أزالت عنها آثار النار والرماد: «مكتبة المعز» تهزم الحريق وتعود إلى الحياة

كثيرا ما كانت النار عدوة الكتب على مر التاريخ، فقد أحرق الغزاة والمحتلون والمتزمتون المكتبات في شرق الأرض ومغاربها.

ولكن البشر ليسوا وحدهم من يشعلون فتيل اللهب في الكتب، فقد تتآمر الظروف على نسف رفوف المكتبات وتحويل ثروة كتبها إلى رماد !
رغم الحريق الهائل الذي أتى على «مكتبة المعز» بالعاصمة صبيحة 12 نوفمبر 2021، فتحت هذه المكتبة أبوابها من جديد مساء أمس الجمعة 18 فيفري 2022 بعد أكثر من 3 أشهر من الغلق وانقطاع النشاط.
مكتبة المعز في حاجة إلى مؤازرة أحباء الكتاب
في فجر الثمانينيات وتحديدا سنة 1980، أسس محمد بحري «مكتبة المعز» إيمانا بدور الكتب في نحت الحضارة وبناء الإنسان. في منطقة المنزه 1 تنتصب هذه المكتبة العريقة لجذب أحبّاء الكتاب من خلال رفوف محينّة بأحدث الإصدارات ولقاءات فكرية وحفلات توقيع لأحدث ما يصدر من كتب.
وبعد أن تسبب حريق هائل في إتلاف مكوناتها وتحويل كتبها إلى جثث متفحمة، عادت «مكتبة المعز» مساء أمس إلى فتح أبوابها واستقبال أوفيائها في حلتها الجديدة بعد أن أزالت عنها آثار الرماد والسواد. وفي استفسار عن أسباب الحريق بعد استكمال الأبحاث وجرد الخسائر المالية، أفادت المسؤولة التجارية بالمكتبة «حياة باش حامبة» بالقول:» لقد تضررت مكتبة المعز كثيرا بسبب الحريق الذي تسبب فيه تماس كهربائي حدث في الصباح الباكر من يوم 12 نوفمبر 2021. وقد أتت النار على ثلث الكتب إضافة إلى التهام أغلب التجهيزات والرفوف ... ولئن يصعب حصر كلفة الخسائر المادية وأيضا الرمزية والنفسية لاحتراق مكتبة المعز فإنّ تكلفة إعادة تهيئتها كانت باهضة الثمن. ونحن ندعو كل أوفياء المكتبة وعشاق المطالعة إلى مؤازرة مكتبة المعز واقتناء الكتب التي تضررت بسبب الحريق ولكنها لا تزال صالحة للقراءة سيما وقد استمر غلقها حوالي ثلاثة أشهر وتعطل مدخولها ونشاطها...»
طاهر الفازع أول ضيوف مكتبة المعز
كانت إرادة الحياة وثقافة الكتاب أقوى من النار والرماد لدى أصحاب «مكتبة المعز» الذين أصروا على العودة إلى سالف النشاط وإعادة فتح أبواب المكتبة الشهيرة أمام روادها وزوارها وأهل الفكر والقلم.
في حلة أجمل مما كانت عليه، استقبلت مكتبة المعز، مساء أمس، جمهورها الوفي والمتضامن معها في محنتها في أول لقاء فكري بعد حادثة الحريق التي تعرضت لها بسبب خلل تقني بحت.
وقد كان ضيف هذا اللقاء الكاتب طاهر الفازع في حفل تقديم وتوقيع لكتابه الجديد «التيّاس» الصادر عن دار سندباد تونس. وفي «التيّاس» يسرد هذا الكاتب الساخر مجموعة قصصية باللغة الدارجة عن الحب والجسد والجنس... ومثلما يكتب طاهر الفازع بجرأة وحرية فإنه يرى أنّ كل كاتب هو حر في اختيار لغة كتاباته حتى ولو كانت اللهجة الدارجة، فالمهم بالنسبة إليه أن يكون الكتاب جيدا وجديرا بالقراءة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115