتفال باليوم العالمي باللغة العربية. وقد تَقرر الاحتفال باللغة العربية في هذا التاريخ لكونه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190، الذي يقر بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة بعد اقتراح قدمته المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو.
ثنائية الدارجة والفصحي والمعيار المشترك
في سنة حميدة دأبت الجمعية التونسية للتربية والثقافة على الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية ضمن ندوات فكرية تنزّل اللسان العربي في سياقه الراهن وسياقاته المعاصرة. وللسنة التاسعة على التّوالي تحتفل الجمعيّة بالشراكة مع معهد تونس للترجمة باليوم العالمي للعربية يوم الثّلاثاء 20 ديسمبر 2022 بقاعة المحاضرات المنجي الشّملي بمعهد تونس للتّرجمة بمدينة الثّقافة. وعن هذا الاحتفاء بلغة الضاد وخروجه عن مناسبات الاحتفال الكلاسيكية ، يقول رئيس الجمعية التونسية للتربية رضا الكشتبان: «لقد تجاوزت الجمعية المقاربات التّقليديّة في الاحتفالات لتفتح بابا جديدا على اللّغة في علاقاتها بالمؤسسّات والحياة العامّة، ولن تتحقّق النّقلة النّوعيّة في المجتمع إلاّ بانغراس الفعل التّعليميّ في كلّ دواليب الحياة، وتحول كل مواطن إلى معلم، وكلّ ركن من أركان البلاد إلى مدرسة. وفي هذه السنة أبت الجمعيّة إلا أن تطرح مسألة هامّة في كلّ المجتمعات وهي التنوع اللّهجي والمعيار الرّسمي في الألسن العالميّة أو ما يسمّى بثنائية الفصحى والعامية تحت عنوان « وظيفة المعيار الرسمي في التنمية الحضاريّة». والشائع في المعتقدات العامّة أنّ العربيّة هو اللسان العالميّ الوحيد المبتلى بثنائيّة الفصحى والدارجة. لكنّ هذه الظاهرة ظاهرة طبيعيّة يسمّيها اللسانيّون بالتنوّع، تتوفّر في كلّ الألسنة، لا سيّما الكبرى، كما تتوفّر في ظواهر طبيعيّة أخرى. فلا شيء من نوع أيّ شيء يماثل تماما شيئا آخر من ذلك النوع. فكلّ الألسنة باقة من اللهحات؛ ولكلّ جهة، في الحالات الطبيعيّة لهجات تتجمّع في دارجات. وكلّما كثر عدد المتكلّمين بأي لسان، واتّسعت مساحته الجغرافيّة، وطال عمره، كثر التنوّع فيه. لهذا السبب ولأسباب أخرى، لا تتنوّع الألسن بنفس الكمّيّة ولا بنفس الكيفيّة».
ومن المهم أن «تدعم كل أمة معيارها المشترك بوسائل ثقافيّة وعمليّة شتّى؛ أهمّها تكريس النصوص المنواليّة المثاليّة في المؤسّسات المختلفة. وأهمّها المؤسّسة الدينيّة، أو التشريعيّة، المؤسّسة السياسيّة والقضائيّة، المؤسّسة الثقافيّة الأدبيّة والعلميّة والتعليميّة، وغيرها. لهذا السبب يقوم المعيار الرسميّ بدور العمود الفقريّ للأبنية الرمزيّة المكوّنة لوحدة الأمّة؛ ولهذا السبب تسعى كلّ أمّة منافسة لها إلى القضاء على وحدتها بتفجير معيارها المشترك».
ومن المنتظر أن يشارك في المائدة المستديرة حول « وظيفة المعيار الرسمي في التنمية الحضاريّة ثلة من الجامعيين والمتفقدين من أهل التّخصّص في الألسنة، ومنهم: محمّد صلاح الدّين الشّريف، فاطمة الأخضر، رندة بوسنينة، فوزي البدوي، أحلام بن سوسيّة، منية المؤخر القلاّل، سهام العابد، شهرزاد العبيدي...
ويسعى هذا اللقاء إلى نشر الوعي بــأنّ جميع الألسنة تحتوي على لهجات...وأنّ المعيار الرسميّ ضروريّ للمحافظة على الوحدة الثقافيّة بين الشعوب الناطقة بنفس اللسان.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115