تفاصيل الإشكاليات التي واجهها لاسيما من حيث الدعم المادي وفضاء العروض في ظل الصمت المريب لوزارة الشؤون الثقافية والمجلس الجهوي للولاية وبلدية توزر، وعدم إيلاء مسألة إنجاز مسرح للهواء الطلق يليق بهذه المدينة العريقة التي عرفت منذ القدم بتاريخها وحضاراتها وثقافاتها وتراثها، ومعالمها وأعلامها الذين ساهموا في إثراء الحضارة الكونية.
وخلال هذه النسخة الجديدة، حرصت الجمعية المنظمة للمهرجان وهيئة الإشراف والتسيير، على أن تكون العروض ثرية ومتنوعة، حيث توزعت بين الفضاء الخارجي لدار الثقافة أبو القاسم الشابي، ودار بن عزوز، والمنتزه العائلي بدار الشباب، بدعم من المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية، والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتوزر، وتميزت بالمواكبة الهامة للجماهير التي ظلت وفية لهذا المهرجان العريق، رغم ما ذكر سابقا من إشكاليات ومصاعب ومطبات لا تخدم الشأن الثقافي وتنعكس سلبا على أنشطة الهيئات والمؤسسات التي تسعى جاهدة إلى مزيد تنشيط الساحة الثقافية من خلال ما يتم برمجته على مدار السنة من أنشطة موسيقية ومسرحية وفكرية.
ولأن هذا المهرجان الصيفي بتوزر، يعد مكسبا ثقافيا هاما، وجب على الجميع العمل على مزيد إشعاعه والإرتقاء به.
إلتقت «المغرب» ثلة من المشرفين على تنظيمه والذين تحدثوا عن الوضع الراهن للمهرجان:
• عائشة رحيلي، مديرة الدورة:
« هذا المهرجان الصيفي الدولي، ورغم ما تعرض له من صعوبات إلا أننا حرصنا بمعية الجمعية المنظمة، وتحت إشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية، على أن تكون الدورة الحالية إستثنائية، من حيث إختيار وبرمجة العروض وحسن التسيير والتنظيم بشهادة الجمهور الذي واكب مختلف السهرات الموسيقية، المسرحية والتنشيطية، الوطنية والجهوية، وبفضل ما توفر لدينا من تجهيزات ضوئية وصوتية على وجه الكراء، رغم ضعف الميزانية المرصودة، وإنعدام مسرح للهواء الطلق، رغم أهميته ودوره في إنجاح مثل هذا المهرجان.
وبالنسبة لي فإن هذه التجربة الأولى في الإدارة والتسيير، رغم ماذكرت سابقا من أجمل ما قد يمر به كل ناشط في الحقل الثقافي بجهته، وذلك بمساهمة نخبة من الكفاءات الشابة في هذا المجال، ونأمل في الختام أن تستجيب الأطراف المعنية لمطالب المثقفين بولاية توزر، والإسراع بإنجاز مسرح للهواء الطلق يليق بالجهة.»
• ️رازي الرويسي، مدير المعهد الجهوي للموسيقى:
«أعتبر أن هذا المهرجان، قد أوفى بمختلف وعوده رغم إنعدام فضاء للعروض التي كانت متنوعة خلال هذه الدورة، ويعد رغم ضعف الموارد المالية، من المهرجانات التي إلتزمت بوعودها في تسديد مختلف النفقات المالية، وعدم التورط في الديون لاسيما مع الفنانين والمتعاقدين مع المهرجان، وذلك بفضل إجتهاد الجمعية والهيئة المديرة في حسن ترشيد النفقات، ودعم ورعاية المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية، وبهذه المناسبة وإلى جانب تأكيدنا على ضرورة الإسراع بإنجاز مسرح للهواء الطلق، لابد من الإشارة إلى وضعية المعهد الجهوي للموسيقى، ومركز الفنون الدرامية والركحية اللذان يستغلان بالخصوص فضاءات على وجه الكراء، وتأخر إنجاز المركب الثقافي بمدينة توزر».
• محمد العربي طاطي، رئيس الجمعية:
«إعتبارا لأهمية المهرجان، وحاجة الجهة الملحة لأنشطته وبرامجه، وحرصا من الجمعية على عدم حرمان الجمهور من متابعة العروض الفنية والمسرحية، كان لزاما علينا أن نغامر بإنجاز النسخة 37 للمهرجان، رغم المصاعب والإشكاليات التي ذكرت سابقا، فأسندنا إدارته إلى المبدعة عائشة رحيلي وسخرنا فريقا من المثقفين والمبدعين الشبان الذين كان لهم دور هام في إنجاح مختلف الفعاليات، كما إستعنا بما توفر في الجهة من تقنيات صوتية وضوئية حديثة ومتطورة، ساهمت في إضفاء مسحة جمالية على فضاء العروض، وتمكين الفنانين والمسرحيين الضيوف من تقديم عروضهم في أفضل الظروف، وهو ما خلف فعلا الإنطباع الطيب لديهم خلال هذه الدورة التي تعد إستثنائية بإمتياز، كما نثمن دعم المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية ومندوبية الثقافة بالخصوص، والإحاطة والرعاية للسلط الجهوية، ومجهودات الوحدات الأمنية التي حرصت على تأمين مختلف العروض.
وأدعو بدوري الأطراف المعنية بضرورة الإسراع لإنجاز مسرح للهواء الطلق، يكون رافدا لإنجاح مختلف التظاهرات الثقافية على مدار السنة، وبالتالي مزيد إشعاع القطاع الثقافي بالجهة».