في اختتام مهرجان «قابس سينما فن»: «عصيان» يهدي تونس جائزة أفضل فيلم طويل

بعد أيام من السينما والفن والفرح، ودّعت فيها قابس أحزانها ولملمت حرائقها وجراحها ... لملم بدوره مهرجان قابس سينما فن أوراق دورته الرابعة واختتم فقراته

وأقسامه في عزم على أن تكون الدورة القادمة أكثر اتساعا في أهدافها وجمهورها ورهاناتها. وقد نجح المهرجان في منح قابس شهرة سينمائية أخرجتها من عزلتها وروتين يومياتها...
حاملا لهواجس المواطنة ومدافعا عن قضايا البيئة ومترجما لشعار اللامركزية الثقافية، سعى مهرجان قابس سينما فن إلى نحت هوية ذات خصوصية تميزه عن بقية المهرجانات السينمائية.
تونس بين الواقع والسريالية
لأننا نعيش عصر الصورة بامتياز ولأنّ السينما هي فنّ الصورة بلا شك، فقد اهتم مهرجان قابس سينما فن بحضور الصورة وسلطتها ودور عدسة الكاميرا في توجيه الجمهور وإحداث التغيير. و انطلاقا من السينما مرورا بفن الفيديو بالكازما وعروض أفلام الواقع الافتراضي وصولا إلى معرض كرة القدم بقابس.... منح المهرجان جمهوره فرصة مواكبة مجموعة من اللقاءات الفكرية والماستر كلاس مع مفكرين وصناع أفلام ومبدعين في مجال السينما والفنون البصرية.
وفي اختتام الدورة الرابعة لمهرجان قابس سينما فن ، تم إسناد جوائز للأعمال الفائزة بالمسابقات الرسمية للأفلام القصيرة والأفلام الطويلة بالإضافة إلى مسابقة «الهاكاثون» الخاصة بأفلام الواقع الإفتراضي. وقد فاز بجائزة أفضل فيلم طويل المخرج الجيلاني السعدي من تونس عن فيلمه «عصيان». وكانت جائزة أفضل فيلم قصير من نصيب فيلم «كل نجومك على صباطي» لهايغ ايفازيان من لبنان. أما مسابقة هاكاثون الواقع الافتراضي فقد أسندت جائزة أفضل عمل إلى فيلم “عبد التكنولوجيا” لعلياء يحيى وعبير بالطاهر. وقد حصل الفيلم التونسي «في الظل» لسامي التومي وبلال العبيد على تنويه لجنة التحكيم.
وسبق لفيلم «عصيان» أن فاز بجائزة التانيت البرونزي في الدورة الأخيرة لأيام قرطاج السينمائية 2022، وهو الفيلم الطويل الخامس في رصيد المخرج الجيلاني السعدي الذي سبق له إخراج عدد من الأفلام منها: «خرمة» و»عرس الذيب» ‏‏ وثلاثية «بدون1» و»بدون 2» و»بدون 3» ...
وفي فيلم «عصيان» يفكك الجيلاني السعدي تركيبة المجتمع التونسي ما بعد ليلة احتجاجات عنيفة تتزامن مع صراعات عائلية واجتماعية لا تقل قبحا ونفاقا عن سمات المشهد السياسى.

يلعب بطولة الفيلم ثلة من الممثلين الذين أقنعوا في الأداء على غرار أمينة بديري ومحمد حسين قريع ورمزي سليم وعبد العزيز بلقايد حسين ورياض حمدي وناجي القنواتي... وتنسج الشخصيات في ما بينها خليطا من علاقات متشعبة ومعقدة كشفت عورة المجتمع وعقده وعنفه في مراوحة بين أحداث واقعية وأخرى متخيلة من قبيل الفنتازيا والسريالية.

وبالرغم من قتامة القصة وسوداوية الحكاية، لم يخل فيلم»عصيان» من مسحة كوميدية وجرعة من الأمل والحلم في أنّ القادم قد يكون أفضل!

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115