بمشاركة 20 دولة: معرض تونس الدولي للكتاب يعود بعد سنتين من الغياب

بعد أيام قليلة يفتح معرض تونس الدولي للكتاب أبوابه على مصراعيها لاستقبال طوابير من عشاق المطالعة وأوفياء الكتاب من كل الأجيال.

قريبا، سيكون اللقاء بين القارئ والكتاب بعد طول انتظار وشوق كبيرين بسب احتجاب المعرض، لأول مرة في تاريخه، لسنتين متتاليين بسبب الكورونا.
استعارت الهيئة المديرة لمعرض تونس الدولي للكتاب مقولة المتنبي «وخير جليس في الأنام كتاب» لتجعل منها شعار المعرض في دورته 36 التي تتواصل من 11 الى 21 نوفمبر 2021 بقصر المعارض بالكرم .
دورة المقاومة والأمل
بعد تأجيل تلو تأجيل، يستعد ،أخيرا، عشاق المطالعة وأصدقاء الكتاب إلى موعد «الحج» السنوي نحو قصر المعارض بالكرم حيث تنتظرهم آلاف العناوين والإصدارات. وفي كلمته تطرّق المدير العام لمعرض تونس الدولي للكتاب عن ظروف هذا التأخير القسرية، قائلا:» لقد طال انتظارنا في تونس، على غرار سائر شعوب العالم، لإقامة هذه التظاهرة الكبرى بسبب ما هو معلوم من أمر جائحة الكوفيد 19 وتأثيراتها السّلبيّة، سواء على اقتصاد المال أو على اقتصاد الثقافة والأشكال الرمزية، وتعطيلها لأنشطة الإنسان الإحتفالية العامّة،ومن بينها معارض الكتب ،فاضطررنا إلى تأجيل تنظيمها من 2019 إلى 2021. لذلك فإن الدورة 36 هي دورة التحدّي والمقاومة من أجل أن تفتح الكتب نافذة على الأمل.»
يتميز معرض تونس الدولي للكتاب بعديد الفقرات والمحطات الأدبية والثقافية، ولعل من ميزات دورة هذا العام حسب مديرها العام مبروك المناعي هوتجسيمها لاتفاق التعاون الثقافي التونسي- المصري،وتخصيص مساحات للإبداعات النوعيّة كإبداع الأطفال واليافعين والشباب، وإبداع الجهات،وإبداع النساء، وإبداع ذوي الحاجات الخصوصيّة، وإبداع المهاجرين وإبداع البدو...
إلى جانب جولة بين أجنحة الكتب، يقترح المعرض على ضيوفه وزائريه برنامجا ثقافيا متنوعا وموّجها إلى جميع الفئات والأعمار على غرار تنظيم 10 ندوات فكرية و20 لقاء حواريا. ويتألف البرنامج الثقافي الموازي لسوق الكتب من 6 مكونات هي : النّدوات» و»اللّقاءات الحواريّة» و»القراءات الأدبيّة» و»في رحاب الكتاب التونسي» و»الشّباب والكتاب» و»تجربتي مع...».
للطفل نصيب في معرض تونس الدولي للكتاب من خلال برنامج ثقافي نوعي ومدروس بالشراكة مع وزارتي الشؤون الثقافية والتربية.
ولأول مرة في تاريخ المعرض، وفي سياق التصدي للقرصنة والسرقات الأدبية، تمّ توقيع اتفاقية بين إدارة المعرض والمؤسسة الوطنية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة من أجل تولي أعوان مختصين مهمة التثبت من مدى احترام الملكية الأدبية والفكرية من طرف الناشرين.
موريتانيا ضيف الشرف
تمتلك موريتانيا ثروة من المخطوطات الأصلية المائلة إلى اللون الأصفر مثلما هو لون رمل صحرائها. وتفتخر مدينة «شنقيط» تحديدا بامتلاكها حوالي 40 ألف من المخطوطات الثمينة والنادرة موزعة على مكتبات عمومية وخاصة. في هذا الإطار تحتفي الدورة 36 من معرض تونس الدولي للكتاب بموريتانيا كضيف شرف كما تثمّن مخطوطاتها باعتبار قيمتها الأثرية والأدبية والرمزية.
و قد وصف المدير العام للمعرض مبروك المنّاعي دورة هذا العام بـ «دورة المخطوط» وذلك «تكريسا لأبوّته للكتاب في زمن الرّقميات والتأليف الإلكتروني.» وستحل موريتانيا - بلد شنقيط ضيفة على المعرض وفي حوزتها ذخائرها النفيسة من المخطوطات. وسيكون زوار المعرض على موعد مع معرض للمخطوطات الموريتانية بالجناح الممتاز المخصّص للدولة ضيف الشرف. ولمزيد التعريف بقيمة المخطوطات الموريتانية وتفردها، سيتم تنظيم ندوة عن «ذخائر المخطوطات الموريتانية» و إلقاء محاضرة بعنوان «طريق الحبر من القيروان إلى شنقيط»... ومن المنتظر أن يعرض الجناح الموريتاني نماذج من الصناعات التقليدية و أن يمتع ضيوفه بوصلات فنية من أداء فرقة للفنون الشعبيّة.
الشاذلي القليبي شخصية الدورة
مرت 60 سنة على تأسيس وزارة الثقافة في تونس، و مرت أكثر من سنة على رحيل أوّل وزير للثقافة الشاذلي القليبي. وقد ارتأت هيئة معرض تونس الدولي للكتاب اختيار رجل الفكر والثقافة الشاذلي القليبي ليكون شخصية الدورة 36 تكريما لمنجزه وسيرته بمناسبة ستينية تأسيس وزارة الثقافة. وقد أوجز وأبدع الراحل في تقديم نفسه فقال:» «علمتني الصادقيّة العربيّة وثقافتها، وألهمتني «السربون» الاعتزاز بتراث بلادي وأمّتي، وأعطتني «الأستاذيّة» فرصة لمزيد التعلّم. أمّا «الإذاعة» و»الإعلام» فقد وجدت فيهما منفذا إلى الآخرين. وأمّا «الشؤون الثقافية» فقد أعطتني وسائل عديدة لخدمة ثقافة تونس وتراثها. وأما «الأمانة العامّة» فمكنتني من تجربة فريدة أفهمتني مدى بعد الشقة بين الواقع والأمل».
سعت الهيئة المديرة لمعرض تونس الدولي للكتاب إلى استدعاء ضيوف من وزن ثقيل في نظم الشعر وتحبير الرواية و إبداع القصة. ومن بين الشعراء الذين سيلقون قصائدهم ويتحدثون عن تجربتهم أمام رواد نذكر : علاء عبد الهادي وأحمد الشهاوي وهوشنك أوسّي وعبد الله البريكي وقاسم حدّاد ... كما ستحل على الدورة 36 أسماء لامعة وبارزة في عالم الرواية منهم : الروائي السعودي عبده خال و جلال برجس الحائز على جائزة البوكر لسنة 2021 ومريم مشتاوي وأمين الزاوي...
وقد دعا المدير العام لمعرض تونس الدولي للكتاب التونسيين إلى الإقبال على القراءة لأنها «هي الحدث المحدد لتدبّر الحياة وتفهّم الكون».
المعرض في أرقام
300 دار نشر عربية وأجنبية
150 عارضا تونسيا
20 دولة مشاركة
6 آلاف متر مربع مساحة المعرض
7 جوائز في الرواية والقصة والشعر والدراسات والترجمة وأدب الطفل والنشر

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115