المسلك الثقافي «حكاية في حكاية» في الكاف: «سيكافينريا»... كما لـم نرها من قبل !

في الكاف شدو أغنية وألف أحجية عن الأسلاف والعابرين من سهولها وجبالها وتحت سمائها... وهي المدينة الشامخة في عليائها

المزهوة بثرائها الحضاري وقد تجاور فيها المسجد والكنيسة والمعبد في حوار وسلام. تؤلف «الكاف العالية» لوحدها حكاية بلا نهاية، ويأتي مشروع «حكاية في حكاية» لسبر أغوار هذه المدينة الساحرة، المضمخة بحنّاء التاريخ والأساطير والخرافات...
حتى لا يكون التراث «نسيا منسيا» أمام سيطرة التكنولوجيا، تم توظيف الثورة الرقمية لتثمين التراثين المادي واللامادي بجهة الكاف ضمن المسلك الثقافي «حكاية في حكاية».
الهواتف الذكية وسيلة للنفاذ إلى عمق التراث
في «سيكا فينريا» ترسم الطبيعة لوحات من الجمال الآسر التي يصعب مقاومة سحرها، وينحت التاريخ معالم وآثار شاهدة على ثراء حضارة تجمع بين الحمامات الرومانية والقلاع العثمانية والمعمار الإسلامي دون نشاز أو تنافز، ويذيع التراث غير المادي حديث مدينة فريدة من نوعها برعت في الفنون والموسيقي وتوارثت المواهب وروح الدعابة جيلا بعد جيل... هي الكاف التي تختزن في جعبتها حكايات وأساطير وخرافات عصية عن النسيان. وقد بادرت جمعية «ميوزيوم لاب» بدعم من مشروع «تفنن تونس الإبداعية» إلى جعل هذا التراث الثري في وجهيه المادي واللامادي أكثر مقروئية ونفاذا إلى كل الأجيال باستعمال وسائل الاتصال الحديثة ضمن المسلك الثقافي «حكاية في حكاية».
وتقترح جمعية «ميوزيوم لاب» على عشاق التاريخ وزوار مدينة الكاف رحلة ممتعة ومختلفة النكهة والمتعة في زادها هواتف ذكية ورغبة في الاكتشاف للتوغل في عمق الكاف المعالم والآثار والحكايات والتقاليد على امتداد ساعتين من الزمن سيرا على الأقدام ضمن المسلك الثقافي «حكاية في حكاية». واعتمادا على تطبيقة تفاعلية، يمكن للزائرين إزالة الحجب عن خفايا الأساطير والشخصيات الشعبية وجعل المعالم الأثرية الصامتة تنطق بقصة تأسيسها ومدى عراقتها على إيقاع سرد «الفداوي» المؤثر والمثير... في لحظة مكاشفة بين الإنسان وغابر الحضارات والأزمان.
«سيدي بوليفة» فضاء للوساطة السياحية والثقافية
أمام ثراء الأمكنة والأزمنة في مدينة الكاف، يدعو المسلك الثقافي «حكاية في حكاية» إلى اكتشاف آثار «سيكا فينيريا» القديمة ومعالمها الصامدة والسفر في خرافاتها وأهازيجها وعاداتها... اعتمادا على رموز الألواح الحجرية المُثبتة حول المعالم في تفاعل مع محتوى رقمي سياحي وثقافي.
وبالرغم من دلالته ورمزيته وخصوصيته، يواجه التراث غير الملموس أو غير المادي خطر الاندثار وشبح النسيان بمرور السنين. وفي هذا الإطار انطلق مشروع «حكاية في حكاية» منذ سنة 2020 بهدف «دعم القطاع الثقافي والاقتصاد الإبداعي في ولاية الكاف من خلال خلق مسارات حول التراث الثقافي غير المادي، حيث يقدم مجموعة من الخدمات والأجهزة الرقمية لرواية قصّة مدينة الكاف، في خدمة زوّارها وسكانها....».
وقد كرست جمعية «ميوزيوم لاب» التي تعمل على تطوير الوساطة الثقافية للتراث في تونس جهودها وبحوثها من أجل تثمين تراث الكاف المميز والعريق ورقمنته وتثمينه كرافد للتنمية والاقتصاد... وفي هذا الصدد قامت الجمعية بترميم وإعادة تأهيل ضريح «سيدي بوليفة»بالتعاون مع بلدية الكاف وبدعم من «مؤسسة دروسوس»، ليصبح فضاء ثقافيا بامتياز ووسيطا للتوجيه والإرشاد السياحي حول تراث الكاف وآثارها...
يفتح المسلك الثقافي والسياحي «حكاية في حكاية» نافذة جديدة لاكتشاف الكاف كما لم نرها من قبل في توظيف للتكنولوجيا الحديثة من أجل خدمة التراث والاقتصاد والسياحة. وهو ما من شأنه أن يستقطب قاعدة أكبر من الزوار سيما من الشباب للالتحام بتاريخهم والفخر بحضارتهم وحثهم على الدفاع عن الموروث الثقافي وصيانته من الاعتداء أو التشويه أو النسيان.
هي «حكاية في حكاية» تتجسد في مسلك ثقافي طريف وممتع لتسرد عشرات الحكايا عن أخبار الأوّلين وسير الآفلين في اقتفاء لآثارهم على الحجارة وفي طيف خرافة وفي نكهة أكلة... هي حكايات مدينة لا تشبه غيرها، احتضنها الجبل ورفعها فوق رأسه عاصمة للكبرياء...فكانت «الكاف العالية».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115