الكاتبة مها عزوز لـ«المغرب»: الفوضى هي سمة المشهد الأدبي في بلادنا

تعتبر الكاتبة مها عزوز صوتا أدبيا لافتا نظرا لجودة النص وتنوعه فهي تكتب الشعر والقصة والرواية وفي رصيدها خمسة إصدارات ثلاثة منها توجت

بجوائز وذلك لتميز كتاباتها بعمق تناول المواضيع المطروحة مع أسلوب متين ومشوق .
«المغرب» التقتها مؤخرا فكان لنا معها الحوار التالي:
• بداية هل لك ان تعرفي القارئ بمسرتك الحياتية والأدبية ؟
مها عزوز أصيلة مدينة بنزرت جذوري أندلسية زاولت تعليمي الابتدائي بمدرسة الكورنيش بنزرت التي كان يديرها والدي ثم درست في معهد الفتيات هناك وبعد حصولي سنة 1986 على البكالوريا آداب واصلت تعليمي العالي بكلية الآداب بمنوبة أولا حيث تحصلت على الأستاذية في اللغة والآداب العربية وتحصلت من كلية 9 افريل بتونس على الماجستير وانا بصدد إعداد الدكتوراه كما أني امتهن التدريس.هذه مسيرتي الحياتية اما مسيرتي الأدبية فتتمثل في ان لي خمسة إصدارات شعرية وقصة ورواية ثلاثة منها حاصلة على جوائز .
• ماذا يمكن أن نعرف عن رصيدك؟
في رصيدي الآن خمسة إصدارات وهي :
- أعشاب الأربعين (مجموعة شعرية صدرت في 2014) ونالت جائرة الكريديف
- حديث الياسمين (مجموعة قصصية صدرت في 2015) وفازت بجائزة كتاما
- في شوارعها لخلفية (مجموعة قصصية صدرت في 2020) وتحصلت على جائزة عليسة للأدب النسائي
كما أصدرت أيضا روايتين وهما:
-فسيد ساء (رواية صدرت في 2017)
- تحويل مسار (رواية صدرت في 2021) ولي عديد المحفظات في الشعر والقصة والرواية
• بدأت بكتابة الشعر لكنك سرعان ما انتقلت من عالم القصيدة ثم إلى القصة ومنها إلى الرواية فما سر هذا التحول ؟
فعلا كانت إطلالتي الأولى بالشعر لكنني مع الشعر كتبت الأقصوصة كانتا منفصلتين لي أن اجزم أن القصيدة والأقصوصة كانتا منفصلتين في ذهني ساعة الكتابة فقد تتلبسني لحظة شعرية وأنا اكتب الأقصوصة فتاتي كثيفة وموجزة في اختصار موجع وفي صورة محملة في أكثر من أفق ولعلني اسبقني زمن القصيدة هنيهات أطول متعة وانتشاء فيراوغ زمن النص الشعري مشهد قصصي يهرب منك كلما هممت بالقبض عليه.
باختصار لا أنكر إنني أنسى أحيانا والقلم بين أصابعي أي جنس اكتب فينشأ النص شعرا أو نثرا أو مزيجا ينهل من كل مشرب. إن لحظة الكتابة إن رامت الإيحاء شقت وكاشفت وأغرت وكان نتائجها شعرا .أما إن رامت الخوض في اليومي والسائد وما مضى وما سيأتي تربصت باللحظة واقتنصت موصوفاتها على مهل وألبستها تقنيات القص فكانت أقصوصة.اما الرواية فشانها آخر هي عالم مختلف تتخذ فيه الكتابة ما يشبه الشرنقة.
• في ما كتبتيه شعرا وقصة ورواية ما أهم المسائل أو القضايا التي قمت بتناولها؟
في كتاباتي تناولت كل ما يشمل هواجس المثقف في المجالين السياسي والاجتماعي والوجودي.. لقد تحدثت في كل شيء لكن المشكلة في الناقد الذي نقض على الجانب الذاتي من التجربة الإبداعية للكاتب ويهمل الأجزاء الأخرى او يلغيها وبذلك هو يشوه النص ويبتره صحيح أن أي عمل فني لا يخلو من الذاتي لكنني اكتب في كل مواضيعه معتمدة على ما يلي في ذاتي وعلى المشترك مع من لهم نفس هواجسي لطرح قضايا ومسائل عديدة ومختلفة أرى انه لابد من معالجتها .
• السائد اليوم أو لنقل الأكثر انتشارا الأكثر اهتماما من المبدعين قصيدة الومضة الشعرية في مجال الشعر وقصة الومضة أو القصة القصيرة جدا في مجال السرد فهل جربت ذلك ؟
لكل تجربة في مجال الإبداع أو الفني القابلية للتطور لذلك فانه من الطبيعي أن يتطور موقفي من النص القصير جدا اي قصيدة الومضة .وقصة الومضة .فهذا الاختزال متولد عن التكثيف والإيحاء وبالالي فانه يحتاج تدبرا أنا أحب أن يطول عالم الكتابة ولكن ذلك لا يعني أنني لم اطلع على نصوص الومضة أو أنها لا تعجبني لكنني أميل إلى أن أبقى أكثر في شرانق الروايات او في نصوص القصة على الرغم من جمالية النص القصير جدا التي تتمثل في التكثيف والاختزال والمباغتة والإحالة على غير المألوف في لحظة زمنية واحدة .
• اليوم نجد أن الرواية هي الأكثر رواجا في مجال الأدب فما الأهم حسب رأيك الشكل الفني للرواية أم تفاصيل النص؟
فعلا،الرواية اليوم هي الأكثر رواجا في الأسواق العالمية لأنها الأسهل فهما من عامة المطالعين كما أن للشكل الفني دور كبير في رواجها ففي الرواية البوليسية يريد القارئ مشاركة الكاتب في حبك الأطوار والسعي إلى كشف الحقيقة لكن في بلادنا هذا القارئ غير موجود لأننا مزالا نعدم القراءة الفنية للأعمال الروائية التونسية والدليل هو عدم تدريس الأعمال الأدبية والروائية لمبدعينا في الجامعة التونسية كما أن النقد في بلادنا يقوم في اغلبه على الإحباط وإهمال الجوانب الفنية للعمل الإبداعي إضافة إلى عدم مناقشة القضايا المطروحة في النص القصصي أو الروائي.
موقفك من النقد والنقاد يجرنا إلى أن نسألك عن المشهد الأدبي عامة فكيف يبدو لك هذا المشهد في تونس بعد 2011 ؟
الفوضى هي سمة المشهد الأدبي في بلادنا بعد 2011 فالكل يكتب والكل ينشر والكل ينقد ويهاجم وما أحوجنا اليوم إلى أن نفرز الغث من السمين ولكن يبقى الأمل قائما في التاريخ الذي سيقول حتما كلمته وان طالت المدة الزمنية .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115