المخرج بشير الدريسي لـ«المغرب»: «مورسطان» فنتازيا مسرحية هدية إلى المرأة

بعد 15 سنة من الغياب عن الركح، يعود الفنان بشير الدريسي إلى مسرحه وملعبه بكثير من الشوق والحنين مجددا العهد مع مسيرة

ثرية جاوزت 40 سنة من الفن والعطاء. وإلى فرقة مدينة تونس للمسرح التي كبر معها وكبر بها، كان الرجوع إلى خشبة الفن الرابع من خلال مسرحية «مورسطان».
بتوقيع المخرج القدير بشير الدريسي تستعد فرقة مدينة تونس للمسرح لتقديم عملها الجديد بعنوان «مورسطان» يوم 2 ديسمبر 2021 على الساعة السابعة مساء بالمسرح البلدي بالعاصمة عن نص لجلال الدين السعدي وإخراج بشير الدريسي.
عودة إلى الإخراج بعد 15 سنة من الغياب
«كم من منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدا لأول منزل»... في قلب المخرج بشير الدريسي بقي التوق إلى ركح فرقة مدينة تونس حيا وكبيرا. فأم الفرق المسرحية هي الحب الأول في مسيرة الرجل الفنان. على مدى أكثر من أربعين عاما، قدّم بشير الدريسي مع فرقة مدينة تونس للمسرح عددا مهما من الأعمال ، منها على سبيل الذكر لا الحصر «المعطف» و «الحلاّج» و «بيارق الله» و «تحت السور»... كما سبق له أن أدار الفرقة في فترتين متباعدتين زمنيا، الأولى كانت في الثمانينيات أما الثانية فتعود إلى الألفية الجديدة. وفي كلتا المرتين، كان المدير بشير الدريسي يغادر الفرقة بعد تقديم استقالته لأسباب متشابكة يطول شرحها على حد قوله.
وعن ظروف عودته إلى فرقة مدينة تونس للمسرح بصفته مخرجا لإنتاجها الجديد «مورسطان»، كشف الفنان بشير الدريسي لـ «المغرب» بالقول: «رغم الهزات والانكسارات، تطمح هذه الفرقة العريقة اليوم إلى تجاوز إشكالاتها المتعددة واستعادة جمهورها وإشعاعها... من باب الوفاء إلى تاريخ الفرقة ومن واجبي كأحد أبنائها المساهمة في مسار إصلاحها أو إنقاذها. وقد رحبت بدعوة مدير فرقة مدينة تونس الجديد طاهر الرضواني وعضوتيها المبدعتين ريم الزريبي وكوثر الباردي إلى الانضمام إليهم في عمل جديد. فكان الرجوع إلى فرقتي وأصدقائي ومسرحي مصحوبا بكثير من الاشتياق واللهفة.
مسرحية عن المرأة وإليها
على ركح «مورسطان» تلتقي كوثر الباردي وريم الزريبي وإسلام الباجي رفقة جلال الدين السعدي في إمتاع ومؤانسة جمهور متعطش إلى المسرح وجديد إنتاجه بعد أشهر من الركود بسبب الكورونا.
ويمتلك العرض المسرحي الجديد لفرقة مدينة تونس عنوانين واسمين، الأول «مورسطان» والثاني «يا للاّ وينك». وقد أفاد المخرج بشير الدريسي أنه تم استعارة عنوان «يا للاّ وينك» من قصيدة الشاعر علي الورتاني التي غنّاها لطفي بوشناق لأنها فعلا تتوجه إلى المرأة، ومنها وإليها تدور كل فصولها وأدوارها.
وعن دائرة اهتمام مسرحية «مورسطان» ، صرّح مخرجها بشير الدريسي لـ «المغرب» بالقول: « هي تجسيد لمختلف أصناف المرأة في كل حالاتها وانفعالاتها وأحلامها من خلال تجسيد أربعة نماذج من النساء عن المرأة المضطهدة والضعيفة والمرأة المتحررة والمستقلة والمرأة التي تنتفض في وجه مجتمع يحصرها في أدوار تقليدية من زواج وإنجاب... أما المرأة الرابعة ، فيتقمص شخصيتها الفنان جلال الدين السعدي في دور امرأة كثيرة الخبرة ومتعددة التجارب لتسرد قصتها في الحياة.
ولئن عُرف عن الفنان والمؤلف جلال الدين السعدي أنه يكتب نصوصه بحبر من الهزل والإضحاك، فقد كشف المخرج بشير الدريسي أنّ «مورسطان» تتوفر على قدر كبير من الكوميديا والتراجيديا على حد سواء رافضا تصنيف العمل في خانة بعينها. وأكد في المقابل أنه سيقدم «فنتازيا مسرحية « هي عصارة 15 سنة من البعد عن الركح ونتاج كم هائل من مشاعر التلهف إلى مصافحة الجمهور.
فرقة مدينة تونس عصية عن الانكسار
على امتداد ساعة ونصف من الزمن، تقدم فرقة مدينة فرقة تونس للمسرح بإدارة طاهر الرضواني مسرحية «مورسطان» في لقاء بين شخوص قد يجمعهم فعلا مستشفى أمراض عقلية كما يدل على ذلك العنوان أو عيادة طبيب نفسي ... وقد يلتقون في مكان غير محدد وزمان بلا قيود حيث تنحت المرأة في كل الأوقات والأمكنة مسيرة من الحب والحلم.
باعتباره ذاكرة المسرح التونسي وأم الفرق المسرحية، تكرم أيام قرطاج المسرحية قريبا فرقة مدينة تونس للمسرح. وقد رحب ابن الفرقة المخرج بشير الدريسي بهذه اللفتة الطيبة سيما وأن هيئة المهرجان تضم فنانين تتلمذوا على يديه وزملاء تعامل معهم .كما أكد أن هذا التكريم هو اعتراف بقيمة الفرقة ومكانتها التي لا يمكن زعزعتها مهما مرّ بالفرقة إلى هزات وأزمات . وأشار المخرج بشير الدريسي أنه سيتم بمناسبة تكريم الفرقة برمجة عرض خاص لمسرحية «مورسطان» على شرف قدماء الفرقة وأعضائها السابقين وتكريما لعضويتها الحاليتين كوثر الباردي وريم زريبي .
وفي قراءة للواقع المسرحي في تونس، أثنى المخرج بشير الدريسي على جهود الشباب المبدع في طرح جماليات جديدة واقتراح رؤى فنية معاصرة مشيرا إلى أن موجة «المسرح التجاري» آفلة لا محالة وأنه لن يبقى على الركح إلا الفنان الحقيقي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115