رئيس جمعية مهرجان الواحات الدولي بتوزر نصر الدين الشابي لـ«المغرب»: غايتنا تثمين تراثنا ودعم سياحة الواحة والصحراء

هنا توزر... هنا ولد الشابي و أنشد: «إذا الشعب يوما أراد الحياة...»، هنا الجريد بنخيله الباسق و مياهه الرقراقة، ورمال صحرائه الذهبية...

هنا يولد الربيع، ويترعرع الحلم ليصبح حقيقة و أملا و إرادة قوية لاتهزم، في مدينة الحب والمحبين والشعر والشعراء التي تستعد لمهرجانها الدولي في دورته 42 من 24 إلى 27 ديسمبر 2021 لمعرفة أهم ملامح الدورة الجديدة للمهرجان التي ستحمل اسم الفنان الشعبي الراحل «محمود العرفاوي»، التقت جريدة «المغرب» مع السيد نصر الدين الشابي رئيس الجمعية في الحوار التالي:
• المهرجان الدولي للواحات، على أعتاب عقده الخامس، يتحول من هيئة إلى جمعية، فماهي الإنتظارات في ظل ظروف اقتصادية و اجتماعية وصحية توصف بالصعبة وتخيم بظلالها على بلادنا.
سنسعى خلال هذه الدورة 42 للمهرجان الذي يحظى بالخصوص بدعم وزارتي الثقافة و السياحة والمجلس الجهوي للولاية و بلدية توزر، و المندوبية الجهوية للثقافة وأيضا المندوبية الجهوية للسياحة و عديد الأطراف الأخرى، إلى تخطي الصعوبات و المطبات، و إعداد برمجة ثرية و متنوعة حسب الإمكانيات المتاحة، و من خلالها ترسيخ ثوابت حب الوطن تونس التي ستظل راسخة في الأرض، شامخة في السماء، واستقطاب الكفاءات الشابة لإنشاء فعل ثقافي جاد و هادف يدعو إلى حب الحياة بكل معانيها الإنسانية النبيلة وتؤكد سلامة و أمن الجهة.
• في الدورات السابقة تراوحت البرمجة بين الجيد و المتواضع وأثارت تساؤلات عن مستقبل هذا المهرجان العريق في ظل تعدد الهيئات المديرة وعدم استمراريتها، فهل ستقطع الدورة الحالية مع ما ذكر سابقا؟
أن يصبح المهرجان الدولي للواحات بتوزر خلال هذه الدورة جمعية، دلالة على تجاوز ما ذكرتم، و تلافي النقائص والاستفادة من الأخطاء، و عزم على استمرارية أنشطة المهرجان على مدار السنة، وبالتالي الإعداد المسبق للدورة القادمة بعد التنظيم والتقييم، والتقليص من بعض الديون المتخلدة بذمته و الحفاظ على توجهات المهرجان و خصوصياته، والعمل على توسيع مداراته واهتماماته، حتى يظل مشعا دوليا، وبالتالي محافظا على مكانته ضمن خارطة المهرجانات الدولية ببلادنا.
• يتعرض كل عمل ابداعي في طور الإنجاز إلى اشكاليات ومصاعب فما الذي يشغلكم هذه الأيام و أنتم على أبواب انطلاق الدورة الجديدة؟
بالفعل و كما أشرتم، لا يخلو أي عمل إبداعي في طور الإنجاز من الإشكاليات والمصاعب، وما يشغلنا الآن النقص في الموارد المالية ، و هنا نوجه الدعوة إلى وزارتي الشؤون الثقافية والسياحية والصناعات التقليدية اللتان نلقى منهما كل الدعم المادي واللوجستي، إلى النظر في الترفيع في الميزانية المخصصة للمهرجان في ظل ارتفاع عديد الخدمات، و حاجيات المهرجان، إلى جانب أيضا إرتفاع أجور الفنانين، مما يمكن من الإرتقاء بهذا المهرجان و إعداد برمجة ترتقي إلى تطلعات الجماهير من أبناء الجهة ومن الوافدين عليها من داخل مدن الجمهورية و خارجها.
• يعد المهرجان الدولي للواحات بتوزر من التظاهرات الدولية الهامة التي تؤثث خارطة المهرجانات ببلادنا، فماهي أهم خصوصياته؟
من أهم خصوصيات المهرجان الدولي للواحات، المساهمة في مزيد التعريف بالسياحة الصحراوية والواحية، وإنعاش الحركة الإقتصادية بالجهة، و أيضا إبراز خصوصيات الجهة من عادات وتقاليد وحرف وفنون وصناعات تقليدية، وموروثها التراثي و الثقافي و الحضاري، وما توفره الواحات الغنية بحضاراتها و تراثها، و ما تتميز به من تزاوج منفرد بين، يجمع بين العنصر الطبيعي و الثقافي، وجمال مشاهد تحمل نبض الحياة وتوحد بين الجبال بمنخفضاتها ومرتفعاتها، والصحراء بسحرها وغموضها والمياه المتدفقة من رحم الصخور.
• تحمل هذه الدورة في طياتها بالأكيد عديد التظاهرات والبرامج المختلفة التي تترجم الخصوصيات والتوجهات للمهرجان و التي ستسقطب اهتمام الجماهير العريضة خلال هذه الدورة، فماهي أهم ملامحها؟
هذه الدورة أردناها أن تكون جامعة لمختلف الفنون من خلال العروض والأنشطة، و ذلك في إطار سعينا بمعية أعضاء الجمعية و نخبة من المثقفين و المبدعين، إلى توسيع مدارات و اهتمامات المهرجان، بما يليق بجهة الجريد المعروفة منذ القدم بثقافاتها و حضاراتها، و بإعتبارها أيضا وجهة سياحية واعدة، حيث ستكون العروض الفرجوية في رؤية جديدة من خلال عرض «القادوس»، و هو آلة قديمة لقيس مياه الري بإشراف الفنان المبدع «حسان الجريدي» بساحة السميرة بمنطقة رأس العين، و العروض الأخرى وسط ساحات المدينة، على غرار خرجة رجال الجريد، وعروض الفروسية و الفنون الشعبية، والمعارض المختلفة، منها المعرض الدولي للفنون التشكيلية، بمشاركة فنانين من تونس والجزائر والعراق والسعودية، ومن خلاله سيتم تكريم نخبة من الفنانين أصيلي الجهة ومعرض الخط العربي للفنان كمال عمران، هناك أيضا تكريم لأدباء الجهة أصحاب الإصدارات الأدبية الجديدة.
دون أن ننسى السهرات الموسيقية ومنها، سهرة الفنانة «يسرى محنوش»، و عرض الفنان :لعروسي الزبيدي»، و عرض «فرقة الهطاية» بجبل سمامة و العروض الشبابية، هذه بعض التفاصيل في إنتظار الندوة الصحفية.
• وحتى نلتقي،
أجدد توجيه الدعوة أصالة عن نقسي و نيابة عن أعضاء الجمعية، إلى مؤيدي ومحبي المهرجان إلى مزيد الإلتقاف ودعم المهرجان الذي يظل منارة مشعة وطنيا ودوليا، وتفتح توزر كما تفعل دائما من خلاله ذراعيها للزائرين، الذين سينعمون بالطقس المعتدل والراحة، و متابعة ما سيقدمه المهرجان من عروض متنوعة وجولات سياحية داخل الواحات و المدينة العتيقة المليئة بتفاصيل الأيام و السنين...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115