هكذا فلنستقبل رمضان

هذا شهر الله تعالى قد حل ..شهر كتاب الله تعالى ..شهر رمضان الذي جاء فيه عَنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : « إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ : ( أَيْ شُدَّتْ بِالْأَصْفَادِ وَهِيَ الْأَغْلَالُ وَهُوَ بِمَعْنَى سُلْسِلَتْ ) وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ

 وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ ، وَيُنَادِي مُنَادٍ : يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ ( أي : يا طالب ) ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ ؛ وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ» . نستقبل شهرا يا له من شهر عظيم تتجلى فيه رحمات الله تعالى على عباده تتجلى فيه محبة الله تعالى لعباده من خلال تفتح أبواب الجنان وانغلاق أبواب النيران فإذا بنا أمام أيام حلوة يفيض فيها الخير من كل ناحية ومكان، إذا بنا أمام أيام تعم فيها الرحمات جوانب الكون لتتنزل على المؤمنين خاصة تنزلا مكلوءا بالشفقة علينا نحن العباد الذين طالما قصرنا في أيام عمرنا في جنب الله تعالى.

إنها ملائكة الله تعالى تتجهز لتنادي علينا لتنبهنا لتدعونا إلى موائد الله تعالى أن أقبلوا على الله واهجموا على الرحمات المتنزلة، وتنافسوا فيما بينكم، ملائكة الله تعالى ستنادي فمن سيكون جاهزا متحضرا لسماع النداء؟ النداء لا بد مسموع، تسمعه القلوب الطاهرة المفعمة بحب الله ورسوله، تنصت إليه، تأنس له، تفرح به... النداء نداء حق، لكن من يسمعون النداء قلة، فهل ستكون أخي من هؤلاء القلة الذين سمت أرواحهم وفاضت إيمانا ويقينا والتزاما حتى حلقت في ملكوت الله نقية ملائكية تحاكي ملائكة الله وتتناغم معها وتتجاذب أطراف حديث روحي راق لا يعقله إلا العاقلون...

ونورد هنا منهاجا للمسلم وخطة عملية وبرامج نافعة للمؤمن تعينه وتحثه وتشجعه على استقبال رمضان بكيفية صحيحة وعزيمة قوية رشيدة :

1 ـ فرمضان شهر عظيم ومبارك عظمه الله تعالى إذ أنزل فيه القرآن العظيم خاتم الكتب على خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم .

2 ـ وفي رمضان ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.

3 ـ صيام رمضان فريضة فرضها الله سبحانه على الناس كافة فلا يجوز بحال من الأحوال أن يشهر المرء فطره ولو كان معذورا ، أما قيام رمضان فليس بفرض ولكنه سنة مؤكدة حث عليه حبيبنا صلوات ربي وسلاماته عليه وعلى آله وصحبه .

4 ـ أجر التقرب إلى الله تعالى بالسنن في رمضان يعدل فريضة يؤديها المسلم في غير رمضان، وأجر الفريضة التي تؤدى في رمضان تعادل أجر سبعين فريضة في غير رمضان، فكأن رمضان تاجر يعرض أفضل السلع بأرخص الأسعار، ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة.

5ـ رمضان شهر الصبر يتحمل الصائم فيه الجوع والعطش ويتحمل فيه أذى الناس فلا يحمله صومه على مشاكسة الخلق وقهر الأبناء وتنكيد حياة الأسرة بحجة أنه صائم ، هذا الصوم وهذا الصبر ثوابه الجنة ولذا جاء في الحديث : «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم».

6 ـ ورمضان شهر المواساة يواسي فيه الغني الفقير بماله ويواسي فيه القوي الضعيف بقوته ويواسي فيه الطائع المذنب فيدله على الله تعالى ، أما مواساة الإذاعات والمحطات التلفزيونية ببث البرامج الفاسدة والخليعة والمضيعة للأوقات في معظم الأحيان فلا تدخل تحت هذا النوع من المواساة .

7 ـ في رمضان يزداد رزق المؤمن فيبارك الله تعالى له في الطعام والشراب وكل ما أعده للتقوى على طاعة الله تعالى.

8 ـ إن من فطر صائما في رمضان غفرت ذنوبه وعتقت رقبته من النار وكان له أجر كأجر الصائم من غير أن يخسر الصائم شيئا من الأجر ، وهذا الثواب يناله من فطر صائما على تمرة أو شربة ماء أو مذاقة لبن ، ومن أشبع صائما في رمضان سقاه الله تعالى من حوض حبيبه شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة فرحا مسرورا.

9 ـ رمضان شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار .

10 ـ في رمضان خصلتان حسناوان يرضي بهما العبد ربه هما : الإكثار من قول لا إله إلا الله ، والإكثار من الاستغفار.

11 ـ وفيه خصلتان لا غنى بالعبد إن أعرض عنها وهما أن يتذلل في سؤال الله الجنة والاستعاذة به سبحانه من النار .

ها هو رمضان يهل بأنواره عليكم أنتم الذين طالما انتظرتموه انتظرتم أن تجددوا فيه العهد مع ربكم ، ها هو مقبل عليكم منتظر عودتنا إلى الله تعالى جميعا ..

شهر رمضان ..شهر تسوق رباني ، يفتح الله تعالى فيه أبواب جنانه ورحماته لمتسوقي الخيرات ومبتاعي الفضائل ، فأعينوا أنفسكم وأعينوا أبناءكم وإخوانكم وأحبابكم على طاعة الله وأروا الله تعالى من نفوسكم صدق العزيمة وحسن العمل تكونوا عنده سبحانه من المقبولين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115